تحويل الدعم العيني إلى نقدي.. قال الدكتور رمزى الجرم الخبير المصرفى، إنه لا شك أن امتداد أمد الازمة الحالية ، وعدم وجود أي بوادر تلوح في الافق بموعد انتهائها، يفرض المزيد من التحديات الشديدة على الكثير من الاقتصادات العالمية ، وبشكل خاص طائفة الاقتصادات الناشئة التي من بينها الاقتصاد المصري ، خصوصا إذ ما علمنا ان هناك تداعيات سلبية ضخمة جراء تعطل الملاحة في الممر المائي لقناة السويس ، والذي على إثره انخفضت حصيلة رسوم المرور لأكثر من الثلثين ، في ظل ان هذا المورد، يُعول عليه بشكل كبير ، باعتباره احد اهم مصادر النقد الأجنبي في البلاد.
وأضاف الجرم، وعلى إثر ذلك، سعت الحكومة منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، على تبني المزيد من الإصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية الشديدة ، والتي كان لها انعكاسات سلبية شديدة على المواطن، الذي يعتبر هو الشخص الوحيد المعني باي تطورات على كافة المستويات، وعلى الرغم من تبني سياسة التقيد النقدي من أجل مواجهة شبح التضخم ، والذي تمثل في الاعتماد على قناة سعر الفائدة كأحد اهم الحلول في مواجهة التضخم الذي يواجهه الاقتصاد المصري ، الا ان هذه الأداة لم تفلح بشكل ملموس في تحقيق الاهداف المرجوة ، بسبب أن وجود ارتفاعات مستمرة ومتصاعدة في اسعار السلع على مستوى العالم ، مثل أسعار النفط والحبوب الزراعية والسلع الغذائية الاساسية ، مما اى حدوث فجوة تمويلية واسعة
وأدت الى زيادة أرقام الدعم في الموازنة العامة للدولة ، فاسعار المنتجات البترولية في الموازنة أصبحت بعيدة عن الواقع، فضلا عن ان الدعم المقدم لرغيف الخبز ، يستنفذ المزيد من الموارد المالية الشحيحية في الأصل ، خصوصا اذا ما علمنا ان سعر رغيف الخبز لم يتحرك منذ اكثر من 30 عاما ، في ظل تصاعد غير مسبوق في اسعار كافة السلع والخدمات ، وتتحمل الدولة نحو 125 مليار جنيه سنويا لدعم الخبز فقط ، هذا بخلاف الكهرباء والمنتجات البترولية وغيرها من السلع الأساسية.
وتابع الخبير: ولا يخفى عن البيان ، أن رغيف الخبز، يمثل احد اهم عناصر الأمن الغذائي في مصر ، الا أن استمرار سعره عند مستوى 5 قروش للرغيف الواحد، أصبح ضربا من ضروب الخيال ، حيث لا يوجد فئة الخمسة قروش في الواقع ، بالاضافة الى ان هناك من يستغل هذا الدعم في استخدام رغيف الخبز المُدعم في علف للحيوانات والطيور ، كغذاء رخيص الثمن بالمقارنة بغيره من أنواع العلف الأخرى ، مما صار الأمر وكأنه دعما للحيوان والطيور ، مما يؤدي إلى استنفاذ الموارد المالية الشحيحية على حساب دعم أنواع أخرى من السلع ذات الأهمية القصوى للمواطن، ومن كامن هناك حاجة ملحة لرفع سعر رغيف الخبز تدريجيا، وهو ما حدث اليوم، من خلال تسعيره عند مستوى 20 قرشا للرغيف الواحد بدلا من 5 قروش.
تحويل الدعم العيني إلى نقدي
من جهة أخرى ، تسعى الحكومة خلال الفترة القليلة القادمة من خلال طرح فكرة تحويل جزء من الدعم السلعي او العيني الى دعم نقدي ، في حوار وطني ، وفي حالة التوافق عليه، سوف يتم تفعيله خلال الفترة القادمة.
ويرى الخبير الاقتصادى إنه وعلى الرغم من وجاهة فكرة تحويل الدعم العيني أو السلعي الى دعم نقدي مشروط، اي لمستحقيه، الا ان تبني هذه الفكرة في ظل مستويات التضخم المرتفعة ، سوف يكون لها تداعيات سلبية على زيادة حدة التضخم بشكل اكبر ، نتيجة طرح كتلة نقدية جديدة في الأسواق، سوق تدعم زيادة اسعار كثير من السلع والخدمات بشكل اكبر ، بسبب وجود قوة شرائية لدى الأفراد ، ولكن من الممكن أن يتم طرح الفكرة للحوار الوطني ، ولكن تنفيذها على أرض الواقع ، يكون في الوقت المناسب ، اي بعد وجود انخفاض ملحوظ في معدلات التضخم ، خصوصا اذا ما علمنا ان الحكومات ، قد تلجأ لتنفيذ الدعم النقدي ، من أجل تحفيز الاستهلاك في حالات الركود الاقتصادي ، من أجل ضخ كتلة نقدية تكون كافية لتحفيز الاستهلاك للخروج من ازمة الركود او الكساد.