أرض الفيروز سيناء الحبيبة هى بوابة الأمان لمصر بحكم الموقع والأهمية الإستراتيجية.. وهى بحكم الموارد والإمكانات التى تتمتع بها يمكن أن تكون أيضا بوابة التنمية لمصر فى المستقبل القريب..حيث تمتلك العديد من مقومات التنمية فى قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والتجارة ، مما يؤهلها لقيادة حركة التنمية فى المرحلة القادمة ، خاصة وانه تم على أرضها تنفيذ مشروعات عملاقة فى مجالات البنية الاساسية من شبكات طرق وكهرباء ومياه ، بالإضافة إلى مشروعات للتنمية الزراعية والصناعية والسياحية ، وهى مشروعات يمكن أن تشكل قاعدة لانطلاق سيناء بخطوات ثابتة على مسار تنمية اقتصادية واجتماعية حقيقية .
تمتعت سيناء بمقومات بلا حدود تؤهلها لاستقبال كافة مشروعات التنمية والاستثمار خلال الفترة المقبلة بتشجيع من الدولة وتوفير بنية تحتية جاهزة لاستقبال التعمير والتنمية وتعد أبرز هذه المقومات، الموارد الطبيعية ويأتي في مقدمتها موقع شمال سيناء الجغرافي وقربها من الأسواق الرئيسية وطبيعة أرضها ومناخها وبيئتها النقية ومواردها الطبيعية، هذا التنوع الجغرافي والموقع الاستراتيجي يسهل تسويق ونقل منتجات المحافظة للأسواق في آسيا وأوروبا وإفريقيا ويخفض الوقت والتكلفة، ويجعلها منطقة جاذبة للاستثمار العالمي.
فضلا عن وجود أنقى بحيرة فى مصر وهى بحيرة البردويل للإنتاج السمكي، بالاضافة الى مناطق صيد بحرية علي امتداد 200 كم، والنباتات النادرة التي تدخل في صناعة المستحضرات الطبية والزيوت العطرية، وتوافر العديد من الثروات المعدنية 13 نوعا من الخامات المعدنية،باحتياطيات كبيرة واستغلال اقتصادي .
كما تطل شمال سيناء على البحر المتوسط بساحل طوله حوالي 220 كم من بالوظة غربا حتى رفح شرقا ، حيث شاطئ النخيل المتميز والمناطق المنبسطة التي يصل عمقها إلى 20 كم في الشمال والجبال والوديان في الجنوب، لهذا تنوعت أنواع السياحة بالمنطقة
وبأستعراض مقومات الاستثمار للبنية الاساسية و التى تتمثل في :-
– ترعة الشيخ جابر الصباح امتداد لترعة السلام في نطاق محافظة شمال سيناء لزراعة (156,5) ألف فدان في منطقة السهل الساحلي، وتتمتع بشبكة حديثة من الطرق الطولية والعرضية كما يتوافر بها ثلاث محاور طولية وشرايين رئيسية لحركة التجارة المصرية في اتجاه الشرق وهي: الطريق الساحلي في اتجاه منفذ رفح البرى، الطريق الأوسط في اتجاه منفذ العوجة البرى، الطريق الجنوبي في اتجاه منفذ طابا
– وجود ميناء العريش البحري كميناء تجارى دولي يستقبل السفن حتى حمولة 15 ألف طن وجاري تطويره، وجود عدد (3) مطار دولي مطار العريش – مطار رأس النقب – مطار المليز، وجود (2) ميناء برى لإعمال التصدير منفذ رفح البرى – منفذ العوجة البرى، ووجود خط سكة حديد من الإسماعيلية عبر كوبري الفردان فوق قناة السويس وحتى مدينة بئر العبد بطول (100) كم، و وجود شبكة اتصال تليفونات أرضية ولاسلكية لخدمة المناطق النائية بالإضافة إلى تغطية المحافظة بالكامل بشبكة المحمول
أما مشروعات الطرق والنقل فقد أصبحت سيناء اليوم ترتبط بباقي محافظات الجمهورية بشبكة من الطرق، فترتبط بمحافظات الشمال بالطريق الدولي الساحلي ، وبالقاهرة ومدن الوسط بكوبري السلام وكوبري الفردان ونفق أحمد حمدي ، كما أنها ترتبط بمدن البحر الأحمر بمجموعة من العبارات والناقلات البحرية ، كما يوجد بسيناء خط حديدي يربطها بالقاهرة وبورسعيد ، و تمتلك سيناء الان العديد من الموانئ البحرية والمطارات الدولية والداخلية التى تربطها بالداخل والخارج
وفى مجال التنمية الزراعية تعد سيناء منطقة واعدة تستطيع ان تساهم فى زيادة الرقعة الزراعية، وفى الحصول على إنتاج زراعى متميز نظرا لبيئتها النقية مما يوفر لها ميزة نسبية فى الأسواق الخارجية ،كما يساهم مناخها وطبيعتها الصحراوية فى وجود أنواع نادرة من النباتات الطبية و العطرية، والتى تعتبر ثروة تتميز بها شبه جزيرة سيناء، وخاصة الهضبة الجنوبية، وتتلاقى فى سيناء عناصر نباتية مميزة لمناطق حوض البحر المتوسط ، والجبال العالية الممتدة من الهضبة الإيرانية شرقا، والمنطقة شبه الإستوائية جنوبا، لذلك يشكل محور التنمية الزراعية ركيزة أساسية فى مشروعات أعمار وتنمية سيناء .
أما مقومات التنمية الصناعية فى أرض سيناء الحبيبة فهى تتمتع بوجود العديد من المواد الخام التى يمكن ان تقوم عليها صناعات متعددة حيث يمثل انتاج المحافظة من البترول الخام ثلث انتاج الجمهورية بالاضافة الى الغاز الطبيعى وكذلك الخامات الطبيعية التى تنتج من المحاجر، كما تتوافر بالمحافظة مساحات اراضى شاسعة فى مناطق متعددة تصلح لتخصيصها للمشروعات الصناعية ، بالاضافة لتوافر شبكة متسعة من الطرق التى تربط بين مدن المحافظة ببعضها وتربط المحافظة بباقى الجمهورية بالاضافة الى أن أرض سيناء بأكثر من 13 خامة معدنية وبأحتياطيات كبيرة تصلح لاقامة صناعات عديدة ومتنوعة تعزز فرصة المحافظة للنهوض بالصناعة من خلال تدفق الاستثمارات فى هذا القطاع وتحقيق المزيد من الانتاج والتصدير وخلق فرص عمل جديدة
وتعد أهم القطاعات الصناعية التى توجد بسيناء هى صناعة الاسمنت والمواد المعدنية والتعدينية كالرخام والحجر الجيرى تليها المواد الغذائية،وتم توفير ثلاث مناطق صناعية لمساعدة المستثمرين فى استغلال تلك الثروات ،بحيث تختص كل منطقة بصناعات تتفق وقربها من مصدر الخامات المراد تصنيعها،ومنها منطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء ،و تبلغ مساحتها الاجمالية حوالى 4480 كم2 ،المنطقة الصناعية ببئر العبد للصناعات المتوسطة والخفيفية
وقد منح الله سيناء منحة ربانية من الاماكن والمناظر الطبيعية فقد قامت الحكومة المصرية بأحياء مسار العائلة المقدس الذي يبدأ من شمال سيناء، وقد تم تخصيص 60 مليون جنيه للمشروع من قبل وزارة السياحة والآثار، ومشروع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين، ويهدف إلى إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس. كما تم تطوير قصر ثقافة شرم الشيخ بنكلفة 38 مليون جنيه، وتطوير قصر ثقافة العريش بتكلفة 35 مليون جنيه، فضلا عن إنشاء متحف شرم الشيخ بتكلفة 812 مليون جنيه، ، كما تم إنشاء ممشى أهل مصر بمدينة طور سيناء بتكلفة 10 ملايين جنيه،
وعلى ذلك نجد أن أرض الفيروز سيناء الغالية أرض عزيزة وثرية بكل مقومات التنمية وقد صدقنا الوعد بالعطاء والجهد الجاد، عاقدين العزم بهمة لكي ننتقل بها للأمام بمجهود جاد لتحقيق عائد أيجابى مفيد لمصر يحافظ على أمنها ويزيد من رفاهيتها — حفظ الله مصر
تحيا مصر — تحيا مصر — تحيا مصر
بقلم / دكتور محمد الشوربجى
الخبير المصرفى