بقلم/دكتور ناصر عبد المهيمن
خبير أقتصادي
ترتبط صناعة المنسوجات بالإنسان منذ ألاف السنين، لذا تكونت لدى كثير من الشعوب خبرة كافية في حُسن اختيار أنسب الشعيرات لتلك الصناعة، ويعتبر القطن، الصوف، الكتان، الحرير الطبيعي من أهم الألياف لهذه الصناعة الهامة،
وخلال الستين عاماً الماضية كان للتطورات العلمية دوراً بارزاً فى صناعة المنسوجات نتيجة للعديد من الدراسات الكيميائية فى ذلك المجال
واكتشاف مجموعة من الألياف ساهمت فى صناعة الحرير الصناعي والنايلون الداكرون وكثير من الألياف الصناعية الأخرى، ونتيجة لهذا التقدم الكبير والملحوظ فى فى قطاع المنسوجات،
فقد تنوعت وتعددت منتجاته، لتغزو الأسواق منتجات ذات جمال ورقي وألوان مبهرة وجذابة مبتكرة تُعَبِر عن روح هذا العصر.
وفي مصر يعتبر قطاع الغزل والنسيج من أهم القطاعات الصناعية التي تساهم بدور بارز في الاقتصاد القومي على مر العصور، فبالرغم من معاناة هذه الصناعة من العديد من الصعوبات ما زال القطن المصري يتمتع بشهرةٍ عالمية،
ولقد شهدت هذه منتجات الصناعة تطورات غير مسبوقة نتيجة ظهور الأقمشة الشفافية مثل الشيفون، الاورجانزا، الفوال، الشاش، التُل، الشِبيكة، الدانتيل.
من هنا يهدف هذه المجموعة من المقالات بحث وتحليل تطور حجم التجارة الخارجية للمنسوجات على المستويين العالمي والمحلي، والتحديات التي تواجه صناعة الغزل والنسيج في مصر،
وامكانية مواجهة هذه التحديات، ومعرفة ما يواجهه هذا القطاع الحيوي من معوقات وصعوبات حقيقية، في محاولة لوضع تصور مستقبلي للنهوض بهذه الصناعة، وزيادة الوزن النسبي لها في الاقتصاد المصري.
قطاع المنسوجات في مصر، تمكن الفكر المصرى من استخدام كافة أنواع الأقمشة فى شتى مناحي مجالات الحياة اليومية، فصناعة المنسوجات في مصر توجد منذ عهد الفراعنة،
وتمكنت من غزو الأسواق الأوروبية خلال الفترة التي سبقت عام 1950م. وتمتاز صناعة المنسوجات المصرية بأن لديها نموذج تشغيل متكامل رأسي، يبدأ من الألياف (ألياف القطن) وصولًا إلى منتجات جاهزة متعددة من الملابس، والمفروشات المنزلية.
ويحظى قطاع المنسوجات في مصر بفرصة نمو حقيقية لسببين رئيسيين، أولهما قربها من الأسواق الأوروبية وغيرها من الأسواق العالمية، والأخر توافر القوى العاملة المهيأة بهذا القطاع الحيوي، أنها تعد أيضاً سوقاً استهلاكياً أساسياٍ.
وفي محاولة لبيان حصص كل من القطاعين العام والخاص في مجموعة من أهم منتجات قطاع المنسوجات في مصر، يشكل القطاع العام نحو 90% من إنتاج غزول القطن، ونحو 60% من إنتاج الأقمشة، ونحو٤٠% من صناعة التريكو، ونحو٣٠% من صناعة التجهيز، هذا في حين يسيطر القطاع الخاص حالياً على مجال صناعة الاقمشة التريكو.
تطور شركات قطاع المنسوجات ورؤوس أموالها، تمتلك مصر أفضل قطن موجود في العالم، لكنها تواجه العديد من المشاكل مثل انخفاض إنتاجية العمالة، ونقص الاستثمارات في حلج وغزل ونسج القطن، وصعوبة الحصول على التمويل، وضعف البنية التحتية.
وتعد صناعة المنسوجات من أكثر الصناعات كثافة في العمالة، حيث يبلغ حجم العمالة بها في مصر نحو 1.2 مليون فرد، لتستحوذ هذه الصناعة – وما يتعلق بها – على نحو 27% من حجم العمالة في القطاع الصناعي المصري كله.
ويتمتع قطاع المنسوجات في مصر بقدرات تنافسية، كقانون الاستثمار الجديد (رقم 72 لعام 2017) الذي يساهم في خصم 30٪ من التكاليف الاستثمارية في مشروعات الاستثمار في المنسوجات والمشاريع كثيفة العمالة كحوافز خاصة.
وتسمح اتفاقية “شراكة الاتحاد الأوروبي مع مصر” لمصر بتصدير منتجات النسيج والملابس إلى دول الاتحاد الأوروبي، دون تعريفة جمركية (تجارة حرة). ويشتمل قطاع الصناعات النسيجية المصري على ٣١ شركة قطاع عام، ونحو ٣٥٠٠ شركة قطاع خاص واستثماري.
يواجه قطاع الغزل والنسيج في مصر العديد من التحديات والتي أدت الى تذبذب معدلات إنتاج وصادرات هذه الصناعة، فقد شهدت أوضاع ساهمت في إيقاف خطوط الإنتاج واغلاق بعض المصانع،
حيث شهد مؤشر عدد شركات قطاع المنسوجات في مصر ورأس المال خلال الأربع سنوات الأخيرة تذبذب، ليشهد عام 2020 تراجع كلاً من عدد شركات قطاع المنسوجات ورؤوس أموالها،
في حين شهد عام 2017 زيادة كبيرة عدد الشركات ورؤوس أموالها بشكل ملحوظ.
يُتبع،،،،،،،