خلال مشاركته فى اجتماعات البريكس بموسكو.. أكد أحمد كجوك، وزير المالية، أن تجمع “البريكس” يمكن أن يلعب دورًا مؤثرًا في إعادة تشكيل الهيكل الاقتصادي العالمي لصالح البلدان الناشئة والنامية. جاء ذلك خلال مشاركته الأولى على المستوى الوزاري في اجتماعات “البريكس” بموسكو، حيث شدد على ضرورة إصلاح النظام النقدي الدولي وخلق إطار اقتصادي أكثر توازنًا وشمولًا، يحقق العدالة للأسواق الناشئة.
اجتماعات البريكس بموسكو
قال الوزير، خلال جلسة «تحسين النظام النقدي والمالي العالمي»، إن تجمع “البريكس” يشكل منصة هامة لدعم تكامل إقليمي بين أفريقيا، الشرق الأوسط، وآسيا، مما يعزز خلق فرص استثمارية وتجارية وتنموية جديدة. وأشار إلى أن الهدف هو زيادة صوت الاقتصادات الناشئة وتمثيلها بشكل أكبر في إدارة القضايا العالمية عبر تطوير المؤسسات المالية الدولية. وأضاف أن تعزيز التعاون بين دول “البريكس” يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والنمو المستدام، منوهًا بدور بنك التنمية الجديد كأداة قوية لدعم تمويل مشروعات التنمية المستدامة في الدول الأعضاء.
مصر كمركز إقليمي للاستثمار وإنتاج الطاقة النظيفة
وأوضح كجوك أن مصر تسعى لأن تصبح مركزًا إقليميًا للاستثمار والتصدير، بالإضافة إلى إنتاج مصادر الطاقة النظيفة، وخاصة الهيدروجين الأخضر. كما أكد على مواصلة الحكومة المصرية جهودها لجذب المزيد من الاستثمارات الخاصة في القطاعات الإنتاجية والبنية التحتية والتكنولوجيا، حيث تستمر الإصلاحات الهيكلية لتعزيز دور القطاع الخاص وزيادة معدلات الإنتاجية، وذلك عبر توفير بيئة أعمال صديقة وجاذبة للمستثمرين.
تقليل الدين الخارجي وتحويله إلى استثمارات
أشار الوزير إلى أن مصر تستهدف الخفض التدريجي لحجم الدين الخارجي الحكومي والعمل على تحويل جزء من المديونية إلى استثمارات. كما أكد حرص الحكومة على تنويع مصادر التمويل عبر أسواق وعملات مختلفة، بما يسهم في خفض نسبة وأعباء الدين إلى الناتج المحلي. وتهدف الحكومة إلى زيادة حجم التمويل الميسر من البنوك التنموية والمؤسسات الدولية، فضلًا عن تعزيز استخدام أدوات التمويل المستدام المتاحة.
تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص
فيما يخص الشراكات العابرة للحدود، دعا كجوك إلى تعزيز نماذج “التمويل المختلط” بين القطاعين العام والخاص، كوسيلة لدفع جهود التنمية عبر الحدود. وأكد أن التمويلات التنموية يجب أن تركز على تطوير البنية التحتية وتلبية الاحتياجات الاجتماعية الملحة، خصوصًا في مجالات الصحة والتعليم.
البريكس ودورها في إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي
أوضح الوزير أن مصر تدرك الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها تجمع “البريكس”، نظرًا لدوره المحوري في إعادة تشكيل الهيكل الاقتصادي العالمي. وتأتي مشاركة مصر في هذه الاجتماعات لتبادل الرؤى والمقترحات حول تعزيز مكانة الاقتصادات الناشئة على الساحة الدولية. كما تسعى مصر من خلال هذا التجمع إلى تحقيق تعاون اقتصادي أعمق مع دول البريكس بما يسهم في تحقيق النمو والتنمية لشعوب المنطقة.
في الختام، شدد كجوك على التزام مصر بمواصلة الإصلاحات الاقتصادية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالتعاون مع شركائها في “البريكس”، من أجل بناء مستقبل اقتصادي أكثر ازدهارًا واستقرارًا.