اتخذت الصين خطوة تصعيدية تجاه الولايات المتحدة من خلال فرض حظر على مجموعة من المواد ذات الاستخدامات التكنولوجية والعسكرية، وذلك ردًا على قرار حكومة الرئيس جو بايدن بفرض قيود على نقل التكنولوجيا إلى بكين، وفقًا لوكالة بلومبرج.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية في بيان يوم الثلاثاء أن شحن الجاليوم والجرمانيوم والأنتيمون والمواد شديدة الصلابة إلى الولايات المتحدة لم يعد مسموحًا به. كما أكدت بكين أنها ستفرض ضوابط أكثر صرامة على مبيعات الجرافيت.
تُستخدم المعادن المستهدفة في مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءًا من أشباه الموصلات وصولًا إلى الأقمار الصناعية ونظارات الرؤية الليلية. ومع ذلك، شهدت مبيعات الصين إلى الولايات المتحدة انخفاضًا بالفعل بعد القيود السابقة التي تم الإعلان عنها العام الماضي.
البيت الأبيض يفرض قيودًا علي صادرات الصين من أشباه الموصلات
تأتي هذه الخطوة بعد أن فرض البيت الأبيض يوم الاثنين قيودًا جديدة على بيع شرائح الذاكرة عالية النطاق التي تنتجها شركات أمريكية وأجنبية إلى الصين. وتهدف إدارة بايدن إلى إبطاء تقدم الصين في مجالات أشباه الموصلات المتقدمة وأنظمة الذكاء الاصطناعي التي قد تعزز قدرات جيشها.
تُعتبر الصين أكبر مورد عالمي للعديد من المعادن الحيوية، وقد زادت المخاوف بشأن هيمنتها في واشنطن منذ أن فرضت البلاد ضوابط أولية على صادرات الجاليوم والجرمانيوم العام الماضي.
أدت هذه الخطوة إلى زيادة الأسعار وتغيير تدفقات التجارة بشكل جذري، حيث سعى المصنعون الأمريكيون للبحث عن إمدادات بديلة، بينما تسارع عمال المناجم لاستغلال الودائع الجديدة، وبدأ السياسيون في العمل على تجديد الاحتياطيات الاستراتيجية الوطنية.
بعد القيود العالمية التي فرضتها الصين على المعدنين العام الماضي، أعرب العديد من المشترين عن عدم توقعهم لحدوث اضطرابات في المستقبل القريب، حيث تمتلك الصناعة مخزونات وفيرة يمكن الاعتماد عليها، بالإضافة إلى إمكانية العثور على مصادر بديلة للإمدادات.
لم تُسجل أي صادرات من المعادن إلى الولايات المتحدة هذا العام، مما يدل على أن الصناعات الأمريكية تعتمد بدلاً من ذلك على المخزونات المتاحة أو تستورد المعادن من مصادر أخرى.
وفي اجتماع مع ممثلين زائرين من اللجنة الوطنية للسياسة الخارجية الأمريكية، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الثلاثاء إن الصين تعارض توسيع العقوبات الأحادية “غير القانونية” التي فرضتها الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها.
وأضاف: “نحث الجانب الأمريكي على اتخاذ المزيد من الخطوات التي من شأنها أن تسهم في استقرار العلاقات الثنائية، ونتمنى أن تتخذ الإدارة الجديدة خطوة أولى جيدة على صعيد العلاقات الصينية الأمريكية في السنوات الأربع المقبلة”.
في تقرير صدر الشهر الماضي، أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن فرض حظر شامل على تصدير الجاليوم والجرمانيوم قد يتسبب في خسائر تقدر بـ 3.4 مليار دولار للاقتصاد الأمريكي.
وأشار جو مازور، المحلل البارز في شركة الاستشارات تريفيوم تشاينا، إلى أن حظر تصدير هذه المعادن الأساسية يعد “إشارة واضحة على أن الصين تستعد للرد بشكل أقوى على الضغوط الاقتصادية الأمريكية مقارنة بالسنوات القليلة الماضية”.
كما أدرجت الإجراءات التي أعلنتها الولايات المتحدة يوم الاثنين 140 كيانًا صينيًا إضافيًا في القائمة السوداء، متهمة إياها بالعمل لصالح بكين، مع التركيز على الشركات التي تنتج معدات تصنيع الرقائق، والتي تعتبر ضرورية في سعي الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال أشباه الموصلات.
وفي يوم الثلاثاء، دعت ثلاث جمعيات صناعية صينية، تمثل قطاعات الإنترنت وأشباه الموصلات والسيارات، الشركات الصينية إلى توخي الحذر عند شراء الرقائق من الولايات المتحدة.