عقد السيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، مؤتمراً صحفياً عالمياً على هامش مشاركته في معرض FITUR 2025 بالعاصمة الإسبانية مدريد، في إطار زيارته الرسمية الحالية. شهد المؤتمر حضور عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام من إسبانيا وأمريكا اللاتينية والأسواق الدولية الأخرى، إلى جانب مشاركة قيادات بارزة من الوزارة والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي.
استهل الوزير المؤتمر بعرض تقديمي تناول فيه المقومات الفريدة التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري، مشيراً إلى التنوع الكبير الذي يميز مصر كوجهة سياحية تعمل على مدار العام، بما يجعلها واحدة من أكثر الوجهات تنوعاً على مستوى العالم. كما أوضح أن استراتيجية الوزارة الحالية تهدف إلى إبراز هذا التنوع والترويج له بما يحقق رؤية مصر السياحية.
تناول الوزير الأنماط السياحية المختلفة التي تقدمها مصر لزوارها، بما في ذلك السياحة الثقافية والشاطئية والصحراوية والدينية والاستشفائية والمغامرات، مشيراً إلى التجارب المميزة التي يمكن أن يعيشها السائح خلال زيارته. كما سلط الضوء على أهم الوجهات السياحية، منها المتحف المصري الكبير، الذي يشهد حالياً تشغيلًا تجريبياً، ومنطقة أهرامات الجيزة التي تشهد مشروع تطوير خدمات سيتم افتتاحه قريباً. وأشار أيضاً إلى مدينتي الأقصر وأسوان، الغوص في البحر الأحمر، التخييم في الصحراء البيضاء، وزيارة الساحل الشمالي ومدينة العلمين الجديدة، التي استقطبت خلال الموسم الصيفي الماضي زواراً من 106 جنسيات مختلفة.
تحدث الوزير عن الأداء السياحي لمصر خلال عام 2024، حيث أشار إلى استقبال 15.75 مليون سائح، بزيادة بلغت 6% مقارنة بعام 2023، مما يعكس الثقة في الأمن والاستقرار الذي تتمتع به مصر كوجهة سياحية. كما استعرض أبرز الأسواق السياحية المصدرة للسياحة إلى مصر.
وأشار الوزير إلى الجهود المبذولة لتحقيق الاستدامة في القطاع السياحي، موضحاً أن نسبة كبيرة من المنشآت الفندقية ومراكز الغوص في مصر تطبق معايير الممارسات الخضراء. وأكد على أهمية التوسع في تطوير البنية التحتية للقطاع، مشيراً إلى إضافة 15 فندقاً عائماً جديداً خلال العام الماضي.
وفي حديثه عن المتحف المصري الكبير، أوضح الوزير أن المتحف يعد من أهم المشروعات القومية، حيث يُعتبر صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً متكاملاً وأكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية القديمة. وأكد أن المتحف، عند افتتاحه بالكامل، سيضم المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون لأول مرة، بالإضافة إلى متحف مراكب خوفو والعديد من القطع الأثرية التي تعكس عراقة الحضارة المصرية.
كما استعرض الوزير الجهود المبذولة لتحسين الخدمات السياحية، لا سيما في المتاحف والمواقع الأثرية، مشيراً إلى مشروع تطوير الخدمات في منطقة أهرامات الجيزة، الذي سيُفتتح قريباً. ورداً على استفسارات الصحفيين، أوضح الوزير أن الوزارة تدرس حالياً تنظيم رحلات طيران شارتر بين مصر وأسواق أمريكا اللاتينية، وأكد أن موعد افتتاح المتحف المصري الكبير سيتم الإعلان عنه قريباً.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات معرض FITUR 2025 تستمر حتى 26 يناير الجاري، وتشارك فيه الوزارة من خلال جناح مميز بمساحة 430 متر مربع، يضم ممثلين عن القطاع السياحي المصري الخاص، وشركات سياحة وفنادق، بالإضافة إلى شركات طيران، مما يعكس تنوع وتميز الجناح المصري في المعرض.