بقلم/دكتور تامر النحاس
لعلك تلحظ معي ؛ نعي المصريين للحاج محمود العربي ، ينعوه بحب ، احترام وتقدير .
رغم اني أزعم أن أغلبهم لم يلتقي به ابدا ، لكنهم ينعوه حقا بلا زيف ..
لعلها فطرتهم السليمة ، هي من جعلتهم يعرفون الرجل حقا ..لعل فطرة المصريين لم تغيب تماما ، كما يعتقد بل كما أراد البعض …
لم تؤثر فيهم بشكل كامل كل عوامل التجريف ، فقد بقي فيهم ما يجعلهم يعرفون الحق ، الصدق والشرف …لا يزالوا يستطيعون تمييز الحقيقة من الزيف ..
لم تفلح شعارات الوطنية الزائفة و(الاونطة ) أن تجعلهم لا يميزون الرجل ..فقد عرفوه شريفا لا يتملق أحد ..
احبوه فعلا ، ربما لأنهم ألفوا وجود من يعمل مع الحاج في كل بيت ، يعرفون بيوت مفتوحة بفضل الله وعمل الرجل …
ولكني أظن أن الحب لا يكفي .. ربما رحيل الرجل قد يدفعنا للتفكير في حقيقة الرجل ..حقيقة نجاحه ، حقيقة بعده عن جوقة الطبالين ، حقيقة إيمانه …
ايمان بعيد عن التدين الصوري. بل هو ايمان بأن الله هو مصدر الرزق وهو وحده من يجب أن نخافه ونتقيه…
لا سلطة ولا خوف …
سأحدث اولادي عن الحاج …عن نجاحه .. إيمانه …عن عشقه للخير …لبلده …عن الوطنية الحقيقية بعيدا عن الاونطة ….سأطلب منهم أن يتذكروا كيف كان الرجل .
كيف يمكن أن تصنع حاضر ومستقبل ، يفخر به بلدك .. **احب ان اعتقد ، أن رحيل الرجل لا يجب أن يمر دون أن نعرف …نعرف كيف كان …
نعرف اننا يمكنا أن نكمل ما احبه …نكمله في مواقعنا ، في عملنا ، في عمل الخير، في قول الحق ، في مساعدة الغير ، في التعلم والتطور لتحقيق مشيئة الله ، في كيفية حب الوطن بالعمل له وليس لغيره …
أن نؤمن بربه كما آمن به واحب مخلوقاته …معجزاته علي الأرض ..
رحم الله الرجل …واعز الله المصريين ، فقد بدا أنهم لايزالوا يعرفون …يعرفون ويحبون ..
لو كانت الوطنية بالشعارات لما بقيت الأمم