تهدد السلطات الروسية التي تواجه عقوبات اقتصادية من قبل الدول الغربية، الشركات الدولية التي تتخذ خطوات لسحب أعمالها من البلاد بالاعتقالات ومصادرة الأصول، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
ونشرت السفارة الروسية في أميركا، الاثنين، تغريدة عبر حسابها الرسمي على تويتر، تقرير الصحيفة ووصفته بأنه مزيف، وعلقت: “قرار رغبة تلك الشركات في مواصلة أعمالها في روسيا، يرجع إلى الأميركيين بشكل تام، بالإضافة إلى الحق في تجاهل الهستيريا المعادية لروسيا والتي تشجع الشركات الأجنبية على تكبد خسائر فادحة من أجل استهداف روسيا.”
أصدر المدعى العام الروسى تحذيرات للعديد من الكيانات الأجنبية، عبر المكالمات والرسائل والزيارات الشخصية، بما في ذلك شركات عملاقة مثل كوكاكولا وماكدونالز ويام براند التي تدير كلا من KFC وبيتزا هات، وآي بي أم وغامبل، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وشملت التحذيرات التهديد باعتقال المسئولين التنفيذيين لتلك الشركات العملاقة في روسيا، ومصادرة الأصول بسبب انتقادهم لما قامت به روسيا من غزو عسكري في أوكرانيا.
ودفعت التهديدات واحدة على الأقل من الشركات المستهدفة إلى تقييد الاتصالات بين أعمالها الروسية والشركة الأم في أميركا، خوفًا من اختراق رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية بين الزملاء، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يؤيد تعيين إداريين “خارجيين” لرئاسة تلك الشركات الأجنبية في روسيا “لنقلها لمن يريدون إنجاحها”، دون أن يذكر كلمة “تأميم” في خطابه.
كما أمر مكتب المدعي العام في موسكو يوم الجمعة بتطبيق “رقابة صارمة” على الشركات التي أعلنت تعليق أنشطتها في روسيا، محذرا بشكل خاص من زيادة مراقبة الامتثال لقانون العمل.
ورفضت الشركات العملاقة مثل كوكا كولا وماكدونالدز وبروكتر آند جامبل ويام براندز التعليق على تلك التحذيرات، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
الشركات الكبرى
واجهت روسيا عقوبات غير مسبوقة فرضتها الحكومات الغربية بعد غزو أوكرانيا، وأعلنت قائمة متزايدة من الشركات انسحابها من البلاد أو خططها لتعليق أنشطتها.
عززت السلطات الروسية جهودها لمنع الأموال من مغادرة حدودها ودعم الروبل، الذي شهد بالفعل انخفاضًا حادًا في قيمته مقابل الدولار.
أغلقت مجموعة غولدمان ساكس أعمالها في روسيا لتصبح أول مجموعة مصرفية أميركية كبرى تغادر البلاد بعد الحرب على أوكرانيا في 10 مارس/آذار الجاري، كما قال متحدث باسم مصرف جي.بي مورغان إن البنك بصدد “تقليص الأعمال الروسية بنشاط” ولا يسعى وراء فرص جديدة في البلاد.
وعلق موقع يوتيوب ومتجر غوغل بلاي التابعان لشركة غوغل المملوكة لألفابت جميع خدمات الدفع في روسيا، بما في ذلك الاشتراكات، بعد أن بدأت العقوبات الغربية تفرض تحديات مصرفية في البلاد.
وأوقفت برغر كينغ دعم أكثر من 800 مطعم حاصل على امتياز للعلامة التجارية في روسيا، كما أنها سترفض الموافقة على أي استثمار أو توسع، ويشمل التعليق أيضا إيقاف العمليات مؤقتًا والتسويق وسلسلة التوريد الخاصة بها.
وأعلنت شركة Sony Interactive Entertainment، التي تصنع جهاز ألعاب الفيديو الشهير Playstation، أنها علقت شحنات البرامج والأجهزة إلى روسيا، وأغلقت متاجرها هناك وأرجأت إصدار Gran Turismo 7 في البلاد.
وعلقت شركة هوغو بوس عمليات البيع بالتجزئة في روسيا وستغلق مؤقتًا متاجرها في البلاد.
كما قالت أمازون إنها ستوقف شحن منتجات البيع بالتجزئة للعملاء في روسيا وبيلاروسيا، وستعلق الوصول إلى Prime Video في روسيا، ولن تقبل بعد الآن عملاء جدد مقيمين في روسيا أو بيلاروسيا لخدمات Amazon Web Services أو كبائعين خارجيين في أمازون.