بقلم/ الخبير المصرفى أحمد إبراهيم
ما هو نظام السويفت المالي الذي تهدد باستخدامه امريكا ضمن العقوبات المزمع تطبيقها علي روسيا في صراعها مع أوكرانيا.
نظام سويفت SWIFT
هو اختصار بالاحرف الأولي لاسم “جمعية الاتصالات الدولية بين البنوك” The Society for Worldwide “Interbank Financial Telecommunications، وهي منظمة تعاونية لا تهدف للربح مملوكة للأعضاء وتقدم خدمة على مستوى عال من الكفاءة وبتكلفة مناسبة.
و انا شخصيا افضل تسميته بالشبكة العصبية للاقتصاد العالمي
هو نظام إلكتروني مشفر ومؤمن ومغلق يقتصر استخدامه على الأعضاء لتبادل الرسائل الخاصة بالمعاملات المالية والخدمات بين البنوك والمؤسسات المالية حول العالم. ولا يحتفظ النظام بأي اصول مالية وليس له رأسمال سوى ميزانية تشغيله السنوية التي تأتي من اشتراكات الأعضاء والرسوم البسيطة.
يتم تطويره باستمرار. ويخصص النظام رمزاً يتكون ما بين 8 و11 حرفاً، وربما أحرف وأرقام تمثل تعريفاً حصرياً لكل بنك أو مؤسسة مالية مشاركة فيه مع بلدها وربما أيضاً فرعها في هذا البلد أو ذاك.
وببساطة لا تستطيع الدول أو المؤسسات المالية التي لا تشارك في نظام “سويفت” التعامل مالياً مع الخارج. وهذا هو أساس العقوبات الدولية والأميركية على الول مثل إيران و حاليا التلويح لاستخدامه مع روسيا لحظر تعاملها مالياً مع العالم.
تاريخ “سويفت”
قبل نظام “سويفت”، كانت البنوك والمؤسسات المالية تستخدم “التليكس” في مراسلاتها بشأن تعاملاتها مع بعضها ومع عملائها. لكن الأخير كانت له عيوب كثيرة منها البطء الشديد وعدم أمانه التام لاضطرار المتعاملين به لاستخدام رسائل مفاصلة حول كل معاملة. كما كان يعاني كثيراً من مشكلات بسبب أخطاء بشرية في ترميز الرسائل أو فك شيفرتها بسبب طولها وتفصيلاتها الكثيرة.
ونشأت فكرة السويفت في نهاية الستينيات مع تطور التجارة العالمية وتكونت منظمة السويفت عام 1973 ومقرها الرئيسي بلجيكا وبدء نشاطها عام 1977.
عدد الدول المشتركة أكثر من 209 دولةو طبقا للوائح المنظمة يجب اشتراك الدولة قبل السماح لمؤسساتها بالاشتراك، اشتركت مصر عام 1994. وعدد المشتركين في مصر يزيد على 55 مؤسسة مالية.
وهناك حالياً أكثر من 11 ألف مشترك في النظام من مختلف دول العالم تتضمن اكثر من ٣٠٠ بنك روسي ويواصل “سويفت” النمو سنوياً، ففي عام 2020 بلغ تشغيله نحو 35 مليون رسالة يومياً. وارتفع الحجم في 2021 ليصل إلى 42.5 مليون رسالة يومياً، بزيادة 9.8 في المئة عن العام السابق
يمكن تطبيق نظام سويفت لتبادل الرسائل في مختلف العمليات مثل مطابقة أوامر العملاء بين أطراف عملية التحويل سواء كانت أفراد أو مؤسسات مالية (بنوك أو شركات) و تسوية تلك المعاملات المالية و التجارية آليا وأيضا في التصديق علي تنفيذ عمليات التداول وتاثير أرصدة العملاء.
أهم مزايا نظام سويفت
1-سرعة انجاز التحويلات المالية ووصولها إلى المستفيدين.
2-توفير عنصر الامان .
3-أقل تكلفة بالنسبة للبنوك و المؤسسات المالية من اساليب التحويل الاخرى .
4-النظام يعمل على مدار 24 ساعة.
بدائل نظام السويفت
تعمل البنوك و المؤسسات المالية و بخاصة في الدول الاقتصادية الكبري مثل الصين و روسيا علي استخدام شبكات مالية مؤمنة لتنفيذ عملياتها المالية حيث أن بنك روسيا المركزي انتقل بالفعل من SWIFT إلى نظام الروسي المعروف باسم SPFS و الذي تم إنشاؤه في عام 2014 عندما هددت الولايات المتحدة بطرد روسيا من نظام سويفت من خلال العقوبات التي فرضت عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ونفذ ذلك النظام بنجاح أول معاملة له في عام 2017 ولديه الآن أكثر من 400 مؤسسة مالية في شبكته داخل روسيا و خارجها وبخاصة الصين ، وتستخدم بعض البنوك الروسية الآن نظام المدفوعات الدولي الصيني (CIPS) الذي يعادل SWIFT بالصين لتنفيذ حركات التبادل التجاري بين البلدين.
نظام الدفع الروسي أنه:
١- بطئ في تنفيذ العمليات.
٢- تكلفة الرسائل مرتفعة حيث أن تكلفة رسالة النظام بين 1.5 – 2.5 روبل روسي لكل رسالة بما يعادل 0.022 إلى 0.036 يورو.
٣- لا يعمل النظام لمعالجة المعاملات المالية الا في خلال ساعات العمل فقط.
كما أن لدى البنك المركزي الروسي نظام تسوية مدفوعات داخلي (RTGS) يعمل بكفاءة عالية لتسوية التحويلات النقدية المباشرة وشبه الفورية كما يمكن استخدامها أيضًا للتعامل مع جميع أنواع العملات.