دخل قناة السويس.. قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إن القناة حققت زيادة غير مسبوقة بلغت نحو 35% عن السنوات السابقة محققة دخلا بنحو 9.4 مليار دولار في السنة المالية 2022 /2023، وذلك بفضل إنشاء قناة السويس الجديدة والخدمات التي تُقدم للسفن المارة، بالإضافة لتخفيض زمن عبور السفن والذي أصبح 11ساعة فقط، علاوة على زيادة قدرة القناة على عبور عدد أكبر من السفن، إذ يمكنها السماح لمرور نحو 120 سفينة وبأحمال كبيرة.
دخل قناة السويس
وأوضح الفريق أسامة ربيع، في حديثه لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أن الخدمات المستحدثة التي قدمتها الهيئة العامة لقناة السويس للسفن عملت على جذب عملاء جدد للقناة، إذ يتم تقديم العديد من الخدمات مثل تموين السفن وجمع المخلفات وخدمة تغيير الأطقم التي بدأناها خلال أزمة كورونا ومازلنا مستمرين في تقديمها حتى الآن، وغيرها من الخدمات مثل خدمة الإسعاف، خدمات الإصلاح والصيانة داخل الترسانات التابعة للهيئة في السويس وبورسعيد.
وأشار رئيس هيئة قناة السويس، إلى أن الهيئة تقدم خدمات جديدة كل عام تصل في بعض الأحيان إلى 5 خدمات، موضحا أن السفن عادة تحصل على نحو 20 خدمة بخلاف خدمة المرور من المعابر حول العالم.
وأوضح أسامة ربيع، أن الهيئة تمتلك مركز محاكاة لا مثيل له في العالم، يتدرب خلاله العاملين بالهيئة على كل المهام التي توكل إليهم، حيث يضعهم في أجواء مماثلة لأجواء العمل ويرفع قدراتهم الفنية والهنية، ولا يقتصر الأمر على التدريب فقط بل يتم ارسال المرشدين للتدريب في الخارج كما يتم تدريبهم على تجاوز المخاطر والأزمات والحوادث التي يشهدها العالم في المعابر الأخرى حتى يتمكنوا من المساعدة حال حدوثها في أي مكان.
وانتقل الفريق أسامة ربيع للحديث عن تطوير منطقة البحيرات المرة والتي شهدت أعمال تطوير بطول 10 كم عبر مضاعفة عرض المجرى في هذه المنطقة لتصل إلى 500 متر بدلًا من 250؛ مما أدى لرفع قدرات القناة، مشيرًا إلى أن الهيئة تنفق على كل مشاريعها من ميزانيتها المعلنة ولا تحمل الدولة أي أعباء إضافية بل تنفق على تلك المشاريع بالجنيه المصري ويكون العائد دائمًا بالعمل الأجنبية.
وأكد أن الهيئة قطعت شوطا كبيرا نحو تنفيذ استراتيجيتها الطموحة لتطوير وتحديث أسطولها البحري من الكراكات والقاطرات والوحدات البحرية المعاونة، وفق التكنولوجيا الأحدث عالميا بما يضمن الارتقاء بمستوى الخدمات البحرية والملاحية المقدمة للسفن العابرة، ولعل أبرز أعمال تطوير الأسطول خلال الآونة الأخيرة انضمام كراكتين الأكبر بالشرق الأوسط وهما الكراكة «مهاب مميش» والكراكة «حسين طنطاوي»، ويبلغ الطول الكلي لكل كراكة 147.4 مترا، والعرض 23 مترا والعمق 7.70 متر، والغاطس 5.50 متر، والإنتاجية 3600 متر مكعب من الرمال/الساعة على طول 4 كم، وتساهم الكراكتين في الحفاظ علي أعماق القناة وتنفيذ المشروعات المستقبلية لاسيما مشروع تطوير القطاع الجنوبي.
كما تشمل استراتيجية التطوير في هذا الصدد إضافة 28 قاطرة لأسطولها من القاطرات، وذلك لمواكبة تزايد أعداد السفن المارة بالقناة، وانطلاقًا من حرص الهيئة على الارتقاء بمستوى الخدمات الملاحية المقدمة ولتعزيز قدرات فريق الإنقاذ البحري، وبدأ التطوير بضم 6 قاطرات صغيرة بقوة شد تتراوح ما بين 9 إلى 15 طنا، ثم تم ضم 4 قاطرات بقوة شد 70 طنا تم بناؤها بترسانة بورسعيد وبالفعل شاركت هذه القاطرات في عملية إنقاذ السفينة Ever given، وأعقبها 6 قاطرات أخرى بقوة شد 75 طنا يتم بناؤها بالتعاون مع ترسانة جوانزو الصينية، حيث تم بناء ثلاث منها بالصين وتم استلامها بالفعل، فيما يتم تصنيع الثلاثة الأخرين بترسانات الهيئة، وبلغت نسبة الإنجاز بهم 50% ومن المتوقع اكتمال بنائهم في نوفمبر من العام الجاري.واستكملت الهيئة تعزيزها لأسطول القاطرات، بإبرام شراكة مع ترسانة جنوب البحر الأحمر لإنشاء 10 قاطرات بقوة شد 90 طنا، فيما تم التعاقد على قاطرتين عملاقتين بقوة شد 190 طنا بترسانة الإسكندرية.
ولفت أسامة ربيع، إلى أن الهيئة استلمت ثلاثة وحدات جديدة لمكافحة التلوث من طراز Multi cleaner 128، بعد اكتمال بنائهم بترسانة EFINOR الفرنسية المصنفة كأكبر الترسانات العالمية المتخصصة في مجال بناء وحدات مكافحة التلوث، وتعد الوحدات الجديدة المصنعة من الألومنيوم (كاشط 1، كاشط 1، وكاشط3) هي الوحدات الأولى من نوعها في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، وهي مصممة طبقًا لأعلى المواصفات العالمية للوحدات المعتمدة التي تعمل في مجال مكافحة التلوث البترولي.وتناسب الوحدات الجديدة احتياجات العمل بالقناة وتتماثل في خصائصها ومواصفاتها، فيبلغ طول الوحدة الواحدة 13.5 مترًا، وعرضها 5 أمتار، فيما يبلغ غاطسها 1.5 متر، وتصل سرعتها ٩ عقدة خلال الإبحار فيما تتراوح من 4 إلى 5 عقدة خلال مناورات مكافحة التلوث.ويتواكب حصول الهيئة على لنشات مكافحة التلوث مع حرص قناة السويس على الوفاء بالالتزامات البيئية للحفاظ على البيئة البحرية طبقًا للخطة القومية لمكافحة التلوث بالتعاون مع وزارة البيئة.وأشار رئيس الهيئة إلى أن توجيهات الرئيس كانت واضحة بأن يكون كل ما يعمل في المجري الملاحي من قاطرات وكراكات وخلافه على أعلى مستوى ويليق بمصر أما العالم.
وعن محور تطوير أصول الهيئة، أضاف: «لدينا 7 شركات تابعة للهيئة بينها شركات موجودة منذ 152 عامًا أي منذ إنشاء القناة بالإضافة لشركات تم إنشاؤها لاحقا منذ التأميم وحتى الآن وقمنا بتعظيم القيمة المضافة منها عبر رفع قدرتها وتطوير أدائها في تقديم خدمات للسفن المارة بالقناة بالإضافة لمشاركتها في مشاريع تنموية في مختلف محافظات مصر حتى اننا نشارك في مشاريع حياة كريمة وغيرها من المشاريع التنموية».
وكشف الفريق أسامة ربيع خلال حواره مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار عن تحول الهيئة الرقمي منذ 2021 والذي ساعد في انهاء الكثير من العمال في زمن قياسي مثل حجز مواعيد مرور السفن في القناة وهذا وحده وفر نحو 4 أيام على السفن المارة بالقناة وكذلك حجز مواعيد الصيانة وحجز خدمات الإسعاف وتغيير المرشدين بالإضافة إلى ان التحول الرقمي ساعد في وضع خطط صارمة لعمليات القطر وساعد في تنفيذ خطط الإنقاذ بسرعة وكفاءة.
ونظر الفريق أسامة ربيع لحادث ايفرجيفن من زاوية مختلفة كاشفًا عن أن أعمال الإنقاذ تمت بأيادي مصرية ولم تحصل القناة على اى مساعدة من الخارج رغم العروض التي قدمت للهيئة من دول عديدة، خاصة السعودية والامارات اللتان عرضتا المساعدة الفورية لكن كان لدينا ما يكفينا من قدرات وامكانيات وشكرناهم على عروضهم.وقال رئيس الهيئة قبل الحادث كان الجميع يتحدث عن بدائل للقناة لكن الحادث كشف عن أن قناة السويس لا بديل لها وأن مصر لديها قدرات وعقول تستطيع التغلب على أعظم المصاعب وإن بدت مستحيلة.. فكانت فكرة مهندس صغير السن جديرة بالاستماع لها وباستخدام الكراكات لأول مرة في تاريخ انقاذ السفن يتم انهاء الأزمة في أقل من أسبوع وكان المتوقع لإنهائها حسب خبراء عالميين نحو 6 أشهر.
وأكد أن كل من يعمل بالقناة من المصريين منذ عام 1956، مشيرا إلى أن أمن القناة بنسبة 100% بفضل تأمين القوات المسلحة للمر الملاحي الأهم في العالم.