موضوع خطبة الجمعة 5 أبريل 2024.. تعتبر ليلة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، من الليالي المباركة التي يفضل الدعاء فيها بكل ما يتمناه الإنسان، وفضل يوم الجمعة في شهر رمضان يتجلى بشكل خاص، حيث يُعَظَّم هذا اليوم في الإسلام وتتضاعف الأعمال الصالحة فيه، وخطبة الجمعة الأخيرة من رمضان لها خصوصية عند المسلمين، خاصة أنها تأتي في نهاية شهر الصيام الذي يعد من أفضل الشهور عند المسلمين.
موضوع خطبة الجمعة 5 أبريل 2024
في خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان يحضر المسلمون للصلاة وتكثر فيها الدعوات والصدقات وقراءة القرآن، وفي شهر رمضان، يُزيد فضل يوم الجمعة من بركة هذا الشهر المبارك، إذ يتضاعف فيه أجر الطاعات والصدقات، ويُرفع فيه الدعاء بالقبول والمغفرة، بما يجعله فرصة ذهبية لتحصيل الأجر العظيم والتقرب إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة.
وزير الأوقاف يعلن خطبة الجمعة
وأعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان عنوانها «صدقة الفطر وحق الله في المال»، ونص الخطبة ما يلي: «إنَّ مِن أعظمِ نفحاتِ أُمةِ مُحمدٍ ﷺ على الإطلاقِ ليلةَ القدرِ»، وهذه هبةٌ ربانيةٌ لا تكونُ إلّا للأمةِ المحمديةِ، أُمةِ العملِ القليلِ والأجرِ الكبيرِ والفضلِ العظيمِ، فلتحمدْ اللهَ أنْ جعلَكَ مِن أمةِ الحبيبِ مُحمدٍ ﷺ، نكثرُ مِن الدعاءِ في هذه الليلةِ، فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي:«اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي». (الترمذي وحسنه).
وإنَّ ليلةَ القدرِ دعوةٌ لكلِّ المتخاصمينَ والمتشاحنينَ والمتحاسدينَ والمتباغضينَ أنْ يصطلحُوا حتى تتنزلَ المغفرةُ والبركاتُ والرحماتُ؛ لأنَّ البغضاءَ والشحناءَ سببٌ في رفعِ الرحماتِ، فعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، «إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ» صحيح البخاري.
وتضمنت خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان زكاة الفطر فقد شرعَ الإسلامُ صدقةَ الفطرِ لمصلحةِ الغنيِّ والفقيرِ على السواءِ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ». أبو داود وابن ماجة.
فهي طهارةٌ للصائمِ مِمَّا اجترحَهُ في صيامِهِ مِن لغوٍ ورفثٍ وإثمٍ، فعن وكيعِ بنِ الجراحِ قال: «زكاةُ الفطرِ لشهرِ رمضانَ كسجدتَيِ السهوِ للصلاةِ، تجبرُ نقصانَ الصومِ كما يجبرُ السجودُ نقصانَ الصلاةِ»، كمَا أنَّهَا طعمةٌ للمساكينِ بإدخالِ الفرحِ والسرورِ عليهم، ومواساةُ الأغنياءِ للفقراءِ، فإذا أعطوهُم شيئًا مِن أموالِهِم اغتنُوا في ذلك اليومِ عن الاشتغالِ بطلبِ قوتِهِم، وترفعُوا عن مذلةِ السؤالِ في يومٍ يُحبُّ كلُّ الناسِ فيه التظاهرَ بالغنَي، ويشاركونَهُم في الأفراحِ المباحةِ.
وزكاةُ الفطرِ تجبُ على المسلمِ المالكِ لمقدارِ صاعٍ يزيدُ عن قوتِه وقوتِ عيالِه يومًا وليلةً، فهي واجبةٌ على كلِّ فردٍ مِن المسلمين، صغيرٍ أو كبيرٍ، ذكرٍ أو أنثَى، حُرٍّ أو عبدٍ، صامَ أم لم يصمْ لعذرٍ أو مرضٍ، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «فرَض رسولُ اللهِ ﷺ زكاةَ الفِطرِ، صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ، على العبدِ والحرِّ، والذكرِ والأنثى، والصغيرِ والكبيرِ، مِن المسلمينَ» البخاري.
ومقدارُ زكاةِ الفطرِ صاعٌ مِن القمحِ، أو الشعيرِ، أو التمرِ، أو الزبيبِ، أو الأقطِ، أو الأرزِ، أو الذرةِ أو العدسِ أو اللوبيا أو الفاصوليا أو نحو ذلك مِمَّا يُعتبرُ قوتًا، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «كُنَّا نُخْرِجُ إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ » (متفق عليه).