شارك الدكتور مصطفى مدبولي، في النسخة الحادية عشرة من قمة رايز أب بالمتحف المصري الكبير، وفي كلمته خلال القمة، رحب الدكتور مصطفى مدبولي بالحضور من الوزراء والمسؤولين ورواد الأعمال والمستثمرين من شباب مصر، معبرًا عن سعادته بالتواجد في هذا الحدث المهم جدًا. أشار إلى أنه قبل صعوده على المسرح شاهد نماذج للأعمال الإبداعية التي صنعها شباب مصر في مجال ريادة الأعمال.
وأعرب عن سعادته بمجريات اليوم، مشيرًا إلى زيارته لمحافظة بني سويف حيث شاهد نماذج مُفرحة من شباب مصر في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمنطقة التكنولوجية في المحافظة، ورأى نماذج من شركات ريادة الأعمال الناشئة في قلب صعيد مصر.
وأوضح مدبولي أن صعيد مصر كان في الماضي مُهملًا ولا تصله مشروعات التطوير، لكن ما شاهدناه اليوم يعكس العكس تمامًا من الصورة السابقة، حيث تمكن الشباب الواعد من تنفيذ مشروعات تخدم بلده وتمتد خدماتها للتصدير إلى الخارج، كما شاهدنا مصانع على أعلى مستوى من الإنتاج الذي يصل إلى التصدير إلى أوروبا ومختلف دول العالم.
وأكد رئيس الوزراء أن عودته من بني سويف استغرقت ساعة واحدة فقط، بفضل شبكة الطرق العظيمة التي نفذتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية، مضيفًا أن نفس الرحلة كانت تستغرق قرابة 4 ساعات منذ سنوات قليلة.
دعم الدولة لقطاع ريادة الأعمال
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن فخره بالنجاح الذي حققه شباب مصر ورواد أعمالها في قطاع ريادة الأعمال على مدار السنوات الماضية، وعلى قدرتهم على التكيف مع جميع التحديات التي واجهت مصر والعالم. وقدم شكره لقمة “رايز أب” وشركة “انطلاق” على تنظيم الجلسة الحوارية التي جمعت الجهات المعنية في هذا القطاع للاستماع لأبرز التطورات والتحديات؛ حتى تتمكّن الدولة المصرية من تقديم كل الدعم للنهوض بهذا القطاع الواعد.
أضاف مدبولي أن تواجده في القمة يأتي لإبراز اهتمام الدولة بقطاع ريادة الأعمال، لما له من أهمية في تسريع وتيرة نمو الاقتصاد الوطني وتحقيق رؤية مصر 2030. وأوضح أن الدولة تحرص على تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وفتح أسواق جديدة تتيح فرص العمل وتُقلل من معدلات البطالة، وذلك بتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة التي تستوعب فئة الشباب وأفكارهم المبتكرة.
وأشار إلى أن قطاع ريادة الأعمال ساهم خلال السنوات الأربع السابقة في ضخ استثمارات تخطت الملياري دولار، مؤكدًا أن الدولة تسعى لتقديم كامل الدعم والحوافز لذلك القطاع وتطوير السياسات الخاصة به لتواكب سرعة وتيرة نموه.
رؤية مستقبلية
وأكد رئيس الوزراء على ثقته في قدرة رواد الأعمال بأفكارهم المبتكرة على خلق حلولٍ للنهوض بقطاعات الدولة ذات الأهمية، مثل الصناعة والزراعة والاتصالات والهيدروجين الأخضر والتكنولوجيا بكافة أشكالها، مما يسهم في توفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة وضخ المزيد من النقد الأجنبي، ويُثبت جاذبية مناخ الاستثمار في مصر وقوة عقول وابتكار شبابها الواعد.
أكد مدبولي أن الدولة أخذت على عاتقها مسؤولية دعم ورعاية رواد الأعمال والشركات الناشئة في كافة مراحلها، وأن الحكومة تسعى باستمرار إلى تنفيذ العديد من الإجراءات التي تستهدف تحقيق طفرة حقيقية لتشجيع وجذب الاستثمارات المُوجهة إلى الشركات الناشئة، وتذليل التحديات التي تواجه زيادة استثمارات هذا القطاع، فضلًا عن توفير بيئة ملائمة لرواد الأعمال وملف ريادة الأعمال والابتكار، إيمانًا بأهميته كنشاط اقتصادي له دور محوري في تحقيق الطفرات التنموية التي يحتاجها اقتصاد مصر
استعرضت الدولة جهودها لدعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة، والتي تشمل إنشاء وحدة دائمة لريادة الأعمال والشركات الناشئة تابعة لمجلس الوزراء، برئاسة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وعضوية كافة الجهات المعنية بريادة الأعمال في مصر. تهدف هذه الوحدة إلى تسهيل تعامل الشباب ورواد الأعمال والشركات الناشئة مع جهة واحدة.
وأضاف أن الوحدة تختص بوضع السياسات والقوانين واللوائح المناسبة لنمو وازدهار الشركات الناشئة في مصر، والتواصل مع رواد الأعمال لمعرفة التحديات التي يواجهونها ومقترحاتهم وأفكارهم لوضع حلول مناسبة.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الوحدة قامت منذ إنشائها بوضع تعريف واضح ومحدد للشركات الناشئة ومشروعات ريادة الأعمال، مما يسهل إصدار شهادات التصنيف والتمتع بالمزايا للشركات الناشئة وفقًا لقانون 152 لسنة 2020. بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل مجلس استشاري تطوعي تابع للوحدة، مكون بالكامل من القطاع الخاص ورواد الأعمال، لمعاونة الوحدة في تحقيق هدفها الرئيسي باقتراح السياسات والقوانين واللوائح المختلفة.
كما قامت الوحدة بإنشاء منصة تجمع كافة خدمات وإجراءات الجهات الحكومية الداعمة لبيئة ريادة الأعمال في مصر، تتضمن جميع المعلومات عن البيئة التمكينية للعمل. ومن المقرر إطلاق النسخة التجريبية الأولى من المنصة قريبًا، على أن تُضاف في النسخة الثانية جميع الأنشطة المتعلقة بريادة الأعمال والجهات التمويلية المختلفة مثل الحاضنات والمسرعات والصناديق، بالإضافة إلى إتاحة بيانات ومعلومات عن الشركات الناشئة الموجودة في مصر موزعة جغرافيًا بالمحافظات.
وتم أيضًا إنشاء مقر للوحدة بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ويشمل هذا المقر مكتبًا مختصًا بإجراءات التأسيس الإلكتروني للشركات الناشئة، ومكتبًا للرد على استفسارات رواد الأعمال، ومكتبًا لتلقي الشكاوى والتحديات من الشركات الناشئة.
وفي سياق ما أنجزته الوحدة، أفاد الدكتور مصطفى مدبولي أنه تم تفعيل آليات لتقليل زمن التخارج للشركات الناشئة، مما يُيسر عليهم عملية التصفية.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أنه يجري حاليًا إعداد دراسة لحصر وتحليل الإجراءات والحوافز المقدمة للشركات الناشئة ورواد الأعمال واقتراح مجموعة جديدة من الحوافز، مؤكدًا أهمية ذلك، وداعيًا الشباب إلى تقديم مقترحاتهم لتلك الوحدة المختصة، حتى تتمكن الحكومة من وضع جميع الحوافز التي تمكنهم من الانطلاق.
وفي إطار خطط الحكومة لتوفير الدعم للشركات الناشئة وتسهيل الوصول إلى التمويل، تم إعادة هيكلة شركة Egypt Ventures، وهي إحدى الكيانات الاستثمارية التي أنشأتها الحكومة المصرية لدعم قطاع ريادة الأعمال في مصر، لتصبح أكثر فاعلية كمنصة استثمارية رائدة تركز على دعم الشركات الناشئة في مصر، وقد استثمرت في العديد من الشركات الناشئة حتى الآن. تضمن هذه الخطوة توفير التمويل المناسب للمشروعات الريادية، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني والاستشارات المتخصصة بالتعاون مع العديد من مقدمي الخدمات سواءً جهات حكومية أو غير حكومية.
وفي السياق نفسه، تم إنشاء صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ بموجب القانون رقم 1 لسنة 2019، والذي يهدف إلى دعم وتمويل ورعاية الباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال في نطاق المشروعات المبتكرة في العلوم والتكنولوجيا، وإيجاد آليات ومسارات جديدة لتمويل أفكارهم ومشروعاتهم.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة دعمت رواد الأعمال والشركات الناشئة في عدة مجالات، منها الزراعة والصناعة والتحول الرقمي، من خلال حاضنات ومسرعات الأعمال، وبرامج لدعم الابتكار والتنافسية، وبرامج بناء القدرات. فضلًا عن تقديم الخدمات غير المالية والاستشارية لرواد الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة من خلال مراكز خدمات تطوير الأعمال المنتشرة في معظم محافظات الجمهورية. كما دعمت الدولة رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا المالية من خلال عدة برامج تدريبية وبرامج تسريع أعمال وكذلك المختبر التنظيمي لتطبيقات التكنولوجيا المالية.
ولفت إلى إطلاق منصات إلكترونية لتكون نافذة لرواد الأعمال وصناع القرار والمستثمرين، تتيح لهم الحصول على خدمات تتناسب مع احتياجاتهم. كما تم تفعيل مركز تعليمي إلكتروني على منصة مركز مصر لريادة الأعمال يحتوي على أكثر من 72 برنامجًا تدريبيًا متاحًا بأربع لغات: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، ولغة الإشارة.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة، انطلاقًا من إدراكها لأهمية التعاون الدولي لتعزيز بيئة ريادة الأعمال، تعمل على بناء شراكات مع المؤسسات الدولية الرائدة لتبادل الخبرات وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يسهم في تعزيز الابتكار والتنمية المستدامة في مصر. وأشار في هذا السياق إلى تنظيم مصر لمؤتمر الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي بالقاهرة في الفترة من 29 إلى 30 يونيو 2024.
ونوّه إلى أن المؤتمر يأتي بعد التوقيع على الإعلان المشترك بشأن تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي في مارس الماضي، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات الأوروبية إلى مصر.
وأشار إلى أن مشاركة مصر في مؤتمر الاستثمار القادم للاتحاد الأوروبي تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين مصر ودول الاتحاد في مجال ريادة الأعمال وتشبيك الشركات الناشئة مع أطراف المجتمع الدولي. وقد عملت الدولة على إدراج ريادة الأعمال كأحد المحاور الرئيسية في المناقشات مع الاتحاد الأوروبي، بهدف زيادة الدعم والتعاون في هذا المجال الحيوي.
وفي ختام كلمته، قال رئيس الوزراء: إننا نؤمن بأن مستقبل مصر يعتمد على قدرتنا على الابتكار والإبداع، وأن الشركات الناشئة تمثل القوة الدافعة للاقتصاد الوطني، وتؤدي دورًا حيويًا في خلق فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف: “رؤيتنا واضحة نحو بناء مستقبل حيث لا يعرف الابتكار حدودًا، وحيث لكل رائد أعمال فرصة للنجاح”. وأكد التزام الحكومة المصرية بدعم رواد الأعمال ومساندتهم في مسيرتهم الريادية.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن حديثه مع رواد الأعمال والمستثمرين جاء اليوم في “المتحف المصري الكبير”، تحفيزًا لشباب مصر على استكشاف قدراتهم لتحقيق الإنجازات المبتكرة، استلهامًا من آثار الحضارة المصرية القديمة وإسهاماتها الفريدة التي أبهرت العالم أجمع نتيجة تفردها في عنصر “الابتكار”.