استغربت كثيرا ممن يتعاطفون مع موت ملكة بريطانيا التي توفت عن عمر 96 عاما.. فالموت حق وقد جاء أجلها.
استغرابي الأكبر من الناس التي دائما تحاول ركوب الترند فمنهم من قدم التعازي ومنهم من قام بالغاء حفلة له (مع إنه مش مطرب مسجل)
ومنهم من اظهروا تأثرهم بهذا الحدث كأن ملكة بريطانيا كانت أمهم أو خالتهم أو من اقربائهم المقربين والغريب أن كثير منهم لو مات لهم قريب لن يحضروا خاصة لو كانوا من الفقراء عشان (البرستيج).
المهم.. كل هؤلاء تناسو من هي ملكة بريطانيا وهي الاطول في اسرتها في الحكم وهي من استلم عرش الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس هي السبب في معاناة كثير من الشعوب التي احتلها المستعمر البريطاني وامتص دمائهم..
والأكثر من ذلك هي من أمرت جيوشها (الجيش البريطاني لا يتحرك بدون أوامر الملكة) بقتل شعوب ودخول حروب قتل فيها الابرياء..
وما أكثر الامثلة ولكن دعونا لا نبتعد كثيرا فها هي بورسعيد ومدن القناة التي تعرض أهلها الابرياء للقتل في العدوان الثلاثي في 56 وهدمت مبانيها.. من أمر بذلك ؟.. الملكة.. ولولا بسالة أهالي بورسعيد في الدفاع عن مصر لعادت مصر محتلة ولولا هدية شعب بورسعيد للملكة (إعادة قريبها لورد ليمبي لها في صندوق مع كلمة هدية شعب بورسعيد) لاستمرت في عدوانها.
بريطانيا التي استعمرت مصر 70 عاما من امتصاص دماء الشعب واجبرت مصر للدخول معها في حروبها ومات جنود مصر في الدفاع عن التاج البريطاني في حروب ليس لنا فيها ناقة ولا جمل إلا أن ندافع عن من يستعمرنا.. حادثة دنشواي من السبب في قتل الابرياء ؟
الامثلة كثيرة والتاريخ شاهد عليهم وعلينا ولكننا ننسى والأدهى ان هذا الجيل لا يقرأ التاريخ.. للأسف.
هذه الملكة التي عاشت من العمر أطوله هي من تسبب في تهجير وقتل وتدمير الابرياء لتحقق مصالح امبراطوريتها ولن أقول شعبها وسيظل التاريخ شاهدا عليها وعلى حكمها.. فلا سامحها الله على ما فعلت بالابرياء من شعوب العالم وشعبنا ولا تستحق أن نحزن عليها أو نتعاطف معها فهي لم تمت في مأساه ولا ناقصة عمر (كما يقول المصريين).
بقلم/الإعلامي حسام الدين عاطف
مقدم برامج بالتليفزيون المصري