على غرار المؤسسات الكبيرة تتبنى المؤسسات الصغيرة الفكر الاستراتيجي في ممارسة نشاطها الاقتصادية مع مراعاة خصائصها التنظيمية والهيكلية ذات التركيبة والبسيطة والقابلة للتعديل في فترة وجيزة من نشاطها. لذا يعد التخطيط الاستراتيجي في هذه المؤسسات أقل تعقيد من المؤسسات الكبيرة الحجم.
ممارسات التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
تجدر الإشارة إلى بعض جوانب التردد لدى مالكي ومدراء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اتجاه ممارسة التخطيط الاستراتيجي ، وذلك في النقاط التالية:
الاعتقاد بأن العمل الصغير لا يحتاج إلى تخطيط استراتيجي & مقومات التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة &: بساطة الهيكل التنظيمي و سهولة الاتصال بين مختلف مستويات المؤسسات على واقع عمل المؤسسة والاستفادة من الفرص المتاحة
إلى أين تستطيع أن تذهب المؤسسة؟ وهذه تحددها مواطن القوة وجوانب الضعف في الوضع الحالي للمؤسسة.
إلى أين ترغب أن تذهب المؤسسة؟ والرغبة هنا تحددها القيم والتطلعات والروح الريادية لدى مدراء ومالكي المؤسسة الصغيرة.
إن تلاقي وتناغم هذه الأسئلة يمثل توافق وانسجام للإستراتيجية الناتجة عن تحليل البيئة الداخلية والبيئة الخارجية ورغبات وقيم أصحاب القرار المهيمن في المؤسسة والشكل التالي يوضح النفوذ العام لصياغة الإستراتيجية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
تمتلك المؤسسات الصغيرة و المتوسطة العديد من المقومات التي تساعدها على اعتماد التخطيط الاستراتيجي ، و يمكن من تلخيص أهم هذه المقومات فيما يلي :
أولا: تتصف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بالتوجه البيروقراطي المحدد، فالإجراءات الرسمية قليلا ما تستخدم في هذا النوع من المؤسسات ، وبذلك الإدارة الإستراتيجية عموما ، و التخطيط الاستراتيجي خصوصا تعتبر غير رسمية مقارنة مع المؤسسات الكبيرة.
ثانيا: طبيعة العمليات الإدارية في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ذات توجه إنساني ، فالاتصال الشخصي المباشر بين الإدارة و العاملين ما من شك أنه يساهم في سرعة تدفق المعلومات سواء عن المحيط الداخلي أو الخارجي للمؤسسات و للإشارة تعد المعلومات ركيزة أساسية و عنصرا ضروريا في عملية التخطيط الاستراتيجي.
وضعية التخطيط الاستراتجي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
أكدت العديد من الدراسات أن غالبية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يتصف سلوكها الاستراتيجي المبني على أساس رد الفعل في أحسن الحالات تنتهج سلوكيات سلبية عند التعامل مع متغيرات محيطها خاصة في حالة المخاطر، ففي ظل إمكانياتها المحدود وما تتصف به من خصائص تلجأ غالبيتها لتبني إستراتيجيات ناشئة وفق التصور التي الذي تقدمه MINTZBERG وذلك على اعتبار أن إمكانياتها لا تسمح لها بتبني إستراتيجيات معتمدة وتنفيذها وفق التصور الذي ترغب فيه.
وحسب إحدى الدراسات التي أجريت حول واقع التخطيط الاستراتجي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ل 31 مؤسسة صغيرة ومتوسطة توصلت للنتائج التالية:
55% من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لا تستعمل التخطيط الاستراتيجي بصفة رسمية.
يوجد 39% مؤسسة صغيرة ومتوسطة من عينة الدراسة لديها خطة إستراتيجية مكتوبة وموثقة ورسمية.
أغلبية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة غير مدركة بأهمية الرسالة ومعرفة الأهداف العامة، كذلك شكل الإستراتيجية.
أغلبية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لا تستعمل التخطيط الاستراتيجي الرسمي وفق خطوات علمية مدروسة.
غياب التخطيط الاستراتيجي الرسمي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهذا راجع لعدم الإدراك بضرورته.
مما سبق ذكره وبناء على نتائج الدراسات نستنتج بأن أغلبية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لا تعتمد على التخطيط الاستراتيجي في إدارتها كأسلوب تفكير، وهذا راجع لبعض خصائصها السلبية التي تعيق تطبيق عملية التخطيط الاستراتيجي في إدارتها، بالإضافة إلى ذلك لديها خصائص إيجابية تمكنه من اعتماده.وفقا وما يلى :-
– إستراتيجية التميز: تعتبر الإستراتيجية تنافسية تعتمد على التميز في المنتج لمواجهة القطاع المستهدف من السوق، وتسعى بذلك المؤسسة لتحقيق ميزة تنافسية في قطاع السوق المستهدف.
– إستراتيجية خفض التكلفة: تعتمد هذه المؤسسات على تبني هذه الإستراتيجية والتي تعتمد على خفض التكلفة للمنتج، وذلك من خلال التركيز على قطاع معين من السوق أو على مجموعة معينة من المشترين.
– إستراتيجية التنويع: يقصد بها توسع المؤسسة من خلال تقديم المنتجات والخدمات الجديدة وهناك التنويع المرتبط والتنويع الغير مرتبط.
– إستراتيجية التركيز: حيث تركز المؤسسة على مجال محدد تتخصص فيه أو على مزيج واحد من التكنولوجية، المستهلكين والمنتج
وعلى ذلك يعد التخطيط الاستراتيجي عملية منظمة ترتيب محدد ونمط يتم التركيز عليه وعلى فاعليته.فالعملية تثير مجموعة من الأسئلة المتتابعة تساعد المديرين والمخططين.
مما سبق تقديمه يتضح لنا إن التخطيط الاستراتيجي هو منظومة متكاملة ومتماسكة يتم من خلالها تحديد العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على المنظمة ,ودراسة هذه العوامل ووضعها في اطار تحليلي يؤدي إلى الوصول لقرارات صائبة فيما يتعلق بمستقبل المنظمة وذالك لتحقيق رسالتها وضمان استمراريتها. فأهمية التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يبين وجود علاقة ايجابية بين اعتماده كأسلوب في التفكير وكطريقة عمل وبين أداء المؤسسة.
وللحديث بقية مدام للعمر بقية
بقلم / دكتور محمد الشوربجى
الخبير المصرفى