بقلم/دكتورة حنان رمسيس
خبيرة اسواق المال
بريطانيا هي الدولة التي ابتكرت قاعدة الذهب في عام 1821. قبل ذلك، كانت الفضة هي المعدن النقدي الرئيسي على مستوى العالم. وبعد ذلك بنحو خمسين عاما،
في سبعينيات القرن التاسع عشر، تبنى ذلك النظام العديد من البلدان الأخرى، كفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها. وكان من بين أسباب انتشاره اكتشاف كميات هائلة من المعدن الأصفر في أمريكا الشمالية،
ما جعل ذلك المعدن النفيس متاحا بشكل كبير. وبموجب تلك القاعدة، كان يتم بيع وشراء كميات غير محدودة من الذهب
واستمر العمل بها حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914.
وقد شهدت تلك الحرب عودة إلى العملات الورقية التي لا يمكن تحويلها إلى الذهب، وفرضت غالبية البلدان قيودا على صادرات المعدن الأصفر. ورغم استعادة العمل بقاعدة الذهب لفترة وجيزة،
إلا أنها انهارت خلال ما يعرف بـ”الكساد العظيم” في ثلاثينيات القرن العشرين. وتمت استعادة قاعدة الذهب بشكل جزئي في بعض البلدان بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية،
ولكن بدأ نظام آخر هو نظام “التثبيت” يحل محلها بشكل تدريجي، حيث قررت الولايات المتحدة وضع سعر أدنى للذهب بالدولار تستخدمه البنوك المركزية الدولية في البيع والشراء.
وفي عام 1971، أدى انخفاض احتياطي الولايات المتحدة من الذهب وارتفاع العجز في ميزان مدفوعاتها إلى اتخاذها قرارا بإلغاء العمل بقاعدة الذهب. ومنذ ذلك الحين، أصبح النظام النقدي الدولي يعتمد على الدولار وغيره من العملات الورقية.
ومن مميزات نظام القاعدة الذهبية، وفقا لدائرة المعارف البريطانية، أنها تقلل من قدرات الحكومات أو البنوك في التسبب في تضخم الأسعار من خلال الإفراط في إصدار العملات الورقية،
كما أنها تخلق حالة من الاستقرار في التجارة الدولية من خلال توفير نمط ثابت لأسعار الصرف.
أما عيوبه فتشمل أنه لا يوفر المرونة الكافية فيما يتعلق بتوفير المال، لأن كميات الذهب حديثة التعدين ليست مرتبطة ارتباطا وثيقا باحتياجات الاقتصاد الدولي المتنامية إلى ما يعادلها من المال،
كما أن بعض الدول قد لا تتمكن من فصل اقتصادها عن حالة الكساد أو التضخم التي يمر بها العالم
يعد الذهب ادخارا جيدا للشركات والأفراد على حد سواء خلال الصراعات. ففي حال اضطر من يعيشون في مناطق الصراعات إلى الخروج منها، يتميز الذهب عن الكثير من العملات والسلع بغلاء ثمنه وسهولة حمله.
كما أنه يعتبر بمثابة عملة دولية يمكن بيعها في أي مكان من العالم بدون التعرض لخطر التذبذب الذي تواجهه العملات الورقية.
فضلا عن ذلك، يمثل الذهب أهمية كبيرة للدول في أوقات الحرب والنزاعات.
وقد تحدثت تقارير عن أن روسيا كدست كميات هائلة من الذهب في الأعوام الماضية لمساعدتها في تقليل الآثار الاقتصادية لأي عقوبات يفرضها عليها الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية
يعد استثمارا آمنا للشركات، ولكن عندما تكون أسعار الأسهم والسندات والعقارات منتعشة ومستقرة، يتحول المستثمرون من ملاذ الذهب الآمن إلى الاستثمار في أسهم تعطي عائدات مرتفعة – أسهم شركات وادي السيليكون في الولايات المتحدة،
أو شركات النفط في الخليج على سبيل المثال. فالذهب يحفظ الثروة ولكنه لا يزيدها كثيرا في حال كان الأداء الاقتصادي لبلد ما جيدا”.
كما يعتبر الذهب استثمارا آمنا وجيدا للأفراد والأسر في كثير من البلدان – في المنطقة العربية والهند عل سبيل المثال – حيث يكون له استخدام مزدوج: الزينة والادخار تحسبا للأوقات العصيبة