أعلنت 5 شركات صينية عملاقة مملوكة للدولة في الصين عن خطط لشطب أسهمها من البورصات الأميركية بينما يعاني البلدان في محاولة التوصل إلى اتفاق يسمح للجهات التنظيمية الأميركية بفحص تدقيق حسابات الشركات الصينية.
كشفت شركات صينية “تشاينا لايف انشورنس” و” بتروتشاينا”و” تشاينا بتروليوم اند كيميكال ” عن نيتها شطب أسهمها عبر بيانات نُشرت في تتابع سريع يوم الجمعة، إلى جانب شركة “ألومنيوم كورب أوف تشاينا”و”سينوبك شانغهاي بتروكيميكال” .
الخلاف الصيني الأميركي يؤدي لشطب شركات صينية
دخلت الولايات المتحدة والصين في خلاف منذ عقدين بشأن السماح للمدققين الأميركيين بالوصول إلى أوراق تقارير مراجعة الحسابات الخاصة بالشركات الصينية.
ولم يتوصل المفاوضون بعد إلى اتفاق مع اقتراب آخر موعد حدّده الكونجرس في عام 2024 لبدء طرد الشركات التي لا تلتزم بذلك.
الصين القارية وهونغ كونغ هما الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان لا تسمحان بإجراء عمليات التفتيش من جانب مجلس مراقبة محاسبة الشركات العامة، إذ يقول المسؤولون إن هناك مخاوف تتعلق بالأمن القومي والسرية.
في حين يحاول المسؤولون الأميركيون والصينيون التوصل إلى اتفاق، تتزايد التكهنات بأن الحل قد يشمل خروج الشركات التي تعتبرها بكين حساسة طواعية من الأسواق الأميركية.
3 أسباب وراء إحجام الشركات الصينية عن الإدراج بأمريكا
من بين أكبر الشركات ” تشاينا لايف” و”بتروتشاينا” و” تشاينا بتروليوم أند كيميكال” ومجموعة “علي بابا” القابضة و”بايدو” (Baidu).
ليس واضحاً ما إذا كانت خطوة الشطب ستسهل المفاوضات لكسر حالة الجمود بشأن فحص تقارير مراجعة الحسابات، وهو مطلب قانوني أميركي يهدف إلى حماية المستثمرين من عمليات الاحتيال المحاسبية والمخالفات المالية الأخرى.
يتحدد الموعد النهائي في عام 2024 بموجب قانون صادر في عام 2020 المسمى قانون محاسبة الشركات الأجنبية الذي حصل على مناصرة كل من الديمقراطيين والجمهوريين.
شطب “علي بابا”من البورصة الأمريكية
أضافت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في 29 يوليو شركة “علي بابا” إلى قائمة متنامية من الشركات التي يمكن شطبها من البورصات الأميركية حال عدم توصل البلدين إلى اتفاق.
قالت “علي بابا” في يوليو إنها تسعى لإدراج أسهم بالسوق الأولية في هونغ كونغ لتنضم إلى شركة “بيليبيلي”(Bilibili) و “زي لاب” (Zai Lab) اللتين اتخذتا هذه الخطوة في وقت سابق.
هذا التحول قد يساعد تلك الشركات على الوصول إلى أعداد أخرى من المستثمرين الصينيين مع تقديم نموذج للشركات الصينية الأخرى المدرجة في الولايات المتحدة والتي تواجه الشطب.
قالت “علي بابا” في أغسطس إنها ستحاول الإبقاء على إدراجها في بورصة نيويورك وبورصة هونغ كونغ.
تراجعت أسهم شركات صينية “علي بابا” و”بيندودو” و” جيه دي دوت كوم” بنحو 2% في بورصة نيويورك. انخفض سهم ” بتروتشاينا” بنحو 1% في حين انخفض صندوق “كران شيرز سي إس إي تشاينا انترنت” المتداول في البورصة بنسبة 2%. وتراجع مؤشر “ناسداك غولدن دراغون” بنسبة 3% تقريباً، ليبلغ إجمالي خسائره هذا العام حتى الآن نحو 21%.
توتر العلاقات بين الصين وأميركا
تقول لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تقدم تقاريرها إلى الكونغرس، إن الصين تَعتبر ثماني شركات صينية كبرى مدرجة في البورصات الأميركية “شركات صينية مملوكة للدولة على المستوى الوطني”.
والشركات الثماني هي “بتروتشاينا” و”تشاينا لايف انشورنس” و”تشاينا بتروليوم اند كيميكال” و”تشاينا ساوذرن إيرلاينز” و”هواننغ باور انترناشيونال” و”ألمنيوم كورب” و”تشاينا ايسترن ايرلاينز” و”سينوبك شانغهاي بتروكيميكال”.
توتّرت العلاقات بين القوتين العظميين بشكل خاص في الأيام الأخيرة بعد أن أدّت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان إلى إجراء مناورات عسكرية صينية لعدة أيام حول الجزيرة.
يدرس الكونجرس تشريعاً من شأنه تسريع الموعد النهائي لشطب الشركات من البورصات في أسرع وقت خلال عام 2023، مما يضيف مزيداً من الضغط على الجانبين للتوصل إلى اتفاق سريعاً.
رفضت إريكا ويليامز، رئيسة مجلس مراقبة محاسبة الشركات العامة، في الولايات المتحدة تقديم موعد محدد يجب بموجبه التوصل إلى اتفاق مع السلطات الصينية، لكنها أكّدت أنه يجب أن يتم قريباً.
شطبت بورصة نيويورك شركات صينية مثل “تشاينا موبايل” و”تشاينا تيليكوم” و”تشاينا يونيكوم هونغ كونغ” في يناير 2021، بعد أمر موقع من الرئيس السابق دونالد ترمب يمنع الاستثمار في الشركات الصينية التي يُعتقد أن لها صلات بالجيش.
قالت شركة “هواننغ باور انترناشيونال” في يونيو إنها تعتزم شطب أسهمها بسبب حجم التداول المنخفض والعبء الإداري وتكاليف استمرار الإدراج.