أصبح للتكنولوجيا والتحول الرقمي دوراً أساسياً في دعم ريادة الأعمال عالمياً ومحلياً وبشكل غير مسبوق حيث لم تعد ريادة الأعمال قاصرة على الأفكار المبتكرة فحسب، بل أصبحت تعتمد بشكل كبير على الأدوات الرقمية لتحقيق الانتشار و إدارة الموارد وكذلك استدامة الأعمال.
ومع التقدم المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقدم في مجالات تقديم الخدمات عبر الانترنت فقد أصبح رواد الأعمال يمتلكون فرصا كبيرة لتطوير مشاريعهم بطرق لم تكن ممكنة من قبل.
فعلى المستوى العالمي، ساهمت التجارة الإلكترونية في تمكين الشركات الصغيرة من الوصول إلى أسواق جديدة، حيث تشير تقارير منظمة التجارة العالمية إلى أن التجارة الرقمية حققت نموا بنسبة 24% سنويًا في العقد الأخير.
أما على الصعيد المحلي فقد شكل التحول الرقمي في مصر دافعا رئيسيا لتعزيز ريادة الأعمال ، حيث أطلقت الحكومة مبادرات مثل رواد 2030 والتي دعا إليها فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية متبنياً بها قطاعات المشروعات الناشئة من خلال برامج التمويل عبر المنصات الرقمية، مما ساعد على تقليل الفجوة التكنولوجية، ومن النماذج التي شهدت أهمية دور التحول الرقمي عالمياً ومحلياً في مجال ريادة الأعمال :
أولاً : على الصعيد العالمي:
تجربة شركة Shopify التي سهلت التجارة الإلكترونية للشركات الناشئة، مما ساهم في تمكين مئات الآلاف من رواد الأعمال حول العالم.
ثانياً :على المستوى المحلي:
كان لمبادرة مستقبل مصر الرقمي والتى أطلقتها وزارة الاتصالات والتي ركزت على بناء القدرات الرقمية للشباب من خلال العديد من البرامج التدريبية على أيدى نخبة من المتخصصين فى المجالات المتعددة، إضافة إلى الخدمات التي أصبحت تقدم حاليا من خلال الهيئة العامة للاستثمار والتي أمكنت الاستفادة من خدماتها عن طريق الانترنت عبر منصة مصر الرقمية بشكل سريع وفعال، ومع كل هذا فإن هناك بعض التحديات مازالت تواجه ريادة الاعمال والتي يجب السعي للتغلب عليها والتى من أهمها :
ضعف البنية التحتية الرقمية : والذي تُعاني منه العديد من المناطق وخاصة المناطق الريفية من ضعف الاتصال بالإنترنت، مما يحد من استخدام التكنولوجيا.
نقص المهارات التقنية لعدد من رواد الأعمال : والذين يفتقرون للمعرفة الكافية بأدوات التحول الرقمي.
الأمن السيبراني: والتى تشير تقارير “كاسبرسكي” إلى أن 45% من الشركات الناشئة في المنطقة العربية تعرضت لهجمات إلكترونية.
وأخيراً فإنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن التكنولوجيا بصفة عامة أصبحت هى المحرك الأساسي لريادة الأعمال، حيث لم تقتصر فوائدها على تعزيز كفاءة العمليات، بل أسهمت أيضا في خلق بيئة متكاملة تدعم الابتكار وتتيح للمشروعات الناشئة فرصا حقيقية للنمو والازدهار.
ومع استمرار التقدم التكنولوجي، سيظل التحول الرقمي هو العنصر المحوري في صياغة مستقبل ريادة الأعمال.
بقلم/ أحمد العسيلي
مطور وخبير ريادة الاعمال