كثيرا ما نسأل أنفسنا وماذا بعد.. سؤال يتبادر إللي أذهاننا دائما بعد حدث ما أو حتى قبل أن نقدم على قرار أو فعل ربما يكون هاما بالنسبة لنا – على الأقل – ليصبح هذا السؤال عائقا امام اتخاذ قرارات هامة.
يري البعض أن التخطيط للمستقبل هو من سمات الناجحين ومن سمات التخطيط وضع سيناريوهات مختلفة للخطوات وما ستؤول إليه بعد ذلك كل خطوة وهنا تظهر أهمية السؤال وماذا بعد؟.
ولا يخفى على أحد أن كثير من الأسئلة التي تدور في أذهاننا لها إجابات منطقية وربما بديهية لكن من الواضح أن العقل البشري أو ربما عقولنا المبرمجة في هذا العصر أصبحت تخاف من البديهي والمنطقي ولا أخفى عليكم أن من أكبر المعوقات التي تدفع عقولنا للسؤال وماذا بعد هو (التقالب) أي أن نضع كل شيئ في قالب من خبراتنا الشخصية السابقة أو من الخبرات التي اكتسبناها سماعيا من مشاكل المحيطين بنا حتى إذا ظهرت أمامنا تجربة تحتاج إلي قرار – ارتباط أو زواج أو حتى فرصة عمل جديدة – قفز عقلنا إلي السؤال وماذا بعد ؟.. فلان أو فلانه مر بهذا وحصل له كذا وكذا ليصبح ماذا بعد عائقا أمامنا لاتخاذ قرار لا أقول صحيح ولكن مناسب لحالتي.
فكرة اننا نعيش في الدراما التلفزيونية التي اغرقتنا بمشاكل وقضايا كثير منها نادر جدا في حياتنا أو في قصص أصدقاء أو منقولة عن أصدقاء الأصدقاء أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي التي بها الكثير من المواضيع المزيفة والتفاصيل المنقوصة التي أصبحت بالنسبة لنا قوالب نعيش فيها خبرات غير حقيقية لم نعشها على الحقيقة.. ليقفز إلى أذهاننا دائما السؤال (وبعدين) وماذا بعد..
لا أدري ماذا بعد.. لا تهدم فرصة لشيء قد يكون تجربة جيدة لك لخوفك مما بعد الخطوة الأولى أو الثانية.. الثالثة… أو لاعتقادك أن هذه التجربة تشبه تجربة مرت بأحد تعرفه أو سمعت عنها في قصة على التواصل الاجتماعي أو.. أو.. عش تجربتك بنفسك فإن كل تجربة تمر بها هي تجربة خاصة بتفاصيلها وشخصياتها التي بها ومهما كانت سيئة أو غير جيدة أو حتى مؤلمة بالنسبة لك فقد تعلمت منها بالتأكيد.. لأ تجعل ماذا بعد توقفك عن الحياة.. فكل تجربة هي حياة لك
بقلم / الإعلامي حسام الدين عاطف
مقدم برامج بالتليفزيون المصري