اجتمع رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة مع السيد لي يونتسه، رئيس الهيئة الوطنية الصينية للتنظيم المالي، والسيد لياو ليتشيانج، سفير الصين لدى القاهرة، والوفد المرافق لهما الذي ضم عددًا من المسؤولين بالهيئة الوطنية الصينية للتنظيم المالي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومسؤولي السفارة الصينية في مصر. حضر الاجتماع من الجانب المصري السيد أحمد كجوك، وزير المالية، والدكتور محمد فريد، رئيس هيئة الرقابة المالية، والسيد ياسر صبحي، نائب وزير المالية، والسفير أحمد شاهين، مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية، والسيدة مي عادل، مستشار وزير المالية لعمليات أسواق المال.
رئيس الوزراء يلتقي رئيس الهيئة الوطنية الصينية للتنظيم المالي والوفد المرافق له
بدأ رئيس الوزراء الاجتماع بالترحيب بالسيد لي يونتسه والسيد لياو ليتشيانج والوفد المرافق لهما في مقر مجلس الوزراء، مشيرًا إلى أن زيارة المسؤول الصيني تأتي بعد شهر من زيارة الدكتور مصطفى مدبولي إلى بكين للمشاركة نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي “فوكاك”. وأكد أن تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين يعكس متانة الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين.
هنأ مدبولي جمهورية الصين الشعبية بمناسبة احتفالها بالعيد الوطني الصيني الذي يتزامن مع مرور 75 عامًا على تأسيس الجمهورية الصينية، وهو ما يتزامن مع احتفال مصر بمرور 51 عامًا على انتصار حرب أكتوبر المجيدة.
وأشار مدبولي إلى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الصين في مايو الماضي والمشاركة كضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني. وأكد حرص مصر على تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين والعمل مع الصين خلال الفترة المقبلة لتنفيذ مخرجات الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي ومخرجات قمة “فوكاك”.
وأعرب مدبولي عن تقديره لما تضمنته كلمة الرئيس الصيني خلال قمة “فوكاك” من وضع خارطة طريق لتطوير العلاقات بين مصر والصين وأفريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة، والتي تتضمن عشر محاور استراتيجية بقيمة نحو 52 مليار دولار. وأكد تطلع مصر للاستفادة من هذه الشراكات لدعم جهود التنمية الشاملة بها.
وأكد مدبولي على أهمية التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، مشيرًا إلى احتفالات البلدين بمرور عشر سنوات على تدشين الشراكة الاستراتيجية منذ عام 2014 عبر تنظيم العديد من الأنشطة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وأشاد بالمشروعات المشتركة مثل حي المال والأعمال في العاصمة الإدارية الجديدة، وأبراج مدينة العلمين، والقطار الكهربائي الخفيف.
كما أشار إلى منطقة تيدا الصناعية الصينية ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وأعرب عن تطلعه لزيادة استثمارات الشركات الصينية في مصر في مجالات مثل السيارات والطاقة الشمسية، مستفيدين من موقع مصر الجغرافي الفريد وقناة السويس.
سندات “الباندا”
أشاد مدبولي بالإصدار الأول من سندات “الباندا” داخل سوق المال الصيني بقيمة 3.5 مليار يوان، والذي يعكس الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وأكد على محورية التعاون النقدي والمالي لدعم الاستقرار المالي في مصر. كما أشار إلى استعداد مصر للتعاون مع الصين لدعم آليات العمل بتجمع “البريكس”.
من جهته، أعرب السيد لي يونتسه عن تقديره للاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة المصرية للشركات الصينية، وأشاد بتجربة شركة تيدا الصينية في مصر ودورها في جذب الاستثمارات الصينية. كما أشار إلى تشجيع الشركات الصينية على ضخ المزيد من الاستثمارات في مصر، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
وأكد يونتسه على تعزيز التعاون المالي مع المؤسسات المالية في الصين، مشيرًا إلى لقاءه مع محافظ البنك المركزي المصري لمناقشة أفق التعاون المستقبلي.
وفي ختام الاجتماع، أشار الدكتور محمد فريد إلى التعاون المحتمل بين البلدين في مجالات الرقابة على الأسواق والخدمات المالية، بينما أعرب السفير الصيني عن تقديره لمقابلة رئيس الوزراء وأشار إلى رغبة الصين في تعزيز مستويات الشراكة الاستراتيجية خلال المرحلة المقبلة.