تتوجه أنظار دول الخليج العربي نحو القارة السمراء، ليس فقط كمجال جديد للاستثمار، بل كخطوة استراتيجية لتعزيز أمنها الغذائي، وتوسيع نفوذها الجيوسياسي. في ظل التحولات العالمية والبحث عن مصادر طاقة بديلة، أصبحت أفريقيا الوجهة المثلى لهذه الدول لتحقيق طموحاتها الاقتصادية والسياسية. ما هي الدوافع الحقيقية وراء هذا التوجه؟ وكيف تسعى دول مثل الإمارات والسعودية إلى ترسيخ مكانتها في قلب القارة الأفريقية؟
- الأمن الغذائي: تسعى دول الخليج للاستفادة من الموارد الطبيعية الغنية التي تمتاز بها القارة الأفريقية، مما يجعلها من أكبر المستثمرين في الأراضي الزراعية.
- فرص استثمارية متنوعة: توجد العديد من الفرص الاستثمارية في كافة المجالات الاقتصادية والتنموية التي تجذب دول الخليج نحو أفريقيا.
- الحد من النفوذ الإيراني: تسعى دول الخليج إلى تقليل نفوذ إيران في المنطقة من خلال توسيع استثماراتها ونفوذها في أفريقيا.
- تنويع الاقتصاد: مع بدء العالم في الابتعاد عن النفط وإيجاد مصادر طاقة بديلة، تتنافس دول الخليج على تعزيز نفوذها وجذب الاستثمارات الأجنبية. بعد أن رسخت الإمارات نفسها كدولة محورية في التبادل التجاري والنقل الجوي والبحري، اتجهت المملكة العربية السعودية لوضع رؤية 2030 لتنويع اقتصادها.
على الصعيد السياسي، برزت الاختلافات منذ عام 2019 عندما انسحبت الإمارات بشكل مفاجئ من النزاع في اليمن، بعد أن لعبت دورًا بارزًا مع السعودية في التحالف العسكري ضد القوات المدعومة من إيران. ونتيجة لذلك، تحول الوضع بين الرياض وأبو ظبي إلى تنافس جيو اقتصادي. فقد طبعت الإمارات علاقتها مع إسرائيل في عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة، في حين بدأت السعودية التقارب مع قطر بعد مقاطعة استمرت لأكثر من ثلاث سنوات.
اتهم محمد بن سلمان جيرانه بالخيانة وبالتقرب من روسيا فيما يتعلق بالسياسات النفطية والدبلوماسية مع إيران. تسعى الإمارات من خلال صفقاتها الاستثمارية في أفريقيا إلى وضع نفسها كبوابة للقارة أمام روسيا، الصين والدول الغربية. وتتركز هذه الاستثمارات بشكل رئيسي في مجالات الطاقة المتجددة، الخدمات اللوجستية، التكنولوجيا والزراعة.
قدمت الإمارات مساعدات للعديد من الدول الأفريقية، منها مصر، من خلال صفقة إنقاذ اقتصادي بقيمة 35 مليار دولار، وهو ما يعادل حوالي 7% من الناتج السنوي للاقتصاد المصري. إلى جانب إبرام العشرات من الاتفاقيات الاستثمارية مع دول مثل زامبيا، زيمبابوي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية. أما المملكة العربية السعودية، فهي تسعى إلى لعب دور هام في القارة الأفريقية من خلال توقيع مشاريع استثمارية وتعزيز العلاقات الدولية.
أطلقت الرياض أعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي لبحث فرص التعاون والتكامل وتحقيق مستقبل اقتصادي مستدام. يهدف المؤتمر إلى بناء شراكات للطاقة المستدامة، تعزيز دور المملكة في الاقتصاد العالمي، وجذب الاستثمارات لتحقيق تأثير محوري في المنطقة.
بقلم / دكتورة مروى خضر
الخبيرة المصرفية