خلال عطلة نهاية الأسبوع، وجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تهديدات حادة لدول مجموعة البريكس، حيث أعلن عن إمكانية فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على واردات هذه الدول إلى الولايات المتحدة، إذا لم توافق على التوقف عن محاولات إنشاء عملة جديدة بديلة للدولار الأميركي،وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” يوم السبت: “انتهت فكرة أن دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار بينما نقف مكتوفي الأيدي ونراقب”.
تهديدات ترامب لمجموعة البريكس
ويقول سعيد إمبابي خبير أسواق الذهب، إن تراجع أسعار الذهب العالمي، ، بسبب قوة الدولار الأمريكي وتهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لدول البريكس بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% في حال تم استبدال الدولار بعملة جديدة.
وأشار إلى أن المخاطر الجيوسياسية كان لها دور في تقليص تراجع الذهب، خصوصًا مع استمرار الطلب المرتفع عليه باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية العالمية.
وفي هذا الصدد، نشر ترامب على موقعه “Truth Social” يوم السبت الماضي تصريحًا قال فيه: “انتهت فكرة أن دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار بينما نحن نقف مكتوفي الأيدي ونراقب”. وأضاف: “نطالب هذه الدول بعدم إنشاء عملة جديدة للبريكس أو دعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار الأمريكي القوي، وإذا خالفوا ذلك، فسيواجهون تعريفات جمركية بنسبة 100%”.
وأكد إمبابي أن مجموعة البريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ومصر وإيران والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا، كانت قد بدأت بالفعل في تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي كأداة للتبادل التجاري، من خلال استخدام عملات أعضائها المحلية. وقد اقترح البعض أن الصين قد تتولى مسؤولية تطوير عملة جديدة للبريكس تكون مدعومة بالذهب، لتتنافس مع الدولار الأمريكي. وفي هذا السياق، تكثف دول مثل الصين والهند مشترياتها من الذهب، وهو ما يعكس محاولات هذه الدول لتأمين اقتصادها بعيدًا عن هيمنة الدولار.
من جهة أخرى، أضاف إمبابي أن التوقعات بشأن خطط التعريفات الجمركية والسياسات الاقتصادية التوسعية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد تؤدي إلى زيادة التضخم، ما قد يفتح المجال أمام الفيدرالي الأمريكي لوقف خطط خفض أسعار الفائدة، وهو ما سيؤثر سلبًا على سعر الذهب. ومع ذلك، فإن القلق المتزايد بشأن الحرب التجارية والتوترات الجيوسياسية قد يساعد في تقليل الخسائر التي قد يتعرض لها الذهب.
كما أشار إمبابي إلى أن بيانات التوظيف الأمريكية المنتظرة في الأسبوع الجاري قد يكون لها تأثير كبير على قرار الفيدرالي الأمريكي في اجتماع لجنة السوق المفتوحة، حيث إن استمرار قوة سوق العمل الأمريكية قد يدفع إلى تثبيت أسعار الفائدة.
وفي هذا السياق، تترقب الأسواق عدة تقارير هامة هذا الأسبوع، مثل تقرير مؤشري مديري المشتريات الصناعي والخدمي، بالإضافة إلى تقرير الوظائف الأمريكية وبيانات التوظيف، إلى جانب طلبات البطالة الأسبوعية. كما يترقب المستثمرون خطاب جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، خلال قمة “New York Times DealBook” التي ستنعقد قريبًا.
على الرغم من أن الدولار الأميركي هو العملة الأكثر استخدامًا في التجارة والاقتصاد العالمي، فإن دول البريكس، بما فيها روسيا والصين، قد دعت إلى تحدي مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية. في القمة السابقة لمجموعة البريكس في جنوب أفريقيا، تم طرح فكرة إنشاء عملة مشتركة للدول الأعضاء لمواجهة الهيمنة الأميركية على الاقتصاد العالمي.
تهديدات متزايدة وتأثيراتها
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، فإن تهديدات ترامب تواكب تصعيدًا مماثلًا طال دولًا أخرى مثل المكسيك وكندا والصين في وقت سابق من العام. ترامب أشار إلى أنه ينوي استخدام أدوات تجارية عقابية ضد شركاء الولايات المتحدة، ما يعكس رغبته في إجبار هذه الدول على الاستجابة لمطالب واشنطن.
في وقت سابق من أكتوبر، انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي، متهمًا القوى الغربية باستخدام الدولار كسلاح. في قمة مجموعة البريكس في قازان، اعتبر بوتين أن العقوبات المفروضة على روسيا جراء الحرب في أوكرانيا قد أضعفت ثقة العالم في الدولار الأميركي، ودفعته إلى البحث عن بدائل. وأوضح بوتين في تصريحاته: “إذا لم يسمحوا لنا باستخدام الدولار، فنحن مضطرون للبحث عن بدائل”.