تسعى الدولة إلى تحسين حركة السياحة وزيادة إيراداتها بطرق متعددة، منها عقد واستضافة المعارض المتنوعة التي تهتم بالتراث والحرف اليدوية.
وفي هذا الإطار، ينطلق هذا الشهر معرض “تراثنا” للحرف اليدوية والتراثية. يتم تنظيم هذا المعرض بالشراكة مع الوزارات والبنوك والشركات والجامعات والمؤسسات المحلية والعالمية، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية والأجنبية المشاركة.
ويخصص المعرض هذا العام أجنحة لثماني دول تقديرًا لجهودها وإسهاماتها في مجال ريادة الأعمال، وتوليد فرص عمل للشباب، وإعادة إحياء التراث. ومن بين هذه الدول: الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وتونس، والجزائر، والهند، وباكستان.
يهدف المعرض إلى تعزيز التعاون الدولي على المستويات التجارية والثقافية والدبلوماسية والحضارية، تمهيدًا لتبادل الثقافات والخبرات. ويُعد هذا المعرض وسيلة فعّالة لجذب السياح، مما يخدم هذا القطاع الحيوي المساهم في التنمية الاقتصادية للدولة المصرية.
إلى جانب ذلك، يُعد معرض “تراثنا” فرصة ذهبية لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة تلك المرتبطة بالحرف اليدوية التي تُعتبر جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية المصرية. يُساهم المعرض في تمكين الحرفيين ورواد الأعمال من تسويق منتجاتهم بشكل أوسع، مما يفتح آفاقًا جديدة للتصدير، ويُعزز من قدرة هذه الصناعات على المنافسة في الأسواق المحلية والدولية.
وتحرص الجهات المنظمة على استقطاب زوار المعرض من مختلف دول العالم، للتعرف على جودة المنتجات التراثية المصرية التي تعكس المهارة والإبداع. كما يشهد المعرض هذا العام عروضًا تفاعلية وفعاليات ثقافية تركز على إبراز القيمة الحضارية والفنية للتراث المصري، بما يساهم في جذب المزيد من الاهتمام العالمي للسياحة الثقافية.
بالإضافة إلى ذلك، يقدم معرض “تراثنا” مساحة للتواصل والتعاون بين الشركات والمؤسسات المصرية والدولية، بما يتيح الفرصة لتوقيع شراكات تجارية واتفاقيات تعاون جديدة تُعزز من مكانة مصر على خريطة التجارة العالمية. وتُقام ورش عمل متخصصة لتطوير مهارات الحرفيين، وإدخال التكنولوجيا الحديثة في الصناعات اليدوية، بما يضمن الحفاظ على هذا الإرث الثقافي للأجيال القادمة.
تسعى الدولة من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030، حيث تُركز على تمكين المرأة والشباب من خلال تشجيعهم على الدخول في مجالات ريادة الأعمال المرتبطة بالتراث والحرف اليدوية. ويُساهم المعرض في تعزيز الاقتصاد الإبداعي، الذي يُعد ركيزة هامة لتنمية القطاعات الإنتاجية غير التقليدية.
مع كل هذه الجهود، يُعد معرض “تراثنا” نموذجًا يُحتذى به في استثمار التراث الثقافي لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وترسيخ صورة مصر كدولة تجمع بين الأصالة والابتكار.
بقلم/حنان رمسيس
خبيرة أسواق المال