هناك حاجة إلى بذل جهود تعاونية للوصول إلى صافي صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050، والذي يعني موازنة غازات الاحتباس الحراري التي نبعثها في الغلاف الجوي، وبموجب اتفاقية باريس لعام 2015،
تعهدت 197 دولة بالحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة “أقل بكثير” من 1.5 درجة مئوية لتجنب العواقب الوخيمة لتغير المناخ، مما يعني الحفاظ على الغلاف الجوي للكوكب من خلال انخفاضًا بنسبة 50٪ في انبعاثات الكربون العالمية كل عقد من الزمن
وفي ذات السياق فيما يتعلق بالتقدم الإقليمي على صافي الصفر، هناك العديد من التطورات، حيث تعهدت المملكة العربية السعودية وقطر بخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 25 ٪ بحلول عام 2050، ومصر أيضًا لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030.
وعلي الصعيد العالمي يجمع تحالف Net-Zero Banking Alliance (NZBA) مجموعة عالمية من البنوك الملتزمة بمواءمة محافظ الإقراض والاستثمار مع صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، ويقر التحالف بالدور الحيوي للبنوك في دعم التحول العالمي للاقتصاد الاخضر والذي يصل إلى انبعاثات صفرية، ويعزز ويسرع ويدعم تنفيذ استراتيجيات إزالة الكربون الجمع بين المسئولية البيئية و العمل على التنفيذ في المدى القريب، حيث يؤدي هذا الالتزام الي طموح البنوك بوضع أهدافًا وسيطة لعام 2030 باستخدام المعايير والأدوات التي تستند إلى العلم.
وتأسيسا على ما سبق فستكون هناك حاجة إلى استثمارات ضخمة لتحقيق أهداف صافي صفر انبعاثات في كلا من القطاعات الاقتصادية، ويمثل القطاع المصرفي نقطة التقاطع الرئيسية لتلك الاستثمارات. هذا وقت بدأت بعض البنوك المصرية في اتخاذ خطوات على المسار الجديد لصافي الصفر.
وهنا تظهر أهمية هذه الفرصة لمصر لجذب الاستثمارات والسياحة وإطلاع العالم على ما تمتاز به من مقومات على أرض الواقع في مجال الطاقة، حيث تعد قضية التغيرات المناخية مرتبطة ارتباطًا وثيقا بمزيج الطاقة ومصادرها، وفي هذه القضية فإن مصر لديها ميزة تنافسية كبرى، ويرجع ذلك الي اعتمادها على الغاز الطبيعي والذي يُعد وقودًا انتقاليًا أقل وطأة على المناخ.
أن استضافة مصر قمة المناخ COP 27 خطوة عظيمة للدولة المصرية لعدة أسباب: –
أولًا: مصر سوق تمثل أفريقيا والشرق الأوسط والأسواق الناشئة في هذا المحفل الدولي المهم الذي يجتذب أنظار
العالم أجمع.
ثانيًا: فرصة قوية لجذب الاستثمارات والسياحة، ومعرفة حقيقة للعالم على ارض الواقع لما تمتاز به مصر من مقومات
في مجال الطاقة من بنية تحتية متكاملة وغيرة.
ثالثا: الفرص والآليات والاقتصاديات تتغير، ولا بد من التطور معها، مما يوضح بلا شك اننا امام فرصة ذهبية
لمواكبة التطورات العالمية من تكنولوجيا واستثمارات جديدة وتطوير في البيئة التشريعية لجذب المستثمرين،
كما نحتاج إلى تدريب قيادات جديدة، ووجود صفوف قيادة.
رابعا: فرصة تاريخية حيث انه سيحضر جميع الخبراء من الشركات الأجنبية، ويجب الاستفادة منها من خلال
الإطلاع على آخر المستجدات العالمية في هذا القطاع.
خامسا: إن نجاح هذا المؤتمر سيكون له أثر فعال لزيادة الحركة السياحية إلى مصر، وتأتي تجربة التحول إلى “Green Sharm”
سوف يجعلها أيقونة للمدن السياحية العالمية ووجهة للاستثمار بتطبيق معايير الاستدامة البيئية
بقلم / دكتور هانى حافظ
الخبير المصرفى