تعهدت شركة “هواوي تكنولوجيز” بتعزيز مستوى الاستثمار في البرمجيات وتكنولوجيا الطاقة الرقمية، سعياً للتغلب على العقوبات الأمريكية التي تسببت في تراجع مبيعاتها للمرة الخامسة على التوالي.
تراجعت إيرادات “هواوي” بنسبة 19% لتصل إلى 178.2 مليار يوان (28 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر،
وقالت الشركة، في رسالة بمناسبة العام الجديد إن مبيعات عام 2021 انخفضت بنسبة 29% عن عام 2020، لتبلغ 634 مليار يوان بعد تضرر أعمال الهواتف الذكية من العقوبات
القائمة السوداء
شهد عملاق التكنولوجيا الصيني تراجعاً في المبيعات مع إبقاء إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن على العقوبات التي فُرضت في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب.
وتسبب إدراج “هواوي” ضمن القائمة السوداء إلى صعوبة وصولها إلى المكونات والتكنولوجيا الأمريكية الضرورية لأعمالها في مجال الهواتف المحمولة، بينما حظر العديد من حلفاء الولايات المتحدة أيضاً استخدام معدات الشركة الصينية في بناء شبكاتها للجيل الخامس.
مع استمرار فرض العقوبات، تعتزم”هواوي” التركيز على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمساعدة الصناعات المختلفة على التحول إلى استخدام الأجهزة الرقمية والذكية، حسبما ورد في رسالة العام الجديد للشركة.
كما أنها تعتزم زيادة الاستثمار في نظامي التشغيل المخصصين للمستهلكين والمؤسسات “هارموني أو إس” و”أويلر أو إس” (EulerOS)، مع تعزيز الإنفاق في مجال التكنولوجيا لتطوير الطاقة النظيفة ومساعدة قطاعات الطاقة التقليدية على التحول إلى التكنولوجيا الرقمية.
قال رئيس مجلس الإدارة بالتناوب، غو بينغ، في الرسالة: “كلما اشتدت الضربة على القداحة، كانت الشرارة أكثر إشراقاً”. وتابع:”الطريق أمامنا طويل وشاق، وما دمنا نمضي قدماً سنصل إلى وجهتنا”.
تراجع المبيعات
ورغم انخفاض المبيعات برقم مكون من خانتين مرة أخرى، تباطأت وتيرة الانكماش وارتفعت الإيرادات بالفعل بنسبة 32% عن الربع السنوي المنتهي في سبتمبر.
لقد أطلقت الشركة الصينية العديد من الهواتف الرئيسية على مدى الأشهر القليلة الماضية، ومنذ أوائل هذا العام سارعت في الاتجاه نحو مصادر الدخل التقليدية بشكل أقل من التعدين إلى الزراعة لتعويض الخسائر المسجلة في مجالات أخرى.
لم تنشر “هواوي”، وهي شركة شديدة التحفظ، معلومات مالية مفصلة لمختلف وحدات أعمالها.
مما لا شك فيه أن مواجهة أعوام من العقوبات الأمريكية أنهكت أعمال الهواتف الذكية لدى “هواوي”، التي كانت ذات يوم أكبر مصدر للإيرادات قبل تسبب سلسلة من الحظر التجاري في عهد ترامب في صعوبة وصول الشركة للرقائق الرئيسية التي تصنعها مجموعة من الموردين من “كوالكوم” إلى “سكاى وركس سوليوشنز”.
كانت “هواوي” تستكشف سبلاً لدعم النشاط التجاري الذي حقق إيرادات بقيمة 483 مليار يوان في العام الماضي. وهذا يشمل منح تراخيص تصميمات هواتفها لأطراف ثالثة كوسيلة للوصول إلى المكونات الهامة،
وتستكشف الشركة أيضاً الفرص الناشئة في مجالات بداية من التعدين الذكي إلى المركبات الكهربائية.
في رسالته بمناسبة العام الجديد، أكد غو أن “هواوي” ستواصل تقديم الحوافز والدعم للشركاء. كذلك، قالت الشركة إنها ستقدم الدعم والتطوير “بشكل استباقي” للموردين ذوي الجودة العالية عالمياً،
كجزء من الجهود المبذولة للتغلب على التحديات التي تفرضها إدراجها ضمن القائمة السوداء للولايات المتحدة.
أطلقت السلطات الكندية، سراح منغ وانزو، وهي المديرة المالية لشركة “هواوي”و نجلة مؤسسها الملياردير، رين زينغفاي، في وقت سابق من هذا العام، وذلك بعد إقامة جبرية دامت لنحو ثلاثة أعوام، كافحت خلالها لعدم تسليمها إلى الولايات المتحدة بتهمة الاحتيال.