حاجة المنسوجات المصرية للعناية والتطوير (4)

حاجة المنسوجات المصرية للعناية والتطوير (4)

بقلم/دكتور ناصر عبد المهيمن

خبير أقتصادي

تناولنا في سلسلة مقالات سابقة عرض لملامح لقطاع المنسوجات المصري لبيان أهمية هذه الصناعة، وتحليل حزمة تغيرات شهدتها تجارة المنسوجات

للتعرف على أهم أنواعها، والأسواق الرئيسية لهذه المنتجات خلال العقد المنصرم، في محاولة لبيان ملامح هذا القطاع على مستوى العالم، وكذلك التطورات الخاصة بهذا القطاع في مصر وحال تجارتنا مع العالم منه.

وها هو المقال الأخير من هذه السلسلة يأتي لعرض تحديات تواجه صناعة المنسوجات في مصر، فبالرغم من أصالة حرفة المنسوجات في مصر فقد تعددت معوقات هذه الصناعة في مصر،

فشركات القطاع العام في هذه الصناعة تعاني من العديد من الصعوبات مثل التقادم الفني للمعدات، وكذلك إعادة النظر فى آلية إحتساب الهالك والفاقد،

والزيادة المتتالية فى أسعار الوقود، وهو ما ساهم في تدني المبيعات، وتقليل تنافسية المنتج المصري، لذلك فهذه الصناعة بحاجه لآلية عاجلة لتتمكن من استعادة مكانتها بالأسواق المحلية والعالمية.

تدني حصصنا في الأسواق العالمية، مع ما لنا من تاريخ طويل ومثير في صناعة المنسوجات، فقد شهدت هذه الصناعة تطورات متلاحقة على مستوى العالم لم نتمكن من اللحاق بها،

حتى أن المنسوجات المصرية أصبحت ذات حصص بسيطة جداً في الأسواق العالمية مقارنة بدول أخرى مثل الصين والهند وباكستان، فمع عراقة صناعة الغزل والنسيج بمصر،

وتوافر قدر كبير من المقومات الأساسية لهذه الصناعة، وتوافر اتفاقيات تجارية دولية، بلغت حصة صادرات منسوجات مصر نحو 0.53% في إجمالي الصادرات العالمية من المنسوجات خلال عام 2020.

مشكلات صناعة المنسوجات في مصر، أصبح من الجلي للجميع حاجة صناعة المنسوجات المصريو لمجموعة من الأدوات القادرة على دعم بيئة أعمالها،

في محاولة لاستعادة مكانتها بين كافة المتسابقين، وهو ما يعني توفير حوافز تشجيعية وشبكة من العلاقات، فلابد من تبني الحكومة المصرية منهج متكامل لآليات تنشيط استثمارات القطاع الخاص (محلي وأجنبي) لتصبح بيئة أعمالنا أقل تعقيداً

وأكثر شفافية، وإعطاء أولوية لتنمية المناطق الواعدة، والعمل على بناء شبكة علاقات قوية تتضمن جميع الجهات المعنية بالاستثمارات حكومية وغير حكومية، وتجمعات المستثمرين ورجال الأعمال في مصر وخارجها،

والسفارات ومكاتب التمثيل التجاري الخارجية، والبعثات الأجنبية في مصر، بالإضافة إلى ضمان حُسن تنفيذ وكالات ترويج الاستثمار في الخارج لكل ما هو مستهدف.

رؤية مستقبلية، كان لابد من منح المنسوجات المصرية مزيد من الاهتمام، لذلك كان قطاع الغزل والنسيج واحد من خمس صناعات اختارتها وزارة التجارة والصناعة عام 2016م ليكون الأساس الداعم للاقتصاد المصري،

وتم تحديد ما هو مستهدف بلوغه، حيث بات على أصحاب المصلحة في صناعة الغزل والنسيج السعي الجاد نحو تحقيق أهداف رئيسية؛ تمثلت في تعميق الصناعة، وترشيد الواردات، وزيادة الصادرات،

وبما يتماشى مع “استراتيجية التنمية المستدامة في مصر 2030″، فصناعة الغزل والنسيج تعتبر أحد أهم القطاعات الاقتصادية والصناعية التي تضعها الدولة ضمن أهم مخططاتها للنهوض بالصناعة الوطنية،

مما جعل الدولة تقوم برصد نحو 21 مليار جنيه لتطوير شركات الغزل والنسيج، وزيادة معدلات وجودة الإنتاج بإحلال وتجديد هذه الشركات ودمج بعضها،

في محاولة لسد احتياجات المصانع المصرية من «البوليستر»، حيث يستحوذ البوليستر على نحو 30% من مستلزمات إنتاج الغزل والنسيج،

فضلاً عن تسهيل إجراءات الحصول على التراخيص للمصانع الجديدة لضمان تنامي ضخ الإستثمارات المتجددة، كما تم تطوير المحالج وشركات الغزل والنسيج والشركات التابعة لها وتزويدها بأحدث الماكينات.

ففي ذلك محاولة للاستفادة بما تحرزه مصر من استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي، فضلاً عن تقديم مصر لبنية تحتية متطورة،

حيث تستثمر أكثر من 15 مليار دولار في الطرق وشبكات الكهرباء ومشاريع الري، كما أن اتفاقيات التجارة والشراكة بين مصر والعديد من الأسواق العالمية تسمح لمصر بتصدير منتجات المنسوجات والملابس إلى العديد من الدول دون تعريفات جمركية.

ختاماً، وفقاً لما تناولناه في هذه السلسلة عن المنسوجات المصرية، يمكننا التأكيد على أن الأيام القادمة تحتاج لمنظومة متكاملة لتشهد ببيئة التشغيل في مجتمعنا ذلك التحسُن المرجو،

لضمان زيادة القدرة التنافسية لقطاع المنسوجات المصرية وغيره من قطاعات الصناعة الوطنية ذات السمعة الطيبة والإمكانيات المتعددة.

تابعنا دائمًا على موقع سبيد نيوز لمعرفة أحدث الأخبار

تابعنا على فيسوك