التقى اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، مع المهندس عبد الرحمن هشام العصفور، الأمين العام لمنظمة المدن العربية، والمهندس أحمد حجي، مدير مكتب الأمين العام، بحضور الدكتور هشام الهلباوي، مساعد وزير التنمية المحلية للمشروعات القومية، والسفير محمد حجازي، مستشار الوزير للتعاون الدولي.
في بداية اللقاء، رحب وزير التنمية المحلية بوفد منظمة المدن العربية في العاصمة الإدارية الجديدة، التي تعتبر نموذجاً رائداً لمدن الجيل الرابع في جمهورية مصر العربية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتعكس تحول سياسات الحكومة المصرية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي نحو المدن الذكية من خلال توفير بنية تحتية ذكية مؤمنة باستثمارات عالية وقواعد بيانات معلوماتية ومكانية.
إنشاء المدن الذكية
قال اللواء هشام آمنة إن مصر شهدت منذ تولي الرئيس السيسي نهضة عمرانية غير مسبوقة عبر إنشاء عدد كبير من المدن الذكية الجديدة وحل مشاكل المدن القديمة والقضاء على مشكلة العشوائيات. وأشار إلى أن المدن المصرية كانت تواجه تحديات غير مسبوقة قبل عام 2014، تتطلب حلولاً مرنة وفعالة، من بينها غياب التوازن في النمو الاقتصادي والعمراني بين المدن القائمة والمدن الجديدة، فضلاً عن تحديات ملحة مثل الزيادة السكانية والهجرة غير الشرعية والتغيرات المناخية والبيئية.
وأضاف وزير التنمية المحلية أن الحكومة المصرية سعت إلى وضع سياسات وتنفيذ برامج تنموية تستهدف تقليص الفجوات الجغرافية ومعالجة التفاوتات الاجتماعية والديموغرافية في توزيع الموارد، وتحقيق الاندماج الاجتماعي مثل إنشاء المدن الجديدة وتطوير المناطق الحضرية القائمة لتطبيق أبعاد الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح اللواء هشام آمنة أن من أهم البرامج التنموية التي أطلقها الرئيس السيسي هي المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتنمية وتطوير قرى الريف المصري، وتقليل معدلات الهجرة من الريف إلى المدن للحصول على الخدمات الأساسية. لافتاً إلى أن “حياة كريمة” اهتمت بمحور تحسين تقديم الخدمات للمواطنين في كافة الملفات الخدمية والحيوية اليومية، حيث تم إنشاء حوالي 332 مجمع خدمات حكومية تضم مكاتب لكافة الجهات الحكومية التي تقدم خدمات للمواطنين في مختلف المجالات.
وأشار الوزير إلى أن وزارة التنمية المحلية تعمل على تنمية المناطق الحضرية القائمة عبر تنفيذ عدد من البرامج التنموية المحلية الجديدة التي تستهدف تعظيم الاستفادة من الإمكانات الحضرية والمزايا التنافسية بالمحافظات، وتعزيز دور الإدارة المحلية في الارتقاء بجودة وأداء الخدمات الحضرية.
استعرض وزير التنمية المحلية جهود الوزارة في تحسين منظومة تقديم الخدمات المحلية وتعزيز تنافسية المحافظات من خلال التنمية الصناعية وتطوير التكتلات الاقتصادية، وتنفيذ عدد من المشروعات بالمحافظات المصرية في إطار استراتيجية لتنمية المناطق المتأخرة تنموياً. من ضمن هذه المشروعات، برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، الذي نجح خلال السنوات الست الماضية في بناء نموذج متكامل للتنمية المحلية المتكاملة.
وأشار الوزير إلى جهود الوزارة في تنفيذ المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة في المحافظات، والبرنامج القومي لتحويل السيارات والمركبات للغاز الطبيعي، ودعم المحافظات لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية ومجاري الأنهار، وتطوير منظومة المخلفات الصلبة وتعظيم الاستفادة منها من خلال إعادة التدوير وفقاً لاستراتيجية وطنية شاملة.
المدن المستدامة
وتحدث الوزير عن تعاون الوزارة مع مجموعة البنك الدولي في تنفيذ مبادرة المدن المصرية المستدامة، والتي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منها، ممثلة في تقرير “أطلس المدن المصرية: حالة الاستدامة وأثار تغير المناخ”، الذي يوصف حالة المدن القائمة من منظور الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
أعرب وزير التنمية المحلية عن تطلع الوزارة لدعم منظمة المدن العربية للمدن المصرية في تلك الملفات المهمة، مشيراً إلى أن الطفرة العمرانية التي أحدثتها مصر خلال العقد الماضي كانت محط أنظار العالم. كما أعرب عن تطلع الوزارة إلى مناقشة سبل وآليات مشاركة منظمة المدن العربية في المنتدى الحضري العالمي القادم.
من جانبه، استعرض المهندس عبد الرحمن هشام العصفور جهود المنظمة لدعم المدن العربية في مواجهة التحديات، وأشار إلى ترحيب المنظمة للتعاون مع وزارة التنمية المحلية والمدن المصرية في مجالات التاريخ والتراث والبيئة والثقافة والتطور التكنولوجي.
وأكد الأمين العام لمنظمة المدن العربية ترحيب المنظمة بتبادل الخبرات مع المدن المصرية والاستفادة من التجارب التنموية، وأعرب عن تطلع المنظمة للمشاركة في المنتدى الحضري العالمي القادم.
وفي ختام اللقاء، أعرب وزير التنمية المحلية عن تطلع الوزارة لتعميق التعاون والتنسيق المشترك خلال الفترة القادمة وبناء القدرات وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة للمدن العربية والمصرية.