بقلم/دكتوره رانيا الجندي
خسائر بملايين الدولارات بسبب انقطاع خدمة الفيسبوك والإنستجرام والواتساب المفاجئ الذي دام 6 ساعات متواصلة يوم 4 أكتوبر 2021.
وانخفض سهم فيس بوك بحوالي 6% يوم الأثنين وانخفض على غراره أسهم التكنولوجيا ثم عاود السهم تقليص خسائره في اليوم التالي ليصل إلى 332 دولار بارتفاع 2% بعد عودة الخدمة.
وتراجعت مؤشرات إس أند بي وناسداك و الداوجونز، وعاودت الأرتفاع لليوم التالي أيضاً على غرار ارتفاع السهم. وتُقدر قيمة شركة فيسبوك بتريليون دولار تقريباً.
ويعلن عملاق التواصل الاجتماعي أن خطأً في الإعدادات تسبب في حرمان 3.5 مليار مستخدم من الخدمة وفي وقت الذروة،
الذي بدء في الساعة السادسة مساء الأثنين وعاود تدريجياً بالقرب من الساعه 12 صباح يوم الثلاثاء،
وقد كشف برنامج 60 دقيقة الأمريكي أن المهندسة فرنسيس هوغن التي سميت بكاشفة الفساد التي صرحت بأن الأزمة بدأت منذ عام 2018،
حين تلاعبت إدارة الفيسبوك والإنستجرام في الخوارزميات لتصل للمستخدم المزيد من المعلومات التي توجه سلوكه لمزيداً من الحقد والكراهية وتصل بنا إلى الأزمات العرقية،
وعززت هوغن حديثها وتصريحاتها بالمستندات والوثائق التي تثبت هذه الجرائم الأخلاقية غير المبالية بتفكك المجتمعات،
وذلك عن طريق تحفيز الحركات الجماهرية وتدعيم العنصرية ونشر الاختلالات النفسية والمساهمة في نشر الأخبار المغلوطة وزيادة الترويج لهذه الأخبار وبالتالي زيادة نسب المشاهدة والمتابعة.
وهنا يستوقفنا الحديث عن أزمات الربيع العربي عندما أغلقت بعض الدول هذه المواقع للحد من تفاقم الأزمة،
وهاج وماج العالم على تلك الدول وتحدثوا عن حقوق الإنسان والحريات. وأصبح يقود ويوجه العالم حالياً مواقع التواصل الاجتماعي المملوكة لأشخاص يضعون في طريقة خبر حتى يلهث الجميع تجاهه، لتحويل مسار الفكر.
وبالتالي هذه الأزمة ليست أزمة خاصة بالشركة ومالكها والمتمثلة في خسارة السهم السوقي ولا في حجم خسارة الدقيقة الواحدة من الإعلانات أو انخفاض ثروة مالكها،
وإنما لها أبعاد اجتماعية وسياسية وبالطبع الخسائر الاقتصادية ليست فقط على الشركة وإنما على عالم الأعمال أجمع،
وأقل هذه الخسائر هيا وقف الإعلانات الخاصة بالشركات والبرامج التليفزيونية والإذاعية و كذلك خسارة المجهولون الذي جعلتهم تلك المواقع من أصحاب الشهرة. وغيرهم ممن لديهم محتوى جيد ولايسعهم الوصول إلى مجتمعهم.
وبالنسبة للخسائر الاجتماعية قد تكون هذه الأزمة قلصت من فداحة الخسائر التي كنا نسجلها يومياً بعدد القصر المتابعين للإنستجرام أولاً ثم الفيسبوك،
حيث ينشغل هؤلاء الأطفال عن ممارسة الرياضة والعلم والتواصل المجتمعي، والتحول إلى مرضى نفسيين يعالجهم أسرهم من التوحد والإكتئاب ومحاولات الإنتحار المتكررة.
وقد صرح أن حوالي 15% من مستخدمي تلك المواقع تحت السن القانوني، وعددهم لايقل عن 600 ألف طفل، هؤلاء الأطفال إن لم يصبهم الأمراض النفسية فأصيبوا بتحور الفكر وأهتموا بقضايا لاتخص أوطانهم.
وفيما يخص سوق الأوراق المالية المصري، والذي غرد ولأول مرة بعيداً عن الأزمات العالمية وكأن المستثمرين لديهم الوعي السياسي وتركوا اللون الأخضر ليعبر عن ردة فعلهم تجاه أزمة فيسبوك، في حين غرد تويتر بالتهكم وتلاه بهبوط سعر سهمه في الأسواق.
وفي النهاية لا يسعني الآن سوى أخذ العزاء في شهداء الربيع العربي. حتى وإن كنا نعيش أكذوبة ..إما لتغيير مسار أو تقليص احتكار أو لإثبات الهيمنة.