في خضم التحديات الاقتصادية العالمية، سجلت التدفقات العالمية للاستثمار الأجنبي المباشر انخفاضًا حادًا بنسبة 12.4٪ في عام 2022، إلى 1.3 تريليون دولار نتيجة استمرار الحرب الروسية-الأوكرانية وتداعياتها السلبية على الاقتصاد العالمي وزيادة الضغوط التضخمية.
وفي هذا السياق، شهدت الدول العربية تراجعًا طفيفًا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 3٪، حيث بلغت نحو 54 مليار دولار في العام نفسه.
ومع ذلك، لا تزال الدول العربية تحتفظ بحصة مهمة في المشهد الاقتصادي العالمي، حيث مثلت حوالي 4.2٪ من إجمالي التدفقات العالمية في عام 2022، و6٪ من مجمل التدفقات الواردة إلى الدول النامية.
وذلك مع استمرار التركز الجغرافي للتدفقات الواردة للمنطقة العربية، حيث استحوذت الدول الثلاث الأولى على نحو 78% من مجمل تلك التدفقات.
تأثير الحرب الروسية-الأوكرانية على تدفقات الاستثمار العالمية
وقادت الإمارات الدول العربية في استقطاب التدفقات الأجنبية بقيمة 22.7 مليار دولار تمثل 42.3%، تلتها مصر باستحواذها على 11.4 مليار دولار بحصة 21.2%، ثم حلت السعودية ثالثاً باستحواذها على نحو 8 مليارات دولار بحصة 14.7 % من مجمل التدفقات.
وجاءت سلطنة عمان في المرتبة الرابعة بقيمة 3.7 مليارات دولار وبحصة 6.9%، فيما حلت كل من المغرب والبحرين وموريتانيا في المراكز من الخامس إلى السابع بقيم 2.1 و2 و1.1 مليارات دولار وبحصص بلغت 4% و3.6% و2.1% من الإجمالي على التوالي.
كما ارتفعت أرصدة الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى الدول العربية بنهاية عام 2022 بمعدل 4.4% مقارنة بعام 2021 لتتجاوز التريليون دولار وفقاً لبيانات (الاونكتاد)، إذ استحوذت الدول الثلاث الاولى على أكثر من 57% من مجمل الأرصدة التراكمية الواردة الى المنطقة العربية.
الدول العربية الأكثر جذبًا للاستثمار الأجنبي المباشر
وتصدرت السعودية المقدمة بحجم ارصدة بلغ نحو 269 مليار دولار وبحصة بلغت 25.2% من الإجمالي العربي، تلتها الإمارات بقيمة 194.3 مليار دولار وبحصة 18.2%، ثم مصر بنحو 149 مليار دولار وبحصة 13.9%.
وفي المقابل تراجعت بشكل حاد تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الصادرة من الدول العربية نحو مختلف دول العالم بمعدل 54% الى 23.3 مليار دولار خلال عام 2022، كنتيجة لتراجع التدفقات الاستثمارية وتسجيلها لقيم سالبة في 3 دول عربية أهمها الكويت التي شهدت وفق الاونكتاد تصفية استثمارات خارجية بقيمة 25.6 مليار دولار.