سلع مساندة لزيادة صادراتنا لسوق جنوب أفريقيا، في محاولة لنتمكن من النفاذ لبعض الأسواق الخارجية على اختلاف طبيعتها، تناول الجزء الأول من هذه السلسلة بيان أهمية سوق جنوب أفريقيا حيث تبين لنا أنها تعتبر أحد أبرز الأسواق بالقارة السمراء، فهي تمتلك العديد من المزايا التي مكنتها من تحقيق تقدم ملحوظ في كثير من محاور التنمية، لتصبح واحدة من أكبر اقتصاديات القارة، فجنوب افريقيا تملك شراكات دولية واسعه، هذا كما تناولنا في الجزء السابق تحليل لواردات هذا السوق السلعية للتعرف على أهم السلع التي تحتاجها جنوب افريقيا، وتمكنا من ذلك الجزء التوصل إلى أن واردات جنوب افريقيا السلعية تتركز في عدد محدود من المجموعات السلعية، حيث كانت مجموعة الوقود والزيوت المعدنية، وكذلك مجموعة الآلات والأجهزة الميكانيكية والمفاعلات النووية والمراجل من أكثر السلع التي يحتاجها هذا السوق الهام، وهو ما يعني عدم كفاية ما يتم انتاجه محليا مع ما يتم استهلاكه في جنوب افريقيا.
ويأتي هذا الجزء من هذه السلسلة في محاولة لاستكمال الصور أمام حضراتكم، حيث يستهدف هذا المحور تحديد مجموعة سلع يمكن الاستناد عليها لتحقيق مجموعة من الأهداف يأتي في مقدمتها تعزيز نفاذ مجموعة من المنتجات المصرية لسوق جنوب افريقيا، لتتمكن مصر من زيادة حجم صادراتنا مع هذا السوق الهام، فمن خلال ما تم تناوله من تحليلات لكلاً من واردات دولة جنوب افريقيا السلعية، وصادرات جمهورية مصر العربية السلعية خلال نفس الفترة، تمكنا من تحديد مجموعة من المجموعات السلعية تحظى بقبول لدى سوق دولة جنوب أفريقيا، كما أن هذه المجموعات السلعية للمصدرين المصريين القدرة على توفيرها بكميات كبيرة.
والشكل البياني التالي يوضح لنا عشرة مجموعات سلعية يتم استيراداها من قبل دولة جنوب أفريقيا، وكذلك يتمكن المصدرين المصريين من تصدير هذه العشر مجموعات سلعية، وهذا يعني أنه بتركيز المصدرين المصريين على هذه المجموعات السلعية سيكون لدينا فرص تصديرية واضحة لهذا السوق الحيوي بالقارة السمراء، وزيادة إجمالي حجم الصادرات المصرية عامة.
هذا وعلى مستوى الاتفاقيات التجارية بين مصر وجنوب افريقيا، فهناك مفاوضات تجري بين العديد من الوزارات (التجارة – الزراعة ……إلخ) والجهات والهيئات، لضمان فتح الأسواق فيما بينهما في خطوة تستهدف تلبية الاحتياجات المتزايدة على بعض السلع الاستراتيجية لكلا البلدين من خلال الوصول إلي صيغ تفاوض ترضي الطرفين، حيث يتميز سوق جنوب أفريقيا بوجود ثروة حيوانية تزيد علي حاجة البلاد سواء كانت ماشية، أو أغناماً أو ماعزاً، مما يؤهلها لتصدير فائض إنتاجها للخارج، هذا في حين هناك العديد من المستوردين من دولة جنوب أفريقيا يستهدفون استيراد مكونات السيارات من السوق المصرية لما تتميز به مصر من تطور في هذه الصناعة، مما يدعمها في سبيل زيادة صادراتها، خاصة وأن قطاع السيارات في جنوب أفريقيا يعتبر قطاع واعد، حيث كد السيد وزير التجارة الجنوب افريقي أن هذا القطاع (السيارات) يمكنه استقبال المزيد من الاستثمارات، مشيراً إلي أن مستثمرين من بلاده يتطلعون لإقامة استثمارات في قطاع السيارات داخل دولته، وأشار ديفيس إلي أن هناك مشاورات تتم حالياً بين مستثمرين من الجانبين المصري والجنوب أفريقي، لإقامة استثمارات متبادلة في كل من مصر وجنوب أفريقيا، وتجدر الإشارة إلى أنه تتجه حالياً مصانع شركات السيارات الكبرى إلى الإنتاج بجنوب أفريقيا لتكون الموزع المحلي للقارة الأفريقية بأكملها، ويوجد نحو 200 مصنع للسيارات في جنوب أفريقيا، إضافة إلي 150 شركة أخري مزودة لتلك المصانع.
يتبع
بقلم/ دكتور ناصر عبد المهيمن
الخبير الاقتصادي