بقلم/دكتورة حنان رمسيس
خبيرة اسواق المال
عقود آجلة (Forward Contracts): اتفاق بين طرفين لبيع أصل ما أو شرائه بقيمة محددة في تاريخ مستقبلي، وذلك بهدف التقليل من مخاطر تقلب الأسعار التي يمكن أن تطال سعر الأصل المتفق عليه.
شرح العقود الآجلة
في هذا النوع من العقود، يعد الطرف المشتري هو الدائن، بينما يكون الطرف البائع هو المدين، وفي حال ارتفع سعر الأصل الأساسي، فإن ذلك سيصب في مصلحة الدائن، أما إذا انخفض سعر الأصل الأساسي، فإن المدين هو من سيستفيد.
لا تُداول هذه العقود في بورصة مركزية وإنما تعد أدوات خارج البورصة، ويمكن تصميمها لتناسب سلعة ومبلغ وتاريخ تسليم مخصص، ونظراً لاحتمال تعرضها لمخاطر التخلف عن السداد
وعدم وجود غرفة مقاصة مركزية ، فإن العقود الآجلة ليست متاحة بسهولة لمستثمري التجزئة مثل العقود الآجلة.
نشأة العقود الآجلة
يمكن إرجاع العقود الآجلة إلى العصر اليوناني والروماني، إذ أنه نظراً لصعوبات النقل والاتصالات، كانت التجارة القائمة على العينات شائعة وكان نوع التعاقد الآجل ضرورياً،
وخلال القرن السادس عشر زادت سيولة الأسواق الآجلة على نحو كبير من خلال ظهور بورصة “أنتويرب”(Antwerp)، لتتطور بحلول منتصف القرن السابع عشر،
إذ تميزت بورصة أمستردام بالعقود الآجلة وعقود الخيار للسلع، مثل القمح، والأسهم الأجنبية.
عادة ما تعود بداية التجارة في العقود الآجلة إلى منتصف القرن التاسع عشر في شيكاغو، حيث أبرم مجلس شيكاغو للتجارة (Chicago Board of Trade) الذي تأسس عام 1848 أول “عقد زمني” في عام 1851، لتُقدّم العقود الآجلة الموحدة عام 1865.
مؤشرات العقود الآجلة
يتألف المؤشر الواحد من عدة أسهم تعود لمجموعة من الشركات، ما يعني عدم إمكانية تداولها إذ لايمكن نقل الملكية إلى حصة شركة معينة وحدها دون أسهم الشركات الأخرى، ومن أهم مؤشرات العقود الآجلة:
مؤشر رويترز: ويعرف أيضاً بالاختصار “سي آر بي” (CRB)، وهو مؤشر عالمي رائد للعقود الآجلة للسلع، أُسس عام 1957، ويتكون من 19 سلعة.
مؤشر داو جونز: ثاني أقدم مؤشر في سوق التداول الأميركي، ويجري تداولها في أماكن متعددة، ويُحتسب لثلاثين شركة تجارية مقرها الولايات المتحدة الأميركية.
مؤشر ناساداك 100: يرتبط بمنتجات السلع الآجلة المتداولة ضمن العقود الآجلة والتي تتبع لمائة شركة غير مالية مدرجة في بورصة ناساداك.
مؤشر ستاندارد آند بورز 500: ثاني أكبر مؤشر للأسهم والعقود الآجلة في سوق التداول الأميركي، ويركز على العقود الآجلة للأسهم الكبيرة في الشركات الأميركية، ويتكون من أسهم أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة الأميركية.
مؤشر راسل 2000: يعد مؤشر أداء مستقبلي للأسهم الصغيرة والمتوسطة، وسوقاً كبيراً للعقود الآجلة إذ ينطوي على عدد كبير من الخيارات المختلفة.
الفرق بين العقود الآجلة والعقود المستقبلية
هناك فروق عدة بين العقود الآجلة والعقود المستقبلية، من أهمها:
ترتبط العقود الآجلة بأطراف محددة وتُصاغ شروط هذه العقود بطريقة تناسب هذه الأطراف، وذلك على عكس العقود المستقبلية إذ لا يوجد أطراف محددة ولا شروط خاصة بالأطراف.
لا توضع العقود الآجلة حيز التنفيذ في سوق مالية منظمة (أو رسمية) كما لا تكون متداولة، على عكس العقود المستقبلية التي تُتداول في البورصة، لذلك تعتبر عقوداً منظمة.
نتيجة لعدم تداول العقود الآجلة في سوق مالية منظمة، يترتب على الأطراف تحمل التكاليف الإضافية المتعلقة بالعناية الواجبة وصياغة العقود،
ما يجعل العقود الآجلة أعلى تكلفة من العقود المستقبلية التي يدفع فيها الأطراف الحد الأدنى من الرسوم للأسواق المالية.
لا يمكن تسوية العقود الآجلة قبل تاريخ الاستحقاق، على عكس العقود المستقبلية التي يمكن إنهاؤها قبل موعد استحقاقها، وذلك بسبب تسويتها يومياً وتحديث أسعارها يومياً حسب اتجاهات السوق.
تعد مخاطر العقود الآجلة أعلى من مخاطر العقود المستقبلية بسبب عدم وجود أي وسيط بين أطراف العقود الآجلة