أنهى الذهب تعاملات سبتمبر بخسائر تقدر بـ 2.90%، بعدما كان عند مستوى 1813.5 دولار لكل أوقية، و798 جنيها مصريا لكل جرام عيار 21 بداية الشهر، كما هبط السوق الأمريكى بما يقارب من 4% للمؤشر العام للسوق.
وقال الخبير الاقتصادى أسامة زرعى، إن السبب الأول لخسائر الذهب في الشهر المنقضي، التخلى عنه من قبل البنوك والمؤسسات ومديرى المحافظ الاستثمارية الذين يغلقون بعض مراكزهم الاستثمارية في الذهب لتلبية متطلبات “المارجن” في سوق الأسهم والعوده مره اخرى لشرائه.
وأضاف “زرعى”: الوضع الأن أصبح مختلف منذ بداية عام 2021، والسؤال الاقوى: متى يحين وقت شراء المعدن الاصفر مره اخرى؟، فمنذ بداية عام 2021 والذهب إلى الأن محقق خسائر تقدر بـ7.15%؛ موضحًا أن هناك أربعه عوامل رئيسية محركه للذهب، وهي التوسع الاقتصادى وتكلفة الفرصة البديلة ومخاطر الأسواق والزخم والذي يتمثل في العرض والطلب.
التوسع الاقتصادي
وأوضح “زرعي”، أنه بالنسبة للتوسع الاقتصادى، فمنذ عام 2020 وتحديدا شهر مارس، نفذ الفيدرالى الأمريكي عمليه التيسير الكمى، والمتمثلة في شراء ما يقدر ب 120 مليار دولار من السندات الحكوميه واوراق الرهونات العقاريه، ومنذ ذلك لم يتوانى الفيدرالى عن ذلك في كل شهر كانت تضخ تلك الاموال في الأسواق، بجانب بعض التسهيلات التى اعطاها للمواطنين والشيكات المدفوعة، ليتحاشي بعض الاخفاقات الحكوميه والنكبات التى قد تحدث على اثر وجود كورونا فيرس.
وتابع: ظل ذلك حتى اليوم، فالفيدرالى لا يمنح مطابعه بعض الراحة، ولكن في اخر حديث لجيروم باول، محافظ الفيدرالى الامريكى، أبلغ الأسواق أن الفيدرالى سيبدأ عملية التقليص تلك قريبا، ونتوقع أن تبدأ في نوفمبر، ونتوقع ايضا ان تظل معلقه لحين تاكد الفيدرالى الامريكى من تحسن سوق العمل والوظائف.
وتسائل “زرعي”: لماذا لم يصعد الذهب منذ بدايه العام، والإجابة تتمثل في أنه نظرا لتدفق 120 مليار دولار شهريًا من الاحتياطي الفيدرالي، توفر لسوق الأوراق المالية معدل عائد أعلى على الاستثمار من امتلاك الذهب، لذلك، يختار المشاركون في السوق امتلاك سوق الأسهم بدلا من الأصول الثابتة.
واستكمل: “توقع أن يبدأ الذهب في الهبوط وليس في الصعود، كما يتم الترويج له لعدة أسباب، منها أن الفيدرالى في حال قراره بسحب نفسه من الأسواق، ويبدأ التقليص تدريجيا بقيمة 15 مليار من ال 120 مليار، سيتسبب في هبوط لسوق الأسهم وبالتبعية هبوط للذهب على أثر البيع المكثف له لتلبيه متطلبات “المارجن” في سوق الأسهم.
الديون الأمريكية
وعن الديون الأمريكية؛ يقول الخبير الاقتصادي أسامة زرعي: بالمقارنة بين أداء الديون الأمريكية طويلة وقصيرة الأجل، وبين أسعار الفائدة وأداء الذهب، نجد أن الديون العالمية الآن وصلت إلى ذروتها مع وجود معدلات فائده صفريه.
ويواصل “زرعي”: قد يبدأ الفيدرالى الامريكى في التقليص، ومن ثم سيبدأ في رفع الفائدة، وهناك توقعات تشير إلى ان رفع الفائده قد يحدث في عام 2022 وربما في عام 2023، ومازال عدم اليقين يسيطر على الأسواق، وفى حال تم ذلك سوف يقوى الدولار الامريكى وبالتبعية قد نشاهد هبوط للذهب، ومن ثم يبدأ التعافى.
وقال رئيس الاحتياطى الفيدرالى الامريكى، جيروم باول: “نتوقع انخفاض التضخم بمرور الوقت، وحل المعضلة الحالية حول ارتفاع التضخم وانخفاض البطالة نتعامل مع موقف صعب للغاية في ظل وباء كوورنا، ومع عودة الاقتصاد للعمل، فالتضخم سوف ينخفض”.
ويشير “زرعي” إلى أنه تم رفع الدين الأمريكى لـ أكثر من 70 مرة منذ عام 1962، إلى أن تم تعليق العمل بآلية رفع السقف في 2019، ليتم تجاوزه باستخدام صلاحيات وزير الخزانة، ولكن هذه الصلاحية ستنتهي هذا الشهر، وقد كان الدين العام للحكومة الأمريكية نحو تريليوني دولار في 1990.
وكان وقتها يشكل 50 % من الناتج المحلي الإجمالي، لكنه استمر في الارتفاع التدريجي إلى أن بلغ أكثر من 20 تريليون دولار بنهاية عام 2020 وتجاوز 100 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو الآن يقارب مستوى السقف البالغ 28.4 تريليون دولار.
رفع سقف الدين
كما طالبت “يلين”، وزيره الخزانة الأمريكية، أن يتم رفع سقف الدين ولكن حدثت خلافات بين الحزبين إلى أن وافق مجلس الشيوخ الأمريكى وعلى مشروع قانون الإنفاق المؤقت الذي هدف إلى تجنب إغلاق الحكومة الاتحادية يوم الجمعه الماضيه في تصويت من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي كانت نتيجته 65 صوتا مقابل 35 صوتا.
وستظل الحكومة الفيدرالية تعمل حتى 3 ديسمبر المقبل، بموجب الإجراء الذي أقره مجلس الشيوخ. ويتضمن مشروع القانون أيضا تخصيص 6ر28 مليار دولار للولايات التي تتعافى من الأعاصير وحرائق الغابات فضلا عن تخصيص 3ر6 مليار دولار لإعادة توطين اللاجئين من الحرب الأمريكية في أفغانستان.
زرعي: توقعات بانخفاض الأسعار الفترة المقبلة
وعلى صعيد الحركة المتوقعه للذهب خلال الاسبوع، اختتم “زرعي”: قد يكون هناك تخوف من المتعاملين خلال التعاملات نظرا لانتظارهم قراءه مؤشر التوظيف في القطاع الغير زراعى والذي سيوف يكون له تاثير قوى على الأسواق وايضا موشر اعانات البطاله الأمريكية.
وبناء عليه نتوقع أن تهبط أوقيه الذهب مع بداية التعاملات إلى مستويات 1754 دولار للأوقية ومن ثم الصعود مرة أخرى إلى مستويات 1760 دولاروقد يمتد إلى مستويات 1770 دولار للأوقية.