توطين صناعة الدواء.. عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، اجتماعًا مع ممثلي قطاع الدواء في مصر، شمل حكوميين والقطاع الخاص، لبحث سبل زيادة صادرات القطاع وعرض مقترحات وآراء تطويره والتحديات التي تواجه
حضر الاجتماع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، والمهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، واللواء طبيب بهاء الدين زيدان، رئيس هيئة الشراء الموحد، والدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور عمرو ممدوح، رئيس مدينة الدواء المصرية، والدكتور ماجد جورج، رئيس المجلس التصديري لصناعة الأدوية، والدكتور أحمد حجازي، وكيل المجلس التصديري للصناعات الطبية والدوائية، والدكتور هشام الفتي، وكيل المجلس التصديري لصناعة الأدوية، والدكتور جمال الليثي، رئيس غرفة صناعة الأدوية، والدكتور رياض أرمانيوس، وكيل غرفة صناعة الأدوية، والدكتور يسري نوار، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأدوية.
توطين صناعة الدواء
في مستهل الاجتماع، أكد رئيس الوزراء أن قطاع الدواء في مصر يحظى بأهمية كبيرة، وأن صناعة الأدوية تتمتع بمقومات وإمكانات كبيرة، فضلًا عن أن القدرات التصديرية لهذا القطاع جيدة. وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، مخاطبًا الحضور: “من هنا يأتي الاهتمام بهذا الاجتماع؛ بهدف الاستماع إلى مطالبكم وآرائكم بشأن دعم هذه الصناعة المهمة ودفع التصدير والعمل على زيادته”.
أوضح مدبولي: “ندرك أن قطاع الدواء يواجه تحديات، والحكومة ستعمل جنبًا إلى جنب مع القطاع الخاص لتذليل أي عقبة تواجه هذا القطاع. سنواجه معًا أي مشكلة ونعمل على حلها”. وأشار إلى أن الاجتماع يضم جميع الشركاء المعنيين بصناعة الدواء في مصر، سواء الجهات الحكومية أو مسؤولي المجلس التصديري وغرفة صناعة الدواء، بالإضافة إلى رئيس مدينة الدواء التي تعمل على إيجاد شراكات مع القطاع الخاص.
توجهات وزارة الصحة:
أكد وزير الصحة، الدكتور خالد عبدالغفار، ضرورة دعم صناعة الدواء المستقرة منذ سنوات في السوق المصرية، مشيرًا إلى وجود فرص عديدة أمام المستثمرين في هذا المجال، وفرص كبيرة للشركات والمصانع القائمة لإقامة توسعات جديدة، خاصة في ظل الحرص على فتح أسواق جديدة. وأكد حرص الحكومة على التعامل مع أي تحديات تواجه هذا القطاع.
عرض رئيس هيئة الدواء المصرية:
قدّم الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، عرضًا حول الصادرات الدوائية المصرية، تناول خلاله إحصاءات التصدير وإجراءات دعم الهيئة للصادرات الدوائية، إضافة إلى الإجراءات الجاري العمل على الانتهاء منها. أشار الغمراوي إلى إحصاءات التصدير خلال الفترة من 2020-2024، مؤكدًا مؤشرات التصدير إلى دول العالم وفقًا لبيانات الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.
أوضح الغمراوي أن الهيئة تستهدف تعزيز المكانة الإقليمية والعالمية من خلال الحصول على الاعتمادات الدولية كجهة رقابية مرجعية، وتعزيز التعاون المتبادل مع الدول العربية والأفريقية. وأضاف أن العامين 2023 و2024 شهدا تضاعف قيم الصادرات مع جمهورية زامبيا، حيث وصلت خلال الفترة من يناير إلى مارس 2024 إلى 4.69 مليون دولار مقارنة بـ2.5 مليون دولار في 2023. كما تم الانتهاء من تسجيل 5 مستحضرات لثلاث شركات بجمهورية زيمبابوي، بقيمة تزيد على 8 ملايين دولار.
أشار الغمراوي إلى تشجيع الهيئة للشركات المصرية للحصول على الاعتمادات الدولية في مجال التصنيع الجيد وتحديث الإجراءات للفئات المستهدفة من التصدير، موضحًا أنه يتم التصدير إلى نحو 64 دولة لعدد 31 شركة. كما تطرق إلى إصدار الهيئة أول دراسة للنباتات الطبية البرية في مصر في صورة مونوجراف عشبي، وزيادة صادرات النباتات والأعشاب الطبية ومستحضرات التجميل بشكل ملحوظ خلال عام 2023.
جهود هيئة الشراء الموحد:
استعرض اللواء طبيب بهاء الدين زيدان، رئيس هيئة الشراء الموحد، نتائج أعمال اللجان المختصة في الهيئة لتسهيل إنشاء مصانع لإنتاج المستحضرات والأجهزة والمستلزمات الطبية في مصر. أشار زيدان إلى عقد عدة لجان خلال الفترة من 21 مارس إلى 20 مايو 2024، لمناقشة الأوضاع الحالية للمصنعين والمصدرين والتحديات التي تواجه التصدير وبحث السبل لجذب استثمارات جديدة. استعرض التوصيات التي تهدف لتلبية احتياجات المستثمرين وتحفيزهم لدخول السوق لسد احتياجات القطاع الطبي والتصدير.
فيما أشار الدكتور جمال الليثي إلى ضرورة صياغة آلية واضحة لتسعير الدواء؛ حتي يُمكن دعم هذه الصناعة المُهمة، مُضيفًا أن زيادة معدلات التصدير في صناعة الأدوية تستوجب العمل على تحديث للمصانع، بالإضافة إلى تسجيل هذه المصانع في البلاد المُراد التصدير لها، والحصول على الاعتمادات الخاصة في هذا الشأن، وتسجيل الأدوية المُراد تصديرها، ُمشيرًا إلى أن هذه الإجراءات لها تكلفة مالية، ومن ثم يجب دعم هذا الأمر.
وأوضح “الليثي” أن قطاع صناعة الدواء من القطاعات المهمة جدًا، و أن مصر تمتلك الكثير من الإمكانات والقدرات به.
كما طرح الدكتور جمال الليثي رؤيته لتوطين صناعة خامات الأدوية، والحوافز المطلوبة لتوطين هذه الصناعة الحيوية.
وخلال الاجتماع أوضح الدكتور رياض أرمانيوس أن ملف تصدير الدواء مهم للغاية، مستعرضًا عددًا من المقترحات للتصدير.
وفي غضون ذلك، قال الدكتور ماجد جورج: نعمل حاليًا مع مجموعة دول بشأن الاعتراف المتبادل، وهناك تعاون مع هيئة الدواء المصرية في هذا الشأن؛ لتيسير عملية التصدير لهذه الدول.
وشرح “جورج” الجهود التي يقوم بها المجلس التصديري لتصدير الأدوية المختلفة خاصة للدول الأفريقية.
وبدوره قال الدكتور عمرو ممدوح إن مدينة الدواء المصرية مشروع قومي استثمرت فيه الدولة مبالغ كبيرة في البنية التحتية والتكنولوجية، وقررت إدارتها بفكر القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن مهمة المدينة تحقيق التكامل والتعاون مع القطاع الخاص، وليست منافسته، ونعمل حاليًا على جذب نحو 11 شركة عالمية للتصنيع في المدينة وتم التعاقد بالفعل مع 7 شركات حتى الآن، مضيفًا: على المستوى المحلي فتحنا مصانعنا لأي شركة ترغب في التعاون معنا في مجال التصنيع، موضحًا أنه بالنسبة للتصدير، يجب أن يكون لنا شراكات في الدول المستهدفة للتصدير.
وأضاف أن صناعة الدواء في مصر مهمة، ولها مستقبل واعد، خاصًة مع الدعم الذي تقدمه الدولة حاليًا.
وفي نهاية الإجتماع، كلف رئيس الوزراء وزير الصحة بعقد اجتماعات تخصصية مع مسئولى هذا القطاع، وإعداد ورقة عمل وتصور واضح بشأن دعم صناعة الدواء في مصر، وزيادة نسب التصدير.