تحليل/ دكتور أحمد شوقى
طبقت العديد من المؤسسات العالمية التكنولوجيا المالية مع ظهور مصطلح fintech لتحويل القطاع المالي التقليدي ليقدم الخمات للمستثمرين والشركات والعملاء بشكل رقمي، وقد قامت البنوك في الآونة الأخيرة بمواكبة المتغيرات للحصول على حصة سوقية من خلال اطلاق علامات تجارية منافسة لتقديم خدماتها لاستقطاب جيل جديد من العملاء المحتملين من خلال دمج التكنولوجيا المالية Fintech في النظم المالية بالاعتماد على البلوكشين Blockchain لتحسين أليات العمل المالي والمصرفي لتقديم خدماتها المالية بقدر اكبر من الكفاءة التشغيلية لخفض تكلفة العمليات والتي بدورها سيعزز من خفض تكلفة خدماتها، وذلك لما تتمتع به الخدمات المالية بمستقبل ناجح بفضل ابتكارات التكنولوجيا المالية ، حيث ستساهم التكنولوجيا المالية في تمكين العديد من الشرائح المجتمعية التي لم تستفيد من الخدمات الصرفية في القرن الحادي والعشرين ومن ابرز هذه المجالات التحول الرقمي لتقديم خدمات التمويل الإسلامي.
ومع اعلان مؤشر Refinitiv لتطوير التمويل الإسلامي توقعاته بوصول قطاع التمويل الإسلامي إلى 4.9 تريليون دولار في عام 2025. وكذلك ستاندراد اند بور توقعاتها لنمو صناعة التمويل الاسلامي ما بين 10% إلى 12% خلال عامي 2021 و 2022. وبالتالي فإن عام 2022 سيكون عام انتشار وتوسع في صناعة التمويل الاسلامي ،
وأصبح امام المهنيين والمهتمين بصناعة المالية الاسلامية تحدي اكبر لترسيخ المبادئ الاساسية للصناعة لتحقيق تكاملها مع التكنولوجيا المالي للوصول لجيل جديد من الاعمال يقوم على مؤسسات التكنولوجيا المالية الاسلامية. وتعد التكنولوجيا المالية احد اهم العوامل الرئيسية لتمكين نمو صناعة التمويل الاسلامي ، حيث سيساهم تكامل التكنوجيا المالية المتوافقة مع الشريعة الاسلامية بشكل طبيعي في جذب العديد من الشرائح وزيادة عدد المتعاملين مع منتجات التمويل الاسلامي والذي سيدعم زيادة حجم الطلب على منتجات الصناعة بشكل كبير.
التحديات التى تواجه القطاع
إلا ان هناك بعض التحديات التي تواجه دمج وتكامل التكنولوجيا المالية في التمويل الاسلامي ابرزها التالي:-
اولاً : التأهيل الملائم للعاملين بصناعة التمويل الاسلامي لتقديم المنتجات المتوافقة مع الشريعة الاسلامية لتلبية توقعات السوق في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة، وبالتالي فغن هناك حاجة مهمة للتأهل العلمي والعملي للعاملين بالمهارات اللازمة لتلبية احتياجات المتعاملين الجدد، ومع ازدياد الطلب على خدمات ومنتجات التمويل الاسلامي ونقص المهنيين اصحاب الخبرات والمهارات قد يحدث تأخير في تلبية طلبات العملاء والتي قد تؤدي الي انفاض فرص جذب شرائح جديدة والتأثير على الحصة السوقية للصناعة ويمكن تجاوز هذة المشكلة من خلال تدريب العاملين بالقطاع المالي الاسلامي على التقنيات الحديثة واستقطاب عاملين جدد وتأهيلهم بالشكل الكافي لتجاوز مشكلات التأخير في تقديم الخدمات.
ثانياً : انخفاض الوعي العام بالسمات المميزة لطبيعة التمويل الاسلامي من حيث المنتجات والخدمات المتوافقة مع الشريعة الاسلامية في العديد من الدول والاعتماد على نظرية المحاكاة بالتمويل التقليدي في تقديم الخدمات والمنتجات والتي لا تبرز الطبيعة المميزة للتمويل الاسلامي. فالامر يحتاج الي حملات توعية للعملاء المحتملين والمهنيين والمؤسسات العامة والخاصة.
ثالثاً : التشريعات والأطر التنظيمية التي تعزز الابتكار المالي لتعزيز انتشار شركات التكنولوجيا المالية الإسلامية والتي ستساهم في التوسع بكفاءة وفعالية والمنافسة مع أهم لاعبي شركات التكنولوجيا المالية في السوق والتي ستدعم من انتشار المنتجات والخدمات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية نظراً للطبيعة المميزة لمؤسسات التمويل الإسلامي وبالتالي فإن الوضع القانوني سيحتاج لعض التعديلات لمواكبة التغيرات.
رابعاً : توحيد اراء الهيئات الشرعية التابعة للمؤسسات المالية الإسلامية ويفضل ان تكون هناك هيئات شرعية مركزية بالبنوك المركزية وذلك لتقليل التضارب بين شركات التكنولوجيا المالية في منتجاتها المتوافقة مع الشريعة الاسلامية.
خامساً: اهمية دور الحوكمة والالتزام البيئي والمجتمعي م مقدمي الخدمات المالية الاسلامية والتي اثبتت تفوقها على المؤسسات التقليدية ويدعم ذلك دراسة بيانات شركة Eikon في الأعوام الماضية والتي أظهرت تفوق التزام الشركات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بنسبة 6% في الحوكمة والالتزام البيئي والمجتمعي عن شركاتها التقليدية وبالتالي فإنه يجب تعزيز مفاهيم الحوكمة والالتزام البيئي والمجتمعي في مقدمي خدمات التكنولوجيا المالية الاسلامية واخيراً ستعزز التكنولوجيا المالية في تيسير وتسهيل وصول المنتجات والخدمات المالية للعديد من الشرائح المجتمعية والتي ستدعم من زيادة الشمول المالي والذي بدورة سيحقق المزيد من الاستقرار المالي في الاقتصاديات