أكد الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، أن تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050 يتطلب تسريع الجهود في ثلاثة محاور رئيسية: نزع الكربون عبر زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، تحسين كفاءة استخدام الطاقة، والاستفادة من الأدوات الحديثة والمبتكرة لتعزيز نزع الكربون مثل أسواق الكربون والاستثمارات في الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة.
الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري
جاءت تصريحات محيي الدين أثناء كلمته كمتحدث رئيسي في افتتاح النسخة السنوية الأولى لمؤتمر “Chapter Zero Egypt” تحت عنوان “الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري”. خلال كلمته، تناول مسارات التحول نحو اقتصادات خالية من الكربون وشرح أهم التطورات العالمية في السباق نحو تقليل الانبعاثات. كما تحدث عن آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) التي أقرها الاتحاد الأوروبي، والتي تشكل تحديًا كبيرًا للصناعات في الدول النامية، حيث تجبر هذه الدول على تبني أساليب نزع الكربون أو شراء أرصدة كربونية لتجنب تكاليف نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي (ETS) إذا أرادت الاستمرار في تصدير منتجاتها.
رغم هذه التحديات، أشار محيي الدين إلى أن هذه الآلية يمكن أن تكون فرصة لإنشاء أسواق كربون محلية ذات مصداقية عالية تتماشى مع القوانين الأوروبية، مما يتيح تحقيق أسعار تنافسية للانبعاثات الكربونية مقارنة بما يفرضه نظام الاتحاد الأوروبي. وأشاد في هذا السياق بجهود هيئة الرقابة المالية المصرية ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية في تأسيس أول سوق طوعي للكربون في مصر، معتبراً أن هذه المبادرة ستسهم في تحقيق توافق مع آلية تعديل حدود الكربون الأوروبية وفتح المجال لإنشاء أسواق مشابهة في مصر والمنطقة.
وأشار محيي الدين كذلك إلى المرحلة المقبلة من المساهمات المحددة وطنيًا وخريطة الطريق الجديدة لتمويل المناخ، واللتين تهدفان إلى التزام الحكومات بأهداف المناخ وتقديم الدعم اللازم من الدول المتقدمة للأسواق الناشئة، وذلك عبر تعزيز حجم وجودة التمويل المطلوب لتسريع العمل في قضايا المناخ.
وفي ختام كلمته، شدد محيي الدين على أهمية دور تحالف جلاسجو المالي لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري (GFANZ) في تطوير مشروعات مناخية قابلة للاستثمار والتنفيذ على المستويات الإقليمية والمحلية.
كما أشار إلى المنصات الإقليمية لمشروعات المناخ (RPCP) والمبادرة الوطنية المصرية للمشروعات الخضراء الذكية (NISGP) كأدوات لربط العرض والطلب في مشروعات المناخ وتعزيز القدرات الإقليمية.