تثجر البحث عن مجزرة رفح محركات البحث المتواجدة حالياً في مصر، واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد بسقوط ضحايا بين المدنيين في الهجوم الذي شنه على مخيم للنازحين غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
استشهد 40 فلسطينيًا على الأقل وأصيب العشرات، غالبيتهم من النساء والأطفال، في غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت منزلين ومخيمًا يكتظ بأكثر من 100 ألف نازح فلسطيني شمالي غرب مدينة رفح.
مجزرة رفح
وزعم الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن “الطائرات هاجمت مجمعًا تابعًا لحماس في رفح كان يقيم فيه كبار قادتها”. وادعى أنه “تم تنفيذ الهجوم ضد مسلحين باستخدام أسلحة دقيقة، واستنادًا إلى معلومات مخابراتية أولية تشير إلى استخدام مسلحي حماس لهذه المنطقة (تل السلطان)”.
ويقع المخيم ضمن مناطق حددها الجيش الإسرائيلي مسبقًا على أنها آمنة، ودعا النازحين إلى التوجه إليها، ولم يصدر أي بيانات أو تحذيرات للنازحين وسكان المنطقة لإخلائها.
وأضاف الجيش: “نتيجة الهجوم واندلاع حريق في المنطقة، أصيب عدد من الأشخاص غير المتورطين، والحادث قيد المراجعة”.
وزعم جيش الاحتلال اغتيال ياسين ربيع وخالد نجار القياديين في حماس في الغارة الدامية.
منذ 6 مايو تشن إسرائيل هجومًا بريًا على رفح، واستولت في اليوم التالي على الجانب الفلسطيني معبر رفح البري مع مصر؛ مما أغلقه أمام خروج جرحى لتلقي العلاج ودخول مساعدات إنسانية شحيحة أساسًا.
أجبر الهجوم ما لا يقل عن 810 آلاف فلسطيني على النزوح من رفح، التي كان يوجد فيها نحو 1.5 مليون شخص، بينهم حوالي 1.4 مليون نازح من مناطق أخرى في القطاع.
من جهتها، أكدت الرئاسة الفلسطينية أن استهداف إسرائيل خيام النازحين في مدينة رفح “مجزرة فاقت كل الحدود”، وتحدٍ لقرارات الشرعية الدولية، ولا سيما قرار محكمة العدل الدولية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان، إن “استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لخيام النازحين في رفح بشكل متعمد مجزرة فاقت كل الحدود، وتتطلب تدخلًا عاجلًا لوقف هذه الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني فورًا”.
وأضاف أبو ردينة أن “ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة البشعة تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني”.
بدورها، نددت حركة حماس بالمجزرة في رفح، واعتبرت أنها تمثل تحديًا واستهتارًا وتجاهلًا لقرار محكمة العدل الدولية بوقف ضرب المدينة المكتظة بالنازحين.
وقالت حماس في بيان: “في جريمة حرب مروّعة، أقدم جيش الاحتلال الصهيوني المجرم على ارتكاب مجزرة بشعة بحق المواطنين النازحين في الخيام غرب مدينة رفح في منطقة مكتظة بمئات الآلاف من النازحين كان قد أعلن أنها آمنة”.
وأضافت أن القصف “أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك في تحدٍ واستهتارٍ تام وتجاهلٍ لقرار محكمة العدل الدولية التي طالبته بوقف العدوان على رفح”.
وحملت حماس “الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن بشكلٍ خاص المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة، والتي لم يكن للكيان الصهيوني أن يرتكبها لولا الدعم الأميركي والضوء الأخضر له لاجتياح رفح، رغم اكتظاظها بالمواطنين النازحين”، وفق البيان ذاته.
منذ 7 أكتوبر، تشن إسرائيل عدوانًا على قطاع غزة، خلف أكثر من 116 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
تتجاهل إسرائيل قرارًا من مجلس الأمن الدولي بإنهاء القتال فورًا، واعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير أمنها؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
للعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.