قامت شركة OpenAI، المطورة لمنصة ChatGPT الشهيرة، بتعليق حسابات عدد من المستخدمين من الصين وكوريا الشمالية الذين استغلوا التقنية في أنشطة غير أخلاقية، مثل عمليات المراقبة والتأثير على الرأي العام، وذلك في خطوة استباقية لمواجهة الاستخدام غير السليم لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وفي بيان أصدرته الشركة، لم تكشف OpenAI عن العدد الدقيق للحسابات التي تم تعليقها، لكنها أكدت أن هذه الحسابات كانت تستخدم في أنشطة تهدف إلى التلاعب بالمعلومات ونشر محتوى مضلل. من بين الحالات التي تم الكشف عنها، تم إنشاء مقالات صحفية باللغة الإسبانية ونشرها في وسائل إعلام بأمريكا اللاتينية بهدف تشويه سمعة الولايات المتحدة. كما تم استخدام التقنية لإنشاء سير ذاتية مزيفة بهدف الحصول على وظائف في شركات غربية، مما يثير مخاوف أمنية.
تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لشركات التكنولوجيا لمواجهة الاستخدام السيئ لتقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل الانتشار الواسع للأدوات القائمة على هذه التقنية مثل شات جي بي تي.
وتُعد OpenAI واحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال، وقد أطلقت ChatGPT في نوفمبر 2022، لتصبح واحدة من أكثر الأدوات استخدامًا في العالم. ومع ذلك، فإن القوة التي توفرها هذه التقنيات ترافقها تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بإساءة استخدامها من قبل جهات تسعى لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو أمنية.
وأوضحت OpenAI أن هذه الإجراءات تأتي في إطار التزامها بضمان الاستخدام الأخلاقي لتقنياتها، مشيرة إلى أنها تعمل على تحسين آليات المراقبة والكشف عن الأنشطة المشبوهة بشكل مستمر. وقال متحدث باسم الشركة: “نحن ملتزمون بمنع أي استخدام ضار لتقنياتنا، وسنستمر في تطوير أدوات تساعدنا على تحديد ومعالجة هذه الأنشطة بشكل فعال”.
ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تتزايد الجهود الرامية إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في استخدام هذه الأدوات. وقد دعت العديد من الجهات، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية، إلى ضرورة وضع إطار تنظيمي أكثر صرامة لضمان الاستخدام الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي.