خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم مع وزير التموين، رد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، على عدد من الأسئلة الصحفية. أكد مدبولي أن الوفورات التي سيتم تحقيقها من تقليص دعم رغيف الخبز ستساهم في تمويل بناء المزيد من المدارس والمنشآت الصحية، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المشروعات الخدمية والتنموية.
الزيادة السكانية والتحديات التي تواجهها الدولة
أشار رئيس الوزراء إلى أن الزيادة السكانية تظل المشكلة الأساسية في مصر، وحلها سيساعد الدولة في معالجة الأعباء المتراكمة ويتيح تقديم الخدمات بشكل مثالي. كما أكد على ضرورة تنفيذ مشروعات لتعظيم استخدامات المياه لمواجهة ندرة الموارد المائية.
التحول للدعم النقدي والحوار المجتمعي
فيما يتعلق بملف التحول للدعم النقدي، أوضح مدبولي أن هذا الملف يحتوي على العديد من التفاصيل التي تستدعي الحوار المجتمعي لتحديد المعايير المناسبة للتطبيق. أشار إلى أن الدعم النقدي سيعتمد على الفرد، وقد يتم تحديده بعدد معين من أفراد الأسرة أو نوع الدعم المناسب لكل أسرة. الهدف من هذه الخطوة هو ضمان استدامة وحوكمة المنظومة، حيث ينتظر أن يساهم الدعم النقدي في ربط استهلاك المواطن من الخبز باحتياجه الفعلي.
مراجعة وتنقية بطاقات الدعم
توافق رئيس الوزراء مع أحد الأسئلة حول وجود شرائح غير مستحقة للدعم تستفيد منه، رغم الخطوات التي تم اتخاذها لتنقية بطاقات الدعم. أكد مدبولي على ضرورة وضع معايير بقدر أعلى من الحوكمة لتحديد المستحقين، مشيراً إلى أن الهدف ليس تقليل رقم الدعم، وإنما حوكمته ووصوله لمستحقيه الفعليين.
رئيس الوزراء : استخدام الوفورات في قطاعات أخرى
أكد مدبولي أن ما سيتم إتاحته من وفر في مخصصات الخبز سيعاد استخدامه لصالح المواطن في قطاعات أخرى، مثل التعليم والصحة. أشار إلى أن الدولة تحتاج سنوياً لبناء من 40 إلى 50 ألف فصل جديد بتكلفة مليون جنيه للفصل الواحد، ما يستدعي توفير نحو 50 مليار جنيه سنوياً. هذا الوفورات ستمكن الدولة من التركيز على بناء المدارس والمنشآت الصحية وإتمام مشروعات خدمية وتنموية أخرى.
التعامل مع الأزمات وتقديم حزم الحماية الاجتماعية
أوضح رئيس الوزراء أن الدولة طبقت العديد من حزم الحماية الاجتماعية تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكداً على المتابعة الدورية والمستمرة لتقديم المزيد من الحزم إذا دعت الحاجة. شدد على أن مفهوم الترشيد الصحيح يعنى تعظيم استخدام موارد الدولة المتاحة، وليس التخفيض أو التقليل.
أهمية الدعم النقدي
أكد مدبولي أن الدعم النقدي سيتيح المزيد من الحرية للمواطنين في الحصول على ما يلبي احتياجاتهم اليومية وفقاً لظروفهم الحياتية. شدد على أهمية الوصول إلى تفاصيل دقيقة لهذا الملف من خلال الحوار المجتمعي، مشيراً إلى أن عدد المستفيدين من منظومة الخبز يصل إلى 71 مليون مواطن، بينما يصل عدد المستفيدين من منظومة التموين إلى 63 مليون مواطن.
الحل المستدام لمشكلة الزيادة السكانية
جدد مدبولي التأكيد على أن الزيادة السكانية تظل المشكلة الأساسية في مصر، وأن حلها يساعد الدولة في معالجة الأعباء المتراكمة. إذا استقر معدل النمو السكاني لمدة 10 سنوات، سيسمح ذلك للدولة بمعالجة الفجوة في القطاعات الطبية والتعليمية والخدمية، وتحقيق أعلى مستوى من الخدمات للمواطنين.
تحدث رئيس الوزراء عن موضوع نصيب الفرد من المياه، مشدداً على أن هذا الملف ذو أهمية كبيرة. ورغم جميع المشروعات التي تُشيد حالياً، مثل محطات معالجة مياه الصرف الزراعي ومحطات معالجة الصرف الصحي، إلا أن الأرقام المتوقعة للزيادة السكانية حتى عام 2050 تنذر بخطر كبير إذا استمر معدل النمو السكاني على هذا المنوال.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أننا قد نصل إلى مرحلة لن يتبقى فيها نقطة مياه تصل إلى البحر، حيث سيتم معالجة كل نقطة مياه وإعادة استخدامها. مع تزايد عدد السكان وثبات الموارد المائية، سيكون الحل الوحيد هو تحلية مياه البحر، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة تُقدر بمئات المليارات من الدولارات لإنشاء محطات تحلية مياه البحر، بالإضافة إلى تكاليف الصيانة والتشغيل المستمرة لتلك المحطات. وأكد مدبولي أن الحكومة تعمل على تنفيذ العديد من المشروعات التي تهدف إلى تحسين استخدامات المياه للتغلب على مشكلة ندرة المياه.
كما أشار رئيس الوزراء إلى تجارب وإجراءات بعض الدول في التعامل مع تحدي الزيادة السكانية، موضحاً أن بعض الدول قد اتبعت إجراءات صارمة جداً في هذا المجال، بينما ربطت دول أخرى الدعم الحكومي بعدد أفراد الأسرة. ولفت إلى أن هناك العديد من الأفكار والتجارب المطبقة في هذا السياق. وأوضح أنه من المحتمل أن تتناول مناقشات قضية الدعم كيفية توجيه هذا الملف للمساهمة في ضبط الزيادة السكانية، من خلال تشجيع المواطنين على التحكم في النمو السكاني وتوضيح الفوائد التي يمكن الحصول عليها من الدعم في حال تحقيق ذلك.