السؤال الذى حيًّرنى دائما.. هل للحب عمر افتراضى وهل الحب يموت؟ وهل هناك وجود للحب الحقيقى الذى لا يموت؟
ومع هذا وجهت لى هذه الاسئلة إحدى الشابات أحبت مرتين ثم تخلت عمن تحب، لأنها اكتشفت أنه غير مناسب لها بعد سنة حباً.
العلماء قالوا إن العمر الافتراضى للحب هو ثلاث سنوات بعد دراسة على كيمياء المخ وجدوا أن هذه الكيمياء تولد شحنات حب وطاقة ثلاث سنوات فقط.
ومع احترامى لذلك فإن هناك أسباب حقيقية واقعية تؤدى إلى ذلك منها الملل وعدم التوافق وعدم التواصل وعدم الانجذاب الجسدى وهى تكون علامات على انتهاء الحب.. طيب حضرتك هو وهى مع أى الرأيين أنا شخصيا مع نظرية أن الحب لا يموت ربما لأننى مؤمنة بأن الحب أيقونة الحياة وأكسير الحياة حتى بعد وفاة الحبيب لا تستطيع المرأة أن تنساه.. وهى تجربة شخصية عشتها مع زوجى الراحل الله يرحمه.
أحب إلى الآن مشاهدة الأفلام الأمريكية وخصوصا إذا كانت رومانسية.. ولعل آخر الأفلام التى شهدتها LTTERSTO JOLIETO «رسائل لجولييت» والفيلم واضح مأخوذ من قصة وليام شكسبير عن روميو وجولييت.. وبطلة الفيلم هى شابة أمريكية تدعى كلير تخلت عن حبها لورينزو منذ خمسين عاما حيث كانت طالبة فى مدينة فيرونا بإيطاليا.. وبطلة الفيلم هى صوفى شابة أمريكية تسافر لمدينة فيرونا التى حدثت فيها قصة الحب الاسطورية روميو وجولييت وصوفى فتاة تحلم بأن تكون كاتبة تسافر لإيطاليا وتعثر على خطاب قديم لم يصل للمرسل إليه فتقرر توصيله بنفسها.. تبدأ صوفى فى السعى للوصول إلى العشيقين التى تشير لهما الرسالة.
تبدأ البحث وتصل ـ بعد محاولات ـ إلى العجوز فى السبعين وحفيدها وكانت تشرح لصوفى حكاية حبهما وتحكى لحظات العشق عندما تلتقى حبيبها كيف جلسا تحت الأشجار يتحدثان ثم المطر الذى يولد مشاعر الرومانسية.. كانت تشعر بقدوم حبيبها من رائحة حفيدة التى تشبه رائحة الأرض إلى حد كبير فتعرف أنه على وصول مع صوفي، شاهدت رجلا وابنه الصغير الشاب وعرفت أن هذا هو حبيبها الضائع وحفيدة.. تخاف ألا يتذكرها فتقول له آسفة لأننى تأخرت خمسين عاما.. يرد عندما نتحدث عن الحب لا يكون هناك تأخير على الإطلاق.
أما نهاية الفيلم فيتم تصوير حفل زفاف كلير وحبيبها لورينزو وتظهر بالفستان الأبيض كطائر يطير فى السماء فالفيلم يصور نهاية رائعة ترافقها مشاعر الحب مع موسيقى هادئة ناعمة هذا الفيلم يؤكد أن الحب لا يموت مهما مرت السنون طالما أنه حب حقيقى حتى لو مرت عليه خمسون عاما.
لا أعتقد عندما أتحدث عن الرومانسية والحب سيفهم القارئ ماذا أقصد.. ولكن نسمة تفاؤل وحب قد تغير من احساسك بالحياة فى زمن نعيش فيه الحروب من حولنا والأزمات الاقتصادية وموت الأطفال لنقص الغذاء فى أفريقيا أو الدول التى تنسى كل من حولها وتبحث عن أرض غيرها. أو جرائم العنف التى زادت بشكل محير.
الحب هو الحقيقة الوحيدة فى الحياة فإذا أحببت من حولك وحاولت التغاضى عن اخطائهم والبحث عن بداية جديدة تملأ قلبك بالحب وقد تنسى الكراهية والحقد أو اختلاق المشاكل والمؤامرات والبحث عن المال الذى أصبح هدفا للحياة.
بقلم /ناهد المنشاوي
الكاتبة الصحفية