تلعب المرأة اليوم دوراً فاعلاً في خدمة المجتمع وتحظى بحضور بارز في مختلف الميادين، سواء في قطاع التجارة الإلكترونية والرعاية الصحية وصولاً إلى التأثير الاجتماعي، فضلاً عن مساهمتها في إحداث تحول حاسم في مختلف القطاعات من خلال طرح وبلورة الأفكار الجريئة والهادفة لحل المشكلات اليومية. وبدورها، تلتزم هواوي بتشجيع ودعم النساء اللواتي يبدعن بإنشاء وتطوير التطبيقات والأدوات التكنولوجية المبتكرة التي من الممكن أن يكون لها تأثير إيجابي على المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أن مسابقة Apps UP من هواوي لابتكار تطبيقات HMS تتوزّع إلى ثماني فئات، بما فيها “جائزة المرأة المتميزة في المجال التقني”، التي تم تصميمها لإبراز وتسليط الضوء على الإنجازات المؤثرة التي تحققها مطوّرات التطبيقات. وتزخر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حالياً بعدد متزايد من النساء اللواتي يتولين قيادة إنشاء وتطوير التطبيقات لنظام هواوي الإيكولوجي، ومن ضمنهن:
أمل السعدي، مستشارة هندسة الهاتف المحمول لدى شركة “اورانج الأردن” والمؤسس المشارك ورئيس قسم التكنولوجيا في “VineTech” – وهي شركة تطوير تطبيقات الأجهزة المحمولة. كما تشارك أمل عن كثب في تطوير تطبيق “أمان” Aman، وهو مبادرة قائمة كلياً على المشاركة المجتمعية ومراعاة خصوصية بيانات المستخدمين، مصمم لتتبع والكشف عن المخالطين للمرضى المصابين بكوفيد-19 في الأردن.
وتصف أمل نفسها بأنها عالمة كمبيوتر ومهندسة برمجيات ومصممة تقنية وباحثة في مجال البلوك تشين والعملات الرقمية، وبشكل عام، لديها شغف كبير بالتكنولوجيا. وتطمح أمل بأن يتم إدراج شركة VineTech في بورصة ناسداك.
وأوضحت أمل بأن قطاع تطوير التطبيقات الإقليمي يتكوّن معظمه من الذكور، لكنها تعتقد بأن هذا المد آخذ في التحول. وتحدّثت قائلة، “أعتقد بأنه مع مرور الوقت، سنرى العديد من النساء الملهمات والأكثر شغفاً في مجال التكنولوجيا اللواتي سيبرزن ويثبتن حضورهن في هذا القطاع.” وتابعت بالقول، “لقد شهدنا جميعاً التغيرات الهائلة التي حدثت في الآونة الأخيرة والتي شملت مختلف المجالات، وهو ما يشكّل حافزاً للمرأة للمشاركة والانخراط في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهناك عدد من المبادرات الناجحة والمنح الدراسية المقدمة من قبل الهيئات الدولية والحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والقطاع ذاته، لتشجيع النساء على الانضمام إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات “.
وتعتقد أمل بأن من الأهمية بمكان أن تدعم النساء في القطاع بعضهن البعض، كما تشجعهن على عدم التراجع عند التعرض لأي عوائق تقف في طريق طموحهن وتحد من آفاق تطلعاتهن لمواصلة طريقهن نحو التخصص في مجال التكنولوجيا. وتحدثت أمل قائلة، “غالباً ما يتم تصنيف الخيارات المهنية بناءً على مدى ملاءمتها للرجل أو المرأة، في الوقت الذي ينبغي علينا النظر إلى مستوى المهارة أو الموهبة التي يتمتع بها الشخص بصرف النظر عن جنسه.” وأضافت قائلة، “إنني كإمرأة على قناعة تامة بأنه من المهم لي أن أكون مصدر إلهام للآخرين لتحقيق أحلامهم. ولهذا، فنحن بحاجة لوجود المزيد من المنظمات، على غرار منظمة “Girls in Tech” التي تساعد في إعداد المرأة وتأهيليها لشغل وظائف في قطاع التكنولوجيا “.
عملت أمل لدى هواوي ضمن مجالات رئيسية متنوعة. وخلال فترة عملها في الشركة، أتاحت لها هواوي الالتحاق ببرامج التدريب الحيوية اللازمة لتطوير قدراتها، كما تبدي هواوي تعاوناً كبيراً مع المطورين من حيث الرد على كافة استفساراتهم بسرعة فائقة والمساعدة في التغلب على المشكلات التي تعترضهم. إلى جانب ذلك، دعمت هواوي تطبيق “أمان” Aman من خلال تقديم مساعدة مهنية كبيرة في مجال التطوير والبرمجة، فضلاً عن إدراج التطبيق على متجرHUAWEI AppGallery ، سوق التطبيقات الافتراضي المتوفر على أجهزة هواوي الذكية.
وهناك مطورة تطبيقات إقليمية أخرى بارزة تمكّنت من إحداث نقلة نوعية في منصة هواوي، وهي نور شموط، قائدة فريق التطوير في “باز” (Baaz)، وهي منصة جديدة للتواصل الاجتماعي بمقرها في الأردن. أبدت نور اهتماماً بالتكنولوجيا في المراحل المبكرة من حياتها، وحظيت بتشجيع كبير من قبل والديها لشق طريقها المهني من خلال التخصص في مجال التكنولوجيا. وعندما كانت نور في السنة الثالثة من دراستها الجامعية، تم اختيارها من قبل استاذها الجامعي لتطوير تطبيق طبي بالتعاون مع اثنين من زملائها. ومن هناك بدأ اهتمام نور يتجه نحو تطوير التطبيقات.
وتعتقد نور بأن التنوع بين الجنسين يشكّل مطلباً ضرورياً ومهماً لنمو وازدهار قطاع تطوير البرمجيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشارت بالقول، “على الرغم من وجود فجوة كبيرة بين الجنسين في قطاع تطوير التطبيقات، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحسب، بل في جميع أنحاء العالم، فإن الطلب على المبرمجات يشهد نمواً متزايداً لأن القطاع يدرك بأنه يعاني من نقص كبير وطويل الأمد في المبرمجين، كما أنه سيشهد مزيداً من التعثر الاقتصادي نتيجة افتقاره إلى التنوع بين الجنسين والتنوع الاجتماعي والاقتصادي.”
وترى نور بأن تقدم المرأة سيعتمد على تجاوز الخرافة القائلة بأن المرأة من المحتمل أن تكون أقل ملاءمة للانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وفي حين أن المرأة ربما تكون أقل تمثيلاً وحضوراً في هذا المجالات، إلا أن نور تعتقد بأن هذا “لا يتعلق بقدراتها وإمكاناتها، بل له صلة وثيقة بالبنية الاجتماعية والقوالب النمطية السائدة. وتشير الأرقام الإحصائية إلى أن هذا الوضع قد شهد تغيراً في الآونة الأخيرة. وقد لا يكون هذا التغير سريعاً بالقدر الكافي، إلا أنني متفائلة تجاه المستقبل “.
وتنصح نور المبرمجات الطموحات بأهمية متابعة اهتماماتهن التقنية للمساعدة في سد الفجوة بين الجنسين. وتحدثت قائلة، “لقد مررت بتلك البداية في مرحلة ما من حياتي، والآن أنظر إلى نفسي وأنا أعمل في “باز” (Baaz)، وأقول: إنني اليوم جزء من رحلة التغيير التي أرغب بأن أراها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أنني اليوم جزء من فريق العمل التابع لإحدى منصات التواصل الاجتماعي العربية الأولى من نوعها. وأنا متأكدة بأنني بعد سنوات من الآن، سأتطلع إلى الوراء وابتسم، وسأكون راضية لأنني واصلت السعي وراء بلورة أحلامي وتمكنت من تحقيقها على طريقتي.”
تعتبر جاكلين روجرز مؤسسة تطبيق My Pregnancy Journey، الذي كان من بين ثلاثة تطبيقات فائزة ضمن فئة “أفضل تطبيق للتأثير الاجتماعي” في مسابقة Apps UP 2020، التطبيق مطور من قبل فريق من النساء الأفريقيات من أجل كل النساء في أفريقيا. ويهدف التطبيق إلى سد النقص في المعلومات المتاحة محلياً وتقديم الدعم اللازم للأمهات الحوامل خلال هذه الفترة الخاصة من حياتهن. وبإمكان كل إمرأة تخصيص التطبيق بحيث يتماشى مع احتياجاتها الشخصية واستخدام أي من المزايا الثلاثين المتوفرة فيه من أجل متابعة وضع الحمل لديها من أسبوع لآخر. كما يتم تحديث التطبيق بمحتوى ومقاطع فيديو ومعلومات جديدة كل أسبوع.
وتشعر روجرز بالتقدير والامتنان البالغ على الدعم الذي تلقته من هواوي. ومنذ إدراج التطبيق في متجر HUAWEI AppGallery، تم دمجه أيضاً مع خصائص HMS Core الرئيسية، مثل التحليلات وعمليات الشراء داخل التطبيق. وتحدثت روجرز قائلة، “إن عمليات الدمج والتكامل مع خصائص HMS Core والدعم المقدم لنا من هواوي قد أتاح لنا الفرصة لتحويل تطبيقنا إلى مشروع تجاري قائم بذاته.” وإضافت قائلة، “أود بالتأكيد أن أشجع كافة الطموحين من
الناشئين من المتخصصين في مجال التكنولوجيا، وخاصة النساء، على الاشتراك في هذه المسابقة لحصد العديد من المكافآت المباشرة وغير المباشرة المتاحة لهم. وقد كان فوز تطبيقنا في هذه المسابقة بداية لرحلة نموه.”
يشار إلى أن تاريخ 5 سبتمبر 2021 هو الموعد النهائي لاستلام التطبيقات المشاركة في مسابقة Apps UP 2021، إحدى المسابقات العالمية الرائدة لمطوري تطبيقات الأجهزة المحمولة. وفي هذا العام أيضاً، ستتوزّع المسابقة على خمس مناطق جغرافية، تشمل الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا. ويبلغ إجمالي الجوائز النقدية للمسابقة 200,000 دولار والتي بإمكان المطورين الفوز بها عن كل منطقة.