قالت شركة “شل” أن انسحابها من روسيا سيؤدي لخسائر في قيمة الأصول تتراوح بين 4 و5 مليار دولار، كما حذرت المستثمرين من أن التقلبات الشديدة في أسعار الطاقة خلال الربع الأول قد تؤثر على حجم التدفق النقدي.
كشف بيان الشركة العملاقة التي تتخذ في لندن مقراً لها أنه رغم صعود أسعار النفط والغاز، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا أحدث انقلاباً في خطط الشركات الكبرى وجعلها تبذلن قصارى جهدها للتكيف مع التحولات التاريخية التي تشهدها أسواق الطاقة.
يتخطى تراجع قيمة الأصول استثمارات “شل” البالغة 3.4 مليار دولار في مشروعات وعمليات تكرير النفط في روسيا، لكنها تبدو محدودة مقارنة مع 25 مليار دولار قد تشطبها نظيرتها “بريتش بترليوم” نتيجة إنخراط أكبر بكثير في أعمال في روسيا.
فيما ستتعرض شركات الطاقة الغربية التي تغادر روسيا على الأرجح لخسارة مالية هائلة، إلا أنها تسعي للحد من الضرر الذي سيلحق بالسمعة إلى أدنى مستوى جراء الاستثمار في مشروعات تدعمها موسكو عقب الحرب على أوكرانيا. كما يتيح لهم التعامل مع الأسئلة المتصاعدة حول طريقة توافق عمليات النفط والغاز الروسية مع خطط التحول لصالح البيئة.
كما حذرت “شل” أنه سيكون هناك نحو 7 مليارات دولار كتدفقات نقدية خارجة من عملياتها في الربع الأول بسبب “تقلب غير مسبوق بأسعار السلع التي ستكون سائدة حتى نهاية الفترة ربع السنوية”، حسب البيان الذي صدر الخميس.
ربما يوجد تأثير “حقيقي” آخر على التدفق النقدي حيث أسفرت أسعار الطاقة العالية عن زيادة طلبات تغطية رأس المال الاحتياطي، وهي الأموال الإضافية التي يتعين إيداعها لدى شركات الوساطة والبورصات لتغطية جزء من قيمة عقود السلع الأساسية. باتت طلبات تغطية رأس المال الاحتياطي في ظل صعود الأسعار استنزافاً أساسياً لاحتياطيات المتداولين النقدية في كافة أرجاء القطاع، حيث عقدت إحدى مجموعات الضغط محادثات مع البنك المركزي الأوروبي طلباً للمساعدة في هذا الصدد.
هبط سهم الشركة 1.5% لتسجل 2100.50 بنساً عند الساعة 8:35 صباحاً بتوقيت لندن. زاد السهم 29% هذا العام، وهو ما يعد من بين الأفضل أداءً في مؤشر “ستوكس يوروب 600 للنفط والغاز”.
أوضحت “شل” أن نتائج التجارة خلال الربع الأول لكل من النفط والغاز ستكون على الأرجح أعلى مما كانت عليه في الفترة السابقة. يأتي ذلك بعد تحقيق مجموعة أرباح قوية فعلاً لتجارة الغاز في غضون الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة الماضية، لكن الأداء كان ضعيفاً من ناحية تجارة النفط.
رغم تراجع قيمة الأصول وتحركات رأس المال العامل، يعتقد المحلل في شركة “أر بي سي” (RBC) بيراج بروختاريا أن بيان الخميس كان إيجابياً “نظراً لتجارة الغاز الطبيعي المسال والمنتجات النفطية الأقوى، علاوة على تحقيق نتيجة أفضل مقارنة بالمواد الكيميائية بما يفوق توقعنا”. قالت “شل” أنه من المتوقع أن تواكب أرباح وحدة الكيماويات خلال الربع الاخير هذا العام زيادة الاستهلاك لتعويض صعود تكاليف المواد الأولية والمرافق.
ستفصل “شل” إبتداءً من نهاية الربع الأول، الذي تعزم الإعلان عن نتائجه في 5 مايو، أرباح أعمال حلول الطاقة والطاقة المتجددة، التي كانت تندرج تحت نتائج وحدة الغاز.