لعل أحد أسباب الفرحة بشهر رمضان هو ذلك اليقين بأن الدعوة فى هذه الايام المباركة مستجابة وان ثمة بابا فتح أمام ما كنت تظنه مستحيلا.. فجعله قريبا بأمر الله..
وحتى ألهمك الدعاء فاعلم انه يريد ان يعطيك.. ففى اللحظات نفسها.. ملايين الكفوف ترتفع فى تضرع صوب السماء سائلة الله من فضله فى الصحة والرزق وصلاح الحال والاولاد وكل الامنيات التى قد تخطر على بالك..
الكل يحلم بأن تصادف دعوته ليلة القدر التى هى خيرمن الف شهر فيتحقق ما هو اجمل من الاحلام.
كما قال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد الخلق اجمعين.. عليه افضل الصلوات واتم التسليم «لا يرد القدر إلا الدعاء فمن بين كل العبادات اختار الله الدعاء ليغير فى اقدارنا المتعلقة بالاسباب
وبالإضافة لوصفه بأنه «مخ العبادة» فالدعاء شكل من اشكال الفضفضة التى لا تنتهى منها الا وانت مطمئن بعد ان سلمت شكواك إلى القادر على كل شىء.
ادعونى أستجب لكم.. فانى قريب اجيب دعوة الداعي.. ادعوه تضرعا وخفية فقط تحدث إلى الله بقلب مفتوح تؤت سؤالك ويتغير قدرك إلى الافضل وتنال ثواب عبادة الدعاء.
وفى خواطر الشيخ الشعراوى حول الآية رقم 240 من سورة البقرة فى الدنيا والاخرة ويسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم ان الله عزيز حكيم.
وبقوله ان الحق يبدأ هذه الاية بقوله «فى الدنيا والآخرة وكأنه يقول لنا اياكم ان تعتقدوا ان كل تكليف من الله جزاؤه فى الاخرة فقط ابدا.. ان الجزاء سيصيبكم فى الدنيا ايضا.
وعندما يتأمل الانسان الملتزمين فى دينهم واخلاقهم يجدهم فى الحياة قد اخذوا جزاؤهم فى الدنيا رضا وسعادة وامنا.. حتى انك تجد الناس تتساءل كيف ربى فلان اولاده وكيف علمهم برغم ان مرتبه كان بسيطا.. هم لا يعلمون ان يد الله معه بالبركة.. فى كل حركات حياته فلا نظن ان الجزاء مقصور على الاخرة فقط بل يعجل الله الجزاء فى الدنيا.. اما الاخرة فهى زيادة ونحن نأخذ متاع الاخرة بفضل الله.
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احدكم الجنة بعمله.. قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا انا إلا ان يتغمدنى الله برحمته واحب ان يتأمل كل منا احوال الناس المستقيمين فى منهج الحياة ويرى كيف يعيشون..
وكيف ينفقون على اولادهم ويتأمل البشر والرضا الذى يتمتعون به وكيف تخلو حياتهم من المشاكل والعقد النفسية وكان سبحانه وتعالى يلفتنا إلى أن كل ما جاء فى المنهج القويم.. انما جاء لينظم لنا حركة الحياة ويخرجنا من اهواء النفوس.
وهناك صنفان من الناس فى المجتمع الصنف الاول المنافق الذى لا ينسجم منطقه مع واقع قلبه ونفسه ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا
ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى فى الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والله لا يحب الفساد.. وليس هذا الصنف حين ينتبه إلى ذلك يرتدع ويرجع لا.. انه اذا قيل له من ناصح محب مشفق «اتق الله» اخذته العزة بالاثم.
والصنف الاخر من المجتمع من يبعد نفسه عن الفسادمرضاة لله.. فيقول سبحانه وتعالى فى سورة البقرة ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد.
فالله سبحانه وتعالى يحذرنا من الزلل عن المنهج فالله عزيز حكيم ولا يقدر عليه ا حد فهو القادر القوى الذى يجرى كل شيء بحكمة
فلا تظنوا انكم بذلك تسيئون إلى الله بالزلل عن منهجه بل تسيئون إلى أنفسكم وإلى ابناء جنسكم لان الله لا يغلب.
هذه بعض من خواطر الشيخ متولى الشعراوى فى تفسير سورة البقرة.
بقلم /ناهد المنشاوي
الكاتبة الصحفية