وتعتزم مجموعة من رجال الأعمال الخليجيين إطلاق مصرف رقمي إسلامي عالمي. ويقود جهود تأسيس البنك رئيس جمعية مصارف البحرين، الرئيس السابق لمصرف «البركة» الإسلامي، عدنان يوسف.
وقالت الدكتورة نجلاء عبد المنعم الخبيرة الاقتصادية، إنه من المتوقع أن السنوات العشر المقبلة ستشهد تغيرات كبيرة في مجال البنوك الرقمية، حيث أن عددًا من الدول ما زالت لا تسمح بتقديم الخدمات المصرفية عن بعد، وأن أكبر تحديات أي مصرف رقمي تكمن في منع غسل الأموال وقواعد الامتثال والحوكمة، لكن يتم تجاوز هذا الموضوع من خلال البرامج الإلكترونية التي تسهل العمل وتساعد المصرف على النمو. أما بالنسبة للهيئات الشرعية التي تمتاز بها البنوك الإسلامية، فهي ستتابع المنتجات التي يعرضها المصرف تمامًا مثل أي مصرف إسلامي تقليدي.
وأضافت عبد المنعم: ومن المتوقع أن البنك الذي سينطلق في الربع الأول من عام 2022 المقبل، سيكون رقميًا بالكامل وليس له أي فروع فعلية، وهو يستهدف في البداية المسلمين في أوروبا وغير المسلمين أيضًا، ليركز لاحقاً على منطقة شرق آسيا، حيث يعيش أكثر من 700 مليون مسلم.
وأوضحت الخبيرة، أنه حتى الآن من الصعب على المصارف الرقمية خدمة الشركات والمؤسسات المالية الكبيرة والتمويلات الضخمة، لذلك سيركز المصرف الجديد على خدمات التجزئة والشركات الصغيرة والمتوسطة.
400 بنك رقمي حول العالم
وأشار إلى أنه يوجد حاليًا أكثر من 400 بنك رقمي في جميع أنحاء العالم، ولا تزال السوق تنمو بسرعة؛ من حيث العدد والحجم في ظل ظروف تحول استثنائي؛ حيث يرى المراقبون أن الفرص المصرفية الرقمية لا تزال وافرة في مجالات وأسواق جغرافية ناشئة.
أما بشأن البنوك الرقمية الإسلامية، فقد شهدت هي الأخرى إقبالاً كبيراً، وتم تأسيس عدد منها في البحرين والدول الخليجية والعربية وحتى الأوروبية. وبطبيعة الحال، فإن تجربتها لا تزال في بدايتها، وتركز على أسواقها المحلية لكن وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تتوقع أن يكون لجائحة كورونا والتباعد الاجتماعي الناجم عنها دافعًا لتسريع استراتيجيات التحول الرقمي في البنوك الإسلامية في العديد من الدول التي ينشط فيها التمويل الإسلامي؛ حيث إن الشمول المالي يعد مشكلة رئيسية في الكثير منها. وتذكر الوكالة أن سوق الصيرفة الرقمية الإسلامية ينطوي على فرص واسعة؛ حيث إن هناك 1.8 مليار مسلم في العالم أو ما يقرب من 24% من سكان العالم. كما تحتضن الدول الأوروبية عشرات الملايين من المسلمين والجاليات الإسلامية
ويمكن أن تدعم البنوك الرقمية معدلات عالية للهاتف المحمول والإنترنت في العديد من البلدان التي ينشط فيها التمويل الإسلامي. ويمكن أن تستفيد أسواق الصكوك أيضًا من كفاءات السوق التي توفرها التكنولوجيا المالية؛ كالانخفاض المتوقع في التكاليف، واختصار الوقت، والوصول إلى مجموعة أكبر من المستثمرين؛ من خلال زيادة استخدام التقنيات. علاوة على أنه سيكون لها تأثير واضح على نجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وريادة الأعمال في الدول النامية بشكل خاص؛ حيث تتيح لهم الحصول على التمويل بكُلفة أرخص، كذلك تتبع مبيعاتهم ومخزونهم وإيراداتهم اليومية بسهولة من خلال الدفع الرقمي.