بعد توقيع اتفاقية رأس الحكمة ، تأثرت سعر دولار السوق السوداء في مصر بشكل واضح، حيث انخفض سعر الدولار لأدنى مستوى له منذ عدة أشهر، وتبعه انخفاض أسعار الريال السعودي والدينار الكويتي وباقي العملات.
سعر دولار السوق السوداء
فيما يتعلق سعر دولار السوق السوداء اليوم السبت الموافق 24 فبراير 2024، يتراوح بين 49 جنيهًا و50 جنيهًا، مع تجميد تام للسوق الموازية.
سعر الريال السعودي في السوق السوداء يلامس السعر الرسمي، حيث يتداول ما بين 9 جنيهات و9.25 جنيهًا، مع انخفاض كبير في الطلب بنسبة تزيد عن 90% بسبب تسهيل البنوك توفير الريال السعودي للمعتمرين.
بالنسبة لسعر الدينار الكويتي في السوق السوداء، بعد أن كان يتداول حول 200 جنيه لمدة عشرة أيام، انخفض اليوم ليسجل ما بين 110 و115 جنيهًا.
أما اليورو الأوروبي في السوق السوداء، فقد شهد انخفاضًا ملحوظًا، حيث يتراوح سعره ما بين 34 و35 جنيهًا، مستفيدًا من الانخفاض الذي شهدته العملة الأمريكية والريال السعودي.
أشارت سهر الدماطي، النائبة السابقة لرئيس بنك مصر، إلى أن الصفقة الكبرى ستعيد التوازن بين الطلب والعرض، وستدعم الحكومة في مواجهة السوق السوداء، مشيرة إلى أن رأس الحكمة سيكون له دور فعّال في إنهاء السوق السوداء.
من جانبه، أكد رئيس المصرف المتحد، أشرف القاضي، أن مشروع رأس الحكمة يسهم في التنمية الحضارية لمصر ويدعم اقتصادها ويقلل الضغوط الاقتصادية والتضخمية، مع توقع استقرار سعر الصرف وزيادة القدرة والدخل من السياحة.
أكد الدكتور محمد عبد الهادي، الخبير الاقتصادي، أن مشروع رأس الحكمة يمثل قوة دافع للاقتصاد المصري، ويشكل نقطة تحول تعيد الحياة إلى الاقتصاد وتعزز الاستقرار في مختلف الجوانب الاقتصادية. يعتبر المشروع بديلًا فعّالًا يساهم في تنظيم الأسعار المبالغ فيها لتعكس قيمها الحقيقية، ويقدم خيارًا لإعادة ضبط التوازن للاقتصاد المصري، ويشكل خطوة نحو تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار بتقنيات مستندة إلى معطيات الدولة، مع تحديد سعر لا يفوق الواقع.
وأشار الخبير إلى أن من المتوقع أن تتراجع المضاربات على سعر الدولار، وترتفع معدلات النمو والتنمية الاقتصادية، مما يسهم في خفض معدلات البطالة وزيادة القوى العاملة في المشروع المشترك بين مصر والإمارات خلال الفترة المقبلة. وبالتالي، يتوقع أن يساعد ذلك في ضبط الأسعار من جديد، ويرفع الثقة بين المستثمرين، ويعيد تقييم الآداء من قبل المؤسسات العالمية كفيتش وموديز واستاندر.
وختم الخبير تحدثه مشددًا على أهمية جذب الاستثمارات في الأجل القصير والطويل من خلال توجيه الاستثمارات الأجنبية نحو الدولة. يعتمد ذلك على قواعد الاستقرار والأمان في البلاد، مما يشكل استنادًا قويًا لجذب مزيد من الاستثمارات، مما بدوره يفتح الباب أمام استثمارات جديدة. بالإضافة إلى ذلك، يشير إلى أهمية تحفيز الشركات المصرية للاستفادة من السيولة وتطوير الأراضي المصرية من خلال المشاركة في المشروع المشترك وتحقيق التقدم والتطوير على الأرض.
أكد أحمد معطى، الخبير الاقتصادي، أن مشروع رأس الحكمة، الذي أعلنت عنه الحكومة اليوم، يشكل أكبر مشروع في تاريخ مصر، ويُعتبر باقورة رؤية استراتيجية تعمل عليها مصر في الفترة الماضية. أشار إلى أن خطة الإصلاح الاقتصادي وتطوير شبكات الطرق تظهر ثمارها في جذب استثمارات ضخمة في زمن يواجه فيه الاقتصاد أزمة مالية حادة.
وأوضح الخبير أن المشروع يعتبر الأضخم من نوعه، حيث سيتم ضخ 150 مليار دولار على مدار مدة المشروع، منها 35 مليار دولار ستدفعها مصر خلال شهرين، بمعونة من 15 مليار دولار خلال أسبوعين، منها 10 مليار ستتيحها من الخارج و5 مليارات من الودائع الإماراتية في البنك المركزي.
وأكد معطى أن نسبة أرباح مصر من المشروع تبلغ 35٪، مشيرا إلى أن 8 مليون سائح سيختارون مصر كوجهة سياحية، مما يعزز قطاع السياحة. وسيؤدي ذلك إلى تنشيط الاقتصاد المصري، بدءًا من قطاع البناء وتشغيل مصانع الحديد والأسمنت، مع توفير فرص عمل ضخمة للشباب.
وتوقع الخبير أن تساهم الصفقة في خفض معدلات التضخم واستقرار سعر الصرف، مما يلبي احتياجات الشارع المصري في الوقت الحالي، بالإضافة إلى إنهاء أزمة الدولار والقضاء على سعر دولار السوق السوداء فى مصر
وختم معطى بالتأكيد على العلاقات الطيبة بين مصر والإمارات، مشيرًا إلى أن مصر مليئة بالفرص الاستثمارية الضخمة التي ستتجلى في الفترة القادمة.