افتتح أكبر بنك في الولايات المتحدة “جي بي مورجان” JPMorgan، موسم أرباح الربع الثاني بنتائج أسوأ من المتوقع في ظل سوق متدهورة، تسببت فى تراجع سهم جي بي مورجان مما دفع الرئيس التنفيذي للبنك، الملياردير جيمي ديمون، إلى التحذير من أن مصير الاقتصاد يعتمد إلى حد كبير على مدى سرعة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفائدة، التي تأكل من أرباح الشركات، لمكافحة ارتفاع التضخم.
انخفاض سهم جي بي مورجان
انخفضت أسهم JPMorgan بنسبة تصل إلى 5% بعد أن أعلن المصرف عن أرباح للربع الثاني بلغت 8.6 مليار دولار، أو 2.76 دولار لكل سهم، أي تراجعًا بنسبة 28% عن العام الماضي، وأقل من توقعات أرباح تصل إلى 2.88 دولار للسهم، نتيجة لاقتطاع مبلغ ائتمان بقيمة 428 مليون دولار للحماية من القروض الرديئة، وانخفاض الرسوم المصرفية الاستثمارية، وانخفاض الإيرادات من الإنفاق على البطاقات.
اعترف ديمون في بيان بأن الاقتصاد العالمي يتعامل مع “عوامل متضاربة” بما في ذلك التضخم المرتفع، وتضاؤل ثقة المستهلكين، والتشديد الكمي “الذي لم يسبق له مثيل” والذي من المرجح أن يكون له “عواقب سلبية في وقت ما لاحقًا”، وأعلن أن البنك سيعلق عمليات إعادة شراء الأسهم للحفاظ على السيولة في ظل حالة عدم اليقين.
في محادثة ما بعد إعلان الأرباح، لم يكن ديمون مستعدًا للتنبؤ بالركود خلال العام المقبل، قائلًا بدلاً من ذلك إن مجموعة من الاحتمالات، قد تتراوح من الهبوط الناعم إلى الركود الصريح، تعتمد على مقدار ارتفاع نسبة الفائدة، التي تميل إلى إبطاء النمو الاقتصادي من خلال جعل الاقتراض أكثر تكلفة، وما إذا كانت الحرب في أوكرانيا ستتفاقم.
كان ديمون أيضًا متفائلًا إلى حد ما، قائلاً إن المستهلكين في “حالة أفضل بكثير” مما كانوا عليه قبل الركود العظيم، مع ديون أقل، ووظائف “وفيرة”، ودخل أعلى، وينفقون الآن أقل لحماية أنفسهم من الانكماش.
تراجع أرباح المصارف
لم يكن JPMorgan وحده في إعلان نتائج مخيبة صباح الخميس، فقد أعلن مصرف “مورغان ستانلي”Morgan Stanley عن ربح قدره 1.39 دولار للسهم، أقل من توقعات المحللين بمتوسط 1.57 دولار، حيث انهارت الإيرادات الاستثمارية بنسبة 55%، وانخفض السهم بنسبة 3%.
في ملاحظة صباحية، قال المحلل من Sevens Report، توم إيساي، إن المستثمرين يحاولون “بشكل يائس” تحديد متى سيتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع معدلات الفائدة، وهو أمر بالغ الأهمية للتنبؤ بالأرباح في الأرباع المقبلة، وحذر من أن الأسهم لديها مجال أكبر للانهيار حتى يكون هنالك وضوح.
ويقول إيساي “لم نر حتى أيًا من تأثير التباطؤ على الأرباح، ولم نبدأ حتى في رؤية تأثير رفع الاحتياطي لنسب الفائدة على الاقتصاد الأوسع”.
من المقرر أن تعلن “سيتي غروب” Citigroup، و”ويلز فارغو” Wells Fargo، و”بلاك روك” BlackRock عن أرباحها يوم الجمعة، أما “غولدمان ساكس” Goldman Sachs، و”بنك أوف أميركا” Bank of America فستعلن عن أرباحها يوم الاثنين.
لقد عانت الأسهم في الأشهر الأخيرة حيث عمل مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي على مكافحة أسوأ طفرة تضخمية منذ 40 عامًا من خلال إلغاء تدابير التحفيز لحقبة جائحة كوفيد-19.
بعد أن ارتفع بنسبة 27% في عام 2021، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 بنسبة 22% هذا العام وهو رسميًا في السوق الهابطة.
ومما زاد الأمر سوءًا، انكماش الاقتصاد الأميركي بنسبة 1.6% في الربع الأول من العام على الرغم من التوقعات التي وضعت نسبة نمو 1%.
يحاول الخبراء الآن تحديد متى يمكن للاقتصاد أن يغرق في الركود، أو ما إذا كان بالفعل في حالة ركود.