لبحث سبل التحول نحو الوقود الأخضر، استقبل الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الخميس، السيد كيتاك ليم الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية “IMO” ، على هامش زيارته لمصر، وذلك بمقر الهيئة بمبنى الإرشاد بالإسماعيلية.
تهدف الزيارة إلى تعزيز أواصر التعاون المشترك وتفعيل التوجه نحو التحول الأخضر في قطاع النقل البحري، بالإضافة إلى التعرف عن قرب على مستجدات استراتيجية تطوير القناة
الوقود الأخضر
شملت الزيارة، تفقد الفريق أسامة ربيع والسيد كيتاك ليم الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية مركز مراقبة لملاحة الرئيسي بمبنى الإرشاد، ومركز المحاكاة والتدريب البحري، علاوة على القيام جولة بحرية في قناة السويس الجديدة ليشاهد ما تحقق من تطوير على أرض الواقع.
عقب ذلك، توجه الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة والسيد كيتاك ليم الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية “IMO” لحضور فعاليات المؤتمر الصحفي، وذلك بمبنى المارينا الجديدة بالإسماعيلية.
في بداية المؤتمر، أعرب الفريق أسامة ربيع عن تقديره للدور الهام الذي تلعبه المنظمة البحرية الدولية في صناعة النقل البحري باعتبارها المنظمة الأبرز المسؤلة عن إصدار التشريعات واللوائح المنظمة لهذا القطاع الحيوي.
وأكد الفريق ربيع حرص قناة السويس الدائم على الحفاظ على استقرار سلاسل الإمداد العالمية وذلك على الرغم من التحديات العديدة التي مرت بها الهيئة خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها التداعيات السلبية التي خلفتها أزمة فيروس كورونا على التجارة العالمية.
وأشار إلى أن الهيئة اعتمدت حزمة من السياسات التسويقية المرنة للتعامل مع هذه الأزمات، وهو ما أثمر عن نجاح الهيئة في تحقيق معدلات نمو غير مسبوقة على صعيد أعداد السفن وحمولاتها وإيرادات القناة، لافتاً إلى أن قناة السويس حققت خلال العام المالي الماضي 2021/2022 أعلى إيراد في تاريخها، كما سجلت إحصائيات الملاحة اليومية يوم الإثنين من الأسبوع الماضي أعلى معدل عبور يومي في تاريخ القناة بعبور 94 سفينة من الاتجاهين، مثمنا في هذا الصدد الدور الكبير الذي لعبته قناة السويس الجديدة والمرشدين ورجال إدارة التحركات في تحقيق مثل هذه الأرقام القياسية غير المسبوقة.
قناة خضراء
وانتقل الفريق أسامة ربيع للحديث عن مجهودات الهيئة للإعلان عن قناة السويس “قناة خضراء”، حيث قامت الهيئة بالفعل ببدء تطوير 16 محطة إرشاد بطول المجرى الملاحي للعمل بالطاقة الشمسية بدلاً من الطاقة التقيليدية، كما تعمل الهيئة على تحويل أسطول سيارات الهيئة للعمل بالغاز بدلاً من الوقود الأحفوري، كما كشف عن قرب التوصل لاتفاق مع شركة عالمية متخصصة في مجال جمع وتدوير المخلفات الصلبة والسائلة من السفن العابرة لقناة السويس.
ولفت إلى أن البداية كانت من مشروع قناة السويس الجديدة الذي نجح في زيادة الطاقة العددية والاستيعابية للقناة وتقليل ساعات انتظار وعبور السفن، وزيادة عامل الأمان الملاحي وما لذلك من بعد بيئي ملموس حيث ساهمت القناة الجديدة في خفض ٥٣,١٣ مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
وأضاف أن الهيئة تحرص على تعزيز دورها للحفاظ على قناة السويس ومنطقة القناة آمنة ضد مخاطر التلوث والانسكاب البترولي المُحتملة والالتزام بمراعاة معايير السلامة البيئية البحرية، من خلال امتلاكها لكافة متطلبات ومقومات العمل على مكافحة التلوث البحري بشقيه البشري والفني خاصة على صعيد كواشط مكافحة التلوث المتطورة بكافة طرازاتها، بالإضافة إلى وجود مُحاكي كامل للتدرب على مكافحة التلوث.
وكشف الفريق ربيع عن اقتراب إعلان قناة السويس عن حوافز جديدة للسفن التي تستخدم الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين الأخضر والغاز الطبيعي والميثانول والأمونيا، وهو ما يتماشى بصورة كلية مع السياسة العامة للدولة المصرية للتوجه نحو السياسات الخضراء في كافة المجالات لاسيما المجال البحري حيث حصلت الهيئة مؤخرا على تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بإنشاء أول مارينا جديدة صديقة للبيئة في الشرق الأوسط، فضلا عن اتخاذ الهيئة خطوات فعالة في مجال التحول الرقمي.
وأضاف أن الهيئة تعكف حالياً على تسريع معدلات التنفيذ بمشروع تطوير القطاع الجنوبي، وهو المشروع الذي يستهدف ازدواج القناة بمنطقة البحيرات المرة الصغرى من الكم 122 إلى الكم 132 ترقيم قناة وتوسعة القناة من الكم 132 إلى الكم 162، وسيعمل المشروع زيادة عامل الأمان الملاحي بالقطاع الجنوبي بنسبة 28% وزيادة الطاقة الاستيعابية للقناة في تلك المنطقة بمعدل 6 سفن إضافية.
مؤتمر المناخ COP27
ومن جانبه تقدم السيد كيتاك ليم لهيئة قناة السويس بالشكر على إتاحة هذه الفرصة لزيارة واحدة من أهم القنوات الملاحية في العالم، مشيراً إلى أنه سعد كثيراً بمستوى التطوير الذي شهده المجرى الملاحي منذ أخر زيارة له من أربع سنوات، مؤكداً على الدور الحيوي الذي تلعبه القناة نحو ضمان استدامة سلاسل الإمداد، مشيدا بالتدابير التي تتخذها القناة من أجل الحفاظ على سلامة الملاحة بالقناة، وعلى رأسها مشروع تطوير القطاع الجنوبي الذي تعكف الهيئة على تنفيذه في الوقت الحالي.
وأشاد كيتاك ليم بالجهود التي تبذلها الهيئة بهدف تشجيع التحول الأخضر والتحييد الكربوني، مقدماً الشكر في هذا الصدد على مساعي مصر وتنظيمها لمؤتمر المناخ “COP 27 ” لدعم سبل الحفاظ على البيئة لاسيما البيئة البحرية.
ولفت إلى أن مؤتمر المناخ يحظى باهتمام من العالم أجمع، بما يوضح أهمية قضايا المناخ ومجهودات نزع الكربون والتي تلقى رواجاً كبيراً في كثير من المؤسسات العالمية وعلى رأسها قناة السويس.
وأضاف أن قناة السويس لا تهتم بالإجراءات البيئية فقط، بل تحرص أيضاً على زيادة الوعي بأهمية القطاع البحري والدور المحوري للبحارة والعاملين بهذا القطاع، كما كان لها دوراً مهماً في دعم صناعة النقل البحري.
وكشف عن أن منظمة الـ “IMO” يتبعها جامعتين تحت مظلتها لخدمة القطاع البحري وتدريس كل ما يخص عملية التنمية والاستدامة البحرية، كما تمتلك المنظمة ما يتراوح ما بين 6 إلى 10 مكاتب تقنية حول العالم، مشيراً إلى أن المنظمة قررت تأسيس مكتب إقليمي لها لمنطقة الشرق الأوسط وسيكون مقره مصر.
وشدد كيتاك ليم على أهمية النقل البحري في مجال نقل البضائع، وهو ما يلقي مسؤليات إضافية على قناة السويس بوصفها القناة والمسار الأهم على مستوى العالم عند الحديث عن النقل البحري، في تحفيز السفن على التحول نحو الوقود الأخضر، لافتاً إلى أنه لمس ذلك بنفسه من الفريق أسامة ربيع والذي وعد بحزمة تيسيرات لهذا النوع من السفن.
وأضاف أن المنظمة البحرية الدولية تتبنى استراتيجية تستهدف تخفيض معدل الاعتماد على الوقود التقليدي في السفن، كما تهتم المنظمة بالإجراءات التقنية لتسريع عملية التحول نحو الوقود الأخضر.
وفي ختام كلمته، حثّ كيتاك ليم المؤسسات والجهات العاملة بقطاع النقل البحري على إنفاق مزيد من الاستثمارات في أبحاث الوقود النظيف، مؤكدا أن أحد أهم عوامل جذب السفن لهذا الوقود هو تقليل الفجوة بين تكاليف وأسعار الوقود الأحفوري ونظيره الأخضر، مشيراً إلى أن البعد الاقتصادي مهم للغاية في تحفيز الشركات للتحول الأخضر.