أعدت شركة “لوجيك للاستشارات” دراسة جديدة بعنوان “مسيرة قطاعي الثقافة والترفيه في المملكة: تحول شامل وفق رؤية 2030″، والتي تركز على أهمية قطاعي الثقافة والترفيه في دعم التنوع الاقتصادي ودفع عجلة الاقتصاد غير النفطي بالمملكة العربية السعودية، تماشياً مع رؤية السعودية 2030.
أوضحت الدراسة أن حجم سوق الترفيه في المملكة من المتوقع أن يصل إلى 14.4 مليار ريال سعودي بحلول عام 2028، معززاً بذلك إسهام القطاع الثقافي في الاقتصاد ليصل إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.
تناولت الدراسة، التي أجرتها شركة “لوجيك للاستشارات” الرائدة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أربعة محاور رئيسية: تطورات المشهد الثقافي والترفيهي، تأثير نمو القطاع على السياحة، الإطار المؤسسي، وتحقيق التوازن بين التمويل الحكومي والخاص لتحقيق الاستدامة المالية.
أشار مصطفى الغراب، الشريك التنفيذي في السعودية لدى “لوجيك للاستشارات”، إلى أن الدراسة تبرز التقدم الكبير الذي حققته المملكة في قطاعي الثقافة والترفيه كجزء من رؤية السعودية 2030. وأكد أن هذه القطاعات تعد رافدين غير نفطيين رئيسيين للتنمية الاقتصادية المستدامة.
وأكد الغراب أن رؤية السعودية 2030 تركز على ثلاثة عناصر رئيسية: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح. وتتمثل الأهداف في الحفاظ على التراث السعودي، تعزيز الفنون والثقافة، وتطوير وتنويع فرص الترفيه لتلبية احتياجات السكان، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية وثقافية عالمية.
أبرزت الدراسة أيضاً الأهمية التي توليها المملكة لتطوير قطاع ترفيهي مستدام، يساهم في تحسين جودة الحياة للسكان والزوار، ويصبح رافدًا اقتصاديًا يساهم في تحقيق التنوع الاقتصادي. حيث وصل حجم سوق الترفيه إلى حوالي 8.7 مليار ريال في عام 2023، مع توقعات بنمو سنوي مركب بمعدل 10.44% حتى عام 2028.
تلعب الهيئة العامة للترفيه دورًا كبيرًا في تطوير وتنظيم قطاع الترفيه بالمملكة، حيث رخّصت حتى الآن أكثر من 4,500 منشأة لتنفيذ الأنشطة الترفيهية في أكثر من 100 مدينة. كما تشمل التراخيص مجالات متعددة مثل تشغيل المرافق الترفيهية والمطاعم والمقاهي وتنظيم الفعاليات.
سلطت الدراسة الضوء على جهود وزارة الثقافة لتعزيز القطاع الثقافي ودوره كرافد للاقتصاد الوطني، حيث تستهدف زيادة مساهمة القطاع إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030. تعمل الوزارة على تحقيق هذا الهدف من خلال إطلاق العديد من المبادرات والبرامج الثقافية وإنشاء 11 هيئة ثقافية للإشراف على قطاعات فرعية مختلفة.
أشارت الدراسة أيضاً إلى تأثير نمو قطاعي الثقافة والترفيه على السياحة، حيث تصدرت المملكة قائمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية من حيث النمو في عدد السياح الدوليين عام 2023. كما احتلت المملكة المركز الأول بين دول مجموعة العشرين، محققةً نموًا بنسبة 50% في عدد السياح الدوليين في الأرباع الثلاثة الأخيرة من عام 2023 مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2019.
أكدت الإحصاءات أن الحكومة السعودية ضخت استثمارات ضخمة في المواقع والأنشطة الثقافية، حيث أسّس “برنامج جودة الحياة” خمسة صناديق وطنية بقيمة إجمالية تقدر بنحو 35 مليار دولار أمريكي، مما يعكس حرص المملكة على تطوير القطاع الثقافي والإبداعي بشكل فعّال.
نجحت شركة “لوجيك للاستشارات” على مدار أكثر من 25 عاماً في إدارة وتنفيذ ما يزيد عن 1,800 مشروعاً في مجالات استشارية مختلفة، بما في ذلك الاستشارات الإستراتيجية، وحوكمة الشركات، وتطوير المؤسسات.