على هامش فعاليات مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي، شهد اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، توقيع اتفاقيتين تجاريتين بين الشركة المصرية للاتصالات وشركة ميدوسا الأوروبية، وذلك بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. تهدف الاتفاقيتان إلى التعاون في مجال نقل حركة الاتصالات الدولية وتعزيز البحث العلمي.
وقع الاتفاقيتين كل من المهندس محمد نصر الدين، الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، والسيد نورمان ألبي، الرئيس التنفيذي لشركة “أفريكس تيليكوم” و”ميدوسا”.
تفاصيل الاتفاقية الأولى
تستهدف الاتفاقية الأولى مد نظام الكابل البحري ميدوسا إلى مدينة العقبة في الأردن، عبر استغلال مسارات العبور الأرضية من بورسعيد إلى طابا ومنها إلى العقبة عبر نظام كابل بحري آخر هو “كورال بريدچ”. من المتوقع أن يدخل الكابلان “ميدوسا” و”كورال بريدچ” الخدمة خلال الربع الرابع من عام 2025.
يعد نظام ميدوسا البحري الأكبر في البحر المتوسط بطول يزيد عن 8760 كيلومتراً، ويربط بين البرتغال، المغرب، إسبانيا، فرنسا، الجزائر، تونس، إيطاليا، اليونان، قبرص، ليبيا، ومصر. سيساهم هذا النظام في تعزيز البنية التحتية الرقمية، تحفيز التنمية الاقتصادية، ودعم الابتكار في مجالات مثل التجارة الإلكترونية، التعليم عن بُعد، والخدمات الصحية الإلكترونية، مما يقلص الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية ويحسن جودة الحياة.
تمثل هذه الاتفاقية شراكة استراتيجية لتجميع حركة الاتصالات الدولية من الأردن ودول الجوار وربطها بأوروبا عبر شبكة الشركة المصرية للاتصالات وكابل كورال بريدچ، بما يسهم في الحفاظ على حجم الحركة الدولية العابرة للأراضي المصرية. يُعد كورال بريدچ أول نظام كابل بحري يربط بين مصر والأردن منذ ربع قرن، ويمتد في خليج العقبة، مما يعزز الربط بين البلدين وينقل الحركة الدولية بسعات ضخمة لتلبية الطلب المتزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
تفاصيل الاتفاقية الثانية
تعد الاتفاقية الثانية اتفاقية طويلة الأجل لمدة 10 سنوات بنظام حق الانتفاع بين الشركة المصرية للاتصالات وشركة ميدوسا الأوروبية. تهدف الاتفاقية إلى تقديم خدمات الربط المحلي من محطة الإنزال ببورسعيد إلى المقر الرئيسي لجامعة القاهرة. تمثل ميدوسا الوكيل الإقليمي لرابطة الجامعات الأوروبية المسؤولة عن تعزيز البنية التحتية الرقمية وربط الجامعات الأوروبية بنظيراتها في شمال أفريقيا وحوض البحر المتوسط، مما يعزز المجال البحثي والأكاديمي، تطوير التعليم عن بُعد، وتبادل الخبرات العلمية والبحثية بين الثقافات المختلفة.
تصريحات المسؤولين
عقب التوقيع، أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن هذا التعاون يأتي في إطار الجهود المبذولة لتوسيع البنية التحتية الرقمية الدولية، والحفاظ على مكانة مصر كممر عالمي للبيانات. وأشار إلى أن أكثر من 90% من البيانات المارة بين الشرق والغرب تمر عبر المياه والأراضي المصرية، ويجري العمل على إنشاء 5 كابلات بحرية دولية جديدة، للوصول إلى 20 كابلاً بحرياً دولياً. وأوضح أن الاتفاقية الأولى تسهم في تسهيل حركة الاتصالات بين الأردن وأوروبا، بينما تعزز الاتفاقية الثانية استخدام تكنولوجيا المعلومات لتعزيز البحث العلمي.
تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات
قال المهندس محمد نصر، الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات: “تحرص الشركة على تسخير إمكاناتها للربط بين القارات وخدمة الشعوب وتعزيز الاتصال بين المجتمعات وتحسين مستوى الخدمة عالمياً”. وأوضح أن تعدد الشراكات الاستراتيجية، مثل الشراكة مع ميدوسا ونايتل لإنشاء كورال بريدچ، هو دليل على التزام الشركة بتوسيع نطاق تواجدها الدولي وتعزيز البنية التحتية الرقمية.