أعلن الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن تضاعف استثمارات بناء القدرات الرقمية في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أكثر من 25 ضعفاً خلال الخمس سنوات الماضية، فضلا عن زيادة أعداد المتدربين أكثر من 55 ضعفا ليصل إلى قرابة 250 ألف متدرب خلال العام المالى الحالي ومستهدف مضاعفته بإطلاق برامج جديدة تستهدف النشء من طلاب المدارس فى جميع أنحاء الجمهورية.
وأضاف الوزير ـ خلال كلمته الافتتاحية في المنتدى الدولي لمنظمي الاتصالات المنعقد حاليا في شرم الشيخ ـ أن الوزارة تؤسس حاليا مراكز للإبداع الرقمى فى كل محافظات الجمهورية توفر خدمات احتضان الشركات الناشئة بالشراكة مع حاضنات أعمال من القطاع الخاص، وتوفر مساحات للعمل بخدمات إنترنت فائق السرعة للمهنيين المستقلين.
وقال إنه تم إطلاق ثمانية مراكز في ثمان محافظات خلال عام 2022 وخلال عام 2023 سنطلق ثلاثة عشر مركزاً جديدا ، فضلا عن الاستمرار في تنفيذ خطة الوزارة ليبلغ عدد مراكز إبداع مصر الرقمية ثلاثين مركزاً تغطي كل أنحاء البلاد.
وأشار إلى أنه تم إطلاق معمل الابتكار الحكومي لدعوة الشركات الناشئة لتطوير تطبيقات حكومية تسرّع من تبني الحكومة لحلول مبتكرة لخدمة الجمهور، مؤكدا الحرص على التمكين الرقمي والدمج المجتمعي لأبناء مصر من ذوى القدرات الخاصة حيث تم إقامة الأكاديمية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة في عام 2018 لتكون مركزاً للتدريب وحاضنة للشركات الناشئة العاملة فى مجال التكنولوجيات المساعدة.
واستعرض بعض تجارب مصر نحو بناء مجتمع رقمي مستدام، قائم على أسس الشمول الاجتماعى وتكافؤ الفرص ، مجتمع “مصر الرقمية” الذى يتمحور حول الإنسان كمواطن، له الحق فى التمتع بخدمات حكومية مبسطة ومحوكمة؛ وكمستخدم، له الحق فى النفاذ لبنية تحتية معلوماتية كفء لتلقى كافة أنواع المعارف وأطياف العلم؛ وكساعٍ لفرصة عمل، له الحق فى تغيير مساره العملي أو تعلم ما يمكّنه من اتخاذ التكنولوجيا داعماً لعمله؛ وكمبدع قادر على إنتاج فكرة له الحق أن يكتسب قدرة تحويل فكرته لتطبيق تكنولوجى يحقق قيمة مضافة للمجتمع والاقتصاد القومي لمصر.
وأوضح أن استراتيجية مصر الرقمية على ثلاثة ركائز أساسية دفع عجلة التحول الرقمى فى كافة قطاعات الدولة، وصقل المهارات الرقمية بما يعزز من قدرة شبابنا على الالتحاق بوظائف فى ظل اقتصاد المعرفة، ورعاية الإبداع الرقمي ، وتلك الركائز بدورها تستند على ممكنين رئيسيين: الاستثمار فى تحسين كفاءة البنية التحتية المعلوماتية وانتشارها فى مصر، وبناء سياج تشريعى مُنظم للقطاع وجاذب للاستثمارات.
ولفت إلى أن تسهم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باستثمارات هائلة لتطوير البنية التحتية التكنولوجية فى كافة القرى المصرية من خلال المشروع القومى الطموح “حياة كريمة” لتكون حياة كريمة رقمية ، حيث تم تمويل مشروعات مد كابلات الألياف الضوئية والتشارك مع مشغلي المحمول فى كلفة بناء محطات المحمول فى أكثر من 4 آلاف قرية بواقع 9 مليون وحدة سكنية خلال الثلاث سنوات القادمة.
وأشار أإلى أن استثمارات الوزارة في البنية التحتية في قرى حياة كريمة تتزامن مع استثماراتها في بناء قدرات أهلنا القاطنين فيها من خلال برامج تمكنت من محو الأمية الرقمية لدى 70 ألف مواطن فى الريف المصرى ضمن المرحلة الأولى من مشروع حياة كريمة بعشرين محافظة ، ويشمل الإجمالى 38 ألف سيدة أى بنسبة 56% ، مؤكدا أن هذه الإحصائية ليست مصادفة، بل تعكس التزاماً راسخاً بتمكين المرأة رقمياً بما ينعكس أيضاً على تمكينها اقتصادياً واجتماعياً والحرص على مشاركة المرأة فى إحداث أثر فى محيط مجتمعها ، مشيرا إلى مشاركة حوالى 90 رائدة معرفة ومكلفة وواعظة بالإضافة إلى 425 ميسرة من المجلس القومى للمرأة لتنفيذ مبادرة “حياة كريمة رقمية” بعد أن حصلوا على تدريب يؤهلهم لذلك.
وأضاف أنه فيما يخص مشروعات التحول الرقمي القطاعية لتبسيط الإجراءات وزيادة كفاءة منظومات العمل الحكومية وآليات تقديم خدمات المواطنين، أقامت الوزارة مشروعات تبرز دور التكنولوجيا المحورى فى تصحيح التفاوتات فى النفاذ للخدمات الصحية والتعليمية حيث تم تأسيس 300 وحدة صحية بها أجهزة التشخيص عن بعد بالتعاون مع وزارة الصحة لتوسيع نطاق الرعاية الصحية للقرى والمناطق النائية التى تعانى من ندرة فى أعداد الأطباء المتخصصين.
واستعرض الجهود نحو بناء مستقبل رقمي مستدام لأبناء مصر يكرس هدف بناء مصر الرقمية ويبلوره، مشيرا إلى المؤشرات التي تعكس المردود الملموس لها، حيث تقدمت مصر فى مؤشر جاهزية الحكومة للتحول الرقمى الصادر عن البنك الدولى من التصنيف (ج) فى عام 2018 إلى (ب) فى 2020، صعوداً إلى التصنيف (أ) فى عام 2022. كذلك أثمرت جهود بناء القدرات الرقمية ونشر ثقافة العمل عن بعد والعمل الحر عن تطور عدد المهنيين المستقلين كنسبةٍ من السكان مما أدى إلى صعود مركز مصر من السادس عالمياً إلى الرابع ما بين عامى 2019 و 2022.
وأضاف أنه في عام 2021 أصدرت مؤسسة رولاند برجر مؤشر الشمول الرقمي ، والذى صنف مصر كثالث أسرع دولة نمواً فى تحقيق الشمول الرقمي ، موضحا أن الاستثمارات في شبكة الألياف الضوئية وتحسين تجربة المستخدمين أدت إلى احتفاظ مصر بالمركز الأول لأسرع إنترنت فى أفريقيا منذ عام 2021 صعوداً من المركز الأربعين فى عام 2018.
جدير بالذكر أنه انطلق اليوم فعاليات المنتدى العالمي لمنظمي الاتصالات (GSR) التابع للاتحاد الدولى للاتصالات والذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بمدينة شرم الشيخ تحت عنوان “التنظيم من أجل مستقبل رقمى مستدام”؛ وذلك بمشاركة واسعة تصل إلى أكثر من 100 دولة حول العالم.
وشارك في الافتتاح دورين بوجدان مارتن الأمين العام للاتحاد الدولى للاتصالات، وعدد من وزراء الاتصالات، ورؤساء الوفود المشاركة ونخبة من قادة ورؤساء أجهزة وهيئات تنظيم الاتصالات من مختلف دول العالم وكبير من الخبراء المتخصصين، ومجموعة من أبرز صانعى القرارات فى هذا المجال، بالإضافة إلى ممثلى الشركات المحلية والعالمية.
ويناقش المنتدى عددا من الموضوعات التنظيمية المتعلقة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم؛ فضلا عن تبادل الآراء والخبرات بشأن القضايا والمستجدات التنظيمية الخاصة بقاع الاتصالات العالمى ودراسة أفضل الممارسات التنظيمية المطبقة على المستوى الدولى.
ويعد المنتدى العالمى لمنظمى الاتصالات هو المحفل العالمى السنوى الذى يجمع بين منظمى الاتصالات لتبادل آرائهم وخبراتهم بشأن أكثر قضايا التنظيم إلحاحًا، ويستهدف تعزيز إقامة حوار عالمى حيوى بين منظمى الاتصالات ودوائر صناعة الاتصالات والمنظمين وواضعى السياسة وقادة الصناعة وغيرهم من أصحاب المصلحة الرئيسيين فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.