من المقرر أن يجتمع أكثر من ستين زعيمًا في جنوب أفريقيا، على هامش انعقاد قمة بريكس، حيث تسعى الصين بكل حماس إلى تعزيز موقف كتلتها في مواجهة مجموعة السبع. ورغم أن هذه الفكرة تبدو سهلة من الناحية النظرية، إلا أن الواقع يكشف تعقيدات بعض الشيء.
أهمية قمة بريكس
أولاً، فإن تحويل كتلة بريكس إلى قوة جيوسياسية ذات وزن ثقيل يبدو أكثر تعقيدًا في الواقع، حيث تتباين مصالح وأولويات الدول الأعضاء بشكل كبير. قد تكون روسيا متحالفة مع الصين في العديد من القضايا، ولكن باقي الدول الأعضاء قد لا ترغب في التصعيد مع الولايات المتحدة وأوروبا. حتى جنوب أفريقيا، التي تحظى بصداقة الصين وروسيا، تؤكد على ضرورة ألا يُنظر إلى توسع بريكس على أنه تحدي للغرب.
تجتمع الصين والهند كأكبر عضوين في بريكس، والعلاقة بينهما تظهر تعقيدًا خاصًا. تزايدت التوترات بينهما، خصوصًا في المناطق المتنازع عليها، والتي يشهد “الحادث” العسكري تصاعدًا مستمرًا. وفي الوقت الذي تفكر فيه الولايات المتحدة في حظر التطبيقات الصينية، أغلقت الهند بالفعل تطبيق TikTok وغيره. هذه الأوضاع قد تمنح الهند فرصة لتعزيز اقتصادها من خلال استقطاب شركات مثل آبل للتصنيع فيها.
مع هذه الخلافات الداخلية، يصعب إيجاد توازن قوي وموحد لمجموعة السبع. وصياغة أجندة سياسية واضحة تظل تحديًا آخر.
وماذا عن التأثير الاقتصادي؟ على الرغم من أهمية القمة، ينبغي ألا نبالغ في تقدير تأثيرها. بحسب دراسة لشركة كابيتال إيكونوميكس، يشكل حجم التجارة بين الصين والمملكة العربية السعودية أقل من 0.5% من التجارة العالمية، وبين دول بريكس يشكل النصيب حوالي 2% فقط. لذا، من المستبعد أن يحدث الرنمينبي تحديًا جوهريًا للدولار على الساحة العالمية.
عمومًا، تعتبر قمة البريكس خطوة هامة، ولكن التحديات والمصالح المتباينة تجعل الواقع أكثر تعقيدًا. ينبغي أن نراقب بتفاؤل، لكن من الأفضل أن ننتظر إجراءات ونتائج ملموسة بدلاً من الإسراع في الحكم.
اهتمام عربي بقمة بريكس
خلال قمة البريكس، أكد الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية إطلاق نظام للمدفوعات والتسويات بالعملات المحلية لتعزيز التجارة البينية، معربًا عن فرحته بانضمام مصر إلى البريكس، والتي تعد من المستفيدين.
عدة دول عربية أبدت رغبتها في الانضمام إلى مجموعة بريكس، بما في ذلك الجزائر ومصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت والسلطة الفلسطينية، بينما نفت المغرب تقديم طلب. من المتوقع أن يتم اتخاذ قرار بشأن توسع المجموعة وقبول أعضاء جدد للانضمام في القمة القادمة عام 2024 في روسيا.