أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية دعم الأشقاء العرب للدولة المصرية، قائلا: “لولا دعم الأشقاء في الإمارات والسعودية والكويت ما وقفت مصر مرة أخرى” معربا عن التقدير والاحترام لكل من ساهم وساعد ليس مصر فقط وإنما أية دولة عربية أخرى.
وأضاف السيسي، في كلمة خلال جلسة حوارية على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات بدبي فى الإمارات العربية المتحدة، اليوم الاثنين، أن الدولة المصرية واجهت تحديات كاشفة وحاسمة وكادت أن تضيع في 2011،
وأن تلقي نفس مصير بعض الدول العربية الذي نجت منه مصر، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وتابع السيسي: “إنني سأتحدث عن التحديات المتوازية كلها لأنها تسير في خط واحد، وأنا لا أملك رفاهية اختيار الأولويات والتحديات، ولكنني أريد مجابهة كل التحديات مرة واحدة لأنه لا يجب إغفالها.
وقال الرئيس، إنه التقى أمس مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وطلب منه مساعدة سوريا وأجابه: أننا نرسل يوميا 8 طائرات قلت له أكثر، طيب ممكن الشعب الإماراتي يزعل من ذلك، أوعوا تزعلوا أبد بالعكس تفتخروا وتسعدوا أنكم عملتم هذا وتقومون به”.
وتطرق الرئيس، إلى أن النقطة المضيئة الأولى التى لولاها لم يكن ممكنا أبدا أن تعبر مصر ما كانت فيه خلال الفترة من 2011 حتى 2013،
أشار إلى أن الاحتياطي النقدي لدي مصر خلال تلك الفترة كان تحديا آخر بعد الحالة التي حدثت حيث كان الاحتياطي يُستهلك من خلال تمويل المشتقات النفطية وكاد أن ينتهي،
وما بقي كان قليلا، مؤكدا في هذا الإطار أنه لولا وقوف الأشقاء في الإمارات والسعودية والكويت لم تتمكن مصر من الوقوف مرة أخرى.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه لا يتحدث إلى المفكرين والمثقفين والمعنيين فحسب، بل إلى الشعوب أيضا، مضيفًا أن المتخصصين يفهمون حديثي جيدا في إطار متطلبات إدارة الدول ومقتضياتها، لكن لابد أيضا من وجود رابط بيني وبين الناس”.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن مصر واجهت العديد من التحديات منذ 2011، من بينها حالة التفكك وفقدان الأمل واليأس الذي عاش فيه المصريون بسبب بعض الأشخاص الذين استهدفوا إسقاط الدولة حتى تقع في أيديهم.
ونبه الرئيس إلى صعوبة قيام أي دولة في المنطقة العربية عقب سقوطها، قائلا، إن التحديات الأخري التي واجهت مصر خلال الفترة الماضية كان من بينها قطاع الكهرباء والغاز، وأن الدولة أنفقت ما يقرب من 1.7 تريليون جنيه في هذا القطاع.
وفيما يتعلق بإنفاق الحكومة مبالغ ضخمة في البنية الأساسية والمشروعات القومية، قال الرئيس السيسي، إن مصر تعاني من مشكلة الكهرباء منذ سبع سنوات مضت وإذا لم يكن قد تم حل هذه المشكلة كانت البلد ستضيع، ومنذ ذلك الحين وجهت بضرورة حل هذه المشكلة خلال عام واحد فقط، مؤكدًا أهمية التواصل المستمر مع الشعب وإيضاح كافة التحديات التي تواجه البلاد.
وتابع، أن البعض قد يتساءل “لماذا نضع تحدي الطاقة كأولوية؟، قائلًا، إن التجربة المصرية لها خصوصيتها فالشعب المصري لم يكن ليتحمل استمرار هذا الوضع لعام آخر، وكان هذا تقديرنا كمسئولين عن الناس الذين وضعوا المسئولية في رقابنا بأنهم لن يتحملوا أكثر من ذلك.
وأضاف الرئيس، أن الحالة التي حدثت في 2011 كانت صعبة للغاية ولم يكن مطلوبا تكرارها مرة أخرى، مؤكدا أن تلك الحالة من الفوضى كلفت مصر 450 مليار دولار في دولة ظروفها الاقتصادية ليست قوية، وعلى المسئول أنه يحل مسائل قدر الإمكان لا تؤدي إلى اهتزاز الدولة مرة أخرى.
واستطرد، أنه على ذات النسق يأتي قطاع النقل في مصر الذي تكلف 2 تريليون جنيه، وهذا يعني أن القطاع مؤهل للعمل لخدمة 105 ملايين مواطن وخدمة المستثمرين لتنفيذ استثماراتهم في مصر.
ولفت الرئيس السيسي، إلى أن ذلك الوضع ينطبق على تحديات أخرى كثيرة، ولكن تلك القطاعات كانت هناك ضرورة للعمل عليها والتحرك فيها في نسق واحد، فلم يكن لأحدهم أولوية بل كان لابد من التعامل معهم جميعا، مشيرا إلى أن مسئولي كل دولة أدرى بثقافة وممارسات شعبها وبالتالي يضع الحلول التي تتناسب مع الطبيعة والشخصية، فما يناسبنا لا يناسب دول أخرى والعكس، لأن كل بلد لها خصوصيتها.
وحول جودة التعليم، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه تحد آخر حيث تمتلك مصر نحو 25 مليون طالب بمراحل التعليم الأساسي، فضلا عن 4 ملايين بالتعليم الجامعي، ويتخرج سنويا 700 ألف شخص، مشيرا إلى أن هناك تحديا من نوع خاص يتمثل في النمو السكاني، حيث كان التعداد السكاني في 2011 حوالي 81 مليون نسمة وبعد 10 سنوات أصبحنا 105 ملايين نسمة، ما يعني زيادة بنحو 25 مليونا، مؤكدا أن الحكومة كافحت على قدر استطاعتها في ظل ظروف محددة لكي تحل تلك المسألة.
وأضاف الرئيس السيسي، أنه من أجل العمل على حل مسألة جودة التعليم، فإن مصر بحاجة إلى 250 مليار دولار، أي أن كل طالب يحتاج 10 آلاف دولار، متابعا: “أنا لم أستطع توفير هذا الرقم، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أخل بالتزاماتي تجاه المواطن وأولادي وأحفادي في حقهم بالتعليم”.
ولفت، إلى أن دولة مثل مصر بحاجة إلى تريليون دولار كموازنة سنوية، ولكن هذا المبلغ ليس متاحا، قائلا: “في تقديري، إن الحل الأمثل يكمن في طرح المبادرات والأفكار.. فصاحب الظروف الصعبة دائما يكون مطالبا بالتفكير”.
ولفت، إلى أن السكان في مصر يعيشون على شريط ضيق من أسوان إلى الإسكندرية، منذ أكثر من 150 عاما، وهو الشريط المحاذي لنهر النيل، منوها بأن هذا الوضع كان مناسبا أيام فترة حكم محمد علي التي بلغ التعداد وقتها 4 ملايين نسمة، ولكن الآن فإن هذا الوضع غير مناسب، الأمر الذي أوجد تحديا بيئيا وانتشار العشوائيات ما استدعى وقفة بهدف تنفيذ تخطيط وتنمية عمرانية.
وقال الرئيس السيسي “إننا لو أردنا تنفيذ نموذج في التطور والنمو والتقدم مثل ما فعلته كل من كوريا الجنوبية وسنغافورة.. فإننا نستطيع فعل ذلك بشرط العمل ثم العمل والصبر والتضحية”.
وأضاف الرئيس “إننا نريد عمل ربط كهربائي مع السعودية واليونان وإيطاليا والسودان وليبيا”.. متسائلا: “هل أنا مؤهل لذلك؟، ثم أجاب بقوله: “قبل ذلك لم نكن جاهزين.. أما الآن فنحن مستعدون”.
وتساءل الرئيس السيسي: هل يستطيع المواطن تحمل تكلفة وتبعات وضغوط من أجل تحقيق مطالبه أم لا؟ مثلا موضوع الطاقة هل كان من الممكن تأجيله لمدة 10 سنوات؟ وهل أنت جاهز في هذه الحالة لاستقبال مستثمرين وعمل ربط كهربائي مع دول الجوار؟، مجيبا بالنفي قائلا “طبعا لا “.
وأشار الى أن الربط الكهربائي هو تطور كبير في الكهرباء في العالم، والعالم كله يرغب في أن يكون شبكة واحدة لتبادل الطاقة طبقا لظروف كل بلد واحتياجاتها.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الدولة طرحت التعاون مع القطاع الخاص في المستشفيات والمدارس، بحيث يتم إدخال القطاع الخاص للعمل بقدرته على الإدارة الجيدة على أن تساهم الدولة بدورها في التكلفة، بحيث يعمل القطاع الخاص على المعالجة على مستوى القطاع المدني بفكر القطاع الخاص وأن يلتزم في الوقت ذاته بالشريحة الخاصة بالدولة ضمن البرتوكول المبرم ما بين الطرفين.
ولفت الرئيس السيسي إلى أنه بعد أن شهدت مصر منذ 2011 حتى 2013 حالة من الفوضى الكاملة، دخلت في تحد آخر وهو مواجهة الإرهاب الذي يستهدف تدمير المدارس والكنائس والمساجد والبنية التحتية والمواطنين، مذّكرا بأنه في هذه الفترة كان يتردد على لسان المصريين مقولة “وفروا لنا الأمان ولا نريد أن نأكل “، مؤكدا أن الأرهاب أصبح الآن مجرد تاريخ.
وأكد الرئيس أن الدولة المصرية كانت تعمل لمواجهة كافة التحديات في سياق متواز من خلال وضع حلول متكاملة، مشيرا إلى أنه خلال تنفيذ مشروعات الكهرباء والمياه والنقل، ترتب عليها تشغيل شركات وطنية بها نحو 5 ملايين مواطن، وهو ما ساهم في معالجة أزمة البطالة المحتملة نتيجة عودة المصريين المغتربين من الدول التي شهدت أزمات خلال تلك الفترة.
ووجه الرئيس السيسي كلمة إلى الشعب الإماراتي والحضور في الجلسة الحوارية قائلا: “خلال هذه الفترة كانت هناك نقطتان مضيئاتان، الأولى هي دعم الأشقاء العرب وأن ما حدث في مصر لم يكن ليحدث أو يتحقق له النجاح لولا دعم الأشقاء”.
وأضاف الرئيس: “عقب بيان 3 يوليو 2013 قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة مصر، وكانت الناس آنذاك تقف على محطات الوقود ومستودعات البوتاجاز بالطوابير “، مشددا على ضرورة التمسك بالأمان والاستقرار والسلام الذي تحقق وأن نتعلم كيف نحافظ على بلادنا، وهذا كلام ذكرته كثيرا في السابق.
وقال الرئيس، إن الشيخ محمد بن زايد والوفد المرافق له كان يعرف ما هو المطلوب وأنا لم أقل له أي شئ ووجدنا السفن التي تحمل البوتاجاز والغاز والسولار والبنزين تغير مسارها من البحر المتوسط للبحر الأحمر، واصفا ذلك بأنه كان “نقطة مضيئة”.
وتابع الرئيس السيسي: “أقول ذلك للمصريين لأذكرهم وأذكر نفسي أن هذه كانت أول نقطة مضيئة، ولكى أكون منصفا وأمينا فإن الشيخ محمد بن زايد نظّم مع الأشقاء العرب الدعم الذي سيُقدم لمصر ، وهذا ليس عيبا، فهذه حالتنا وحالة مصر ودول كثيرة في المنطقة تمر بتلك الظروف”.